أسرار جوهر حيات تكتب: «فيزيت كويت». . لنجعلها سياحة مرنة لذوي الهمم

أسرار جوهر حيات تكتب: «فيزيت كويت». . لنجعلها سياحة مرنة لذوي الهمم

المحرر:
جوهر حيات

نقف على أعتاب نقطة تحول جذرية في صناعة السياحة في الكويت، بدأت ملامحها تتضح من خلال فتح أبواب البلاد، عبر رقمنة إجراءات تأشيرات الدخول وتنوعها، من سياحية وتجارية، في إعلان صريح للعالم أن الكويت قوة سياحية وتجارية كامنة، وترحب بالجميع.

وبموازاة هذه الإجراءات من وزارة الداخلية، وفي تناغم حكومي واضح لفتح أبواب صناعة السياحة، أعلن وزير الإعلام عبد الرحمن المطيري عن مشروع “VISIT KUWAIT” ليكون واجهة رقمية لإظهار صورة الكويت للعالم، هذا إلى جانب مشاريع عديدة تعلنها الجهات المعنية بين حين وحين، تجذب السياحة سواء الداخلية أو تستقطب إخوتنا من دول الخليج، وحتى العالم.

ولكون تطوير هذه المشاريع قائماً حتى الآن، أرى الوقت مناسباً لإيصال رسالة للمسؤولين عن ملف السياحة في البلاد، لكي لا تهمل هذه المشاريع فئة ذوي الهمم؛ فهم أيضاً فئة هامة جداً، يجب أن تراعى في تصميم وتنفيذ المشاريع السياحية، لتكون متوافقة مع ما تتطلبه إعاقاتهم سواء الحركية أو السمعية والبصرية وغيرها.

فمن خلال تجربتي السياحية في بعض الدول، سواء المجاورة أو في مناطق جغرافية أبعد من ذلك، فإن الدول السياحية التي تطوّع مرافقها لتكون سهلة الاستخدام لكافة الفئات، ومنهم ذوو الهمم أو كبار السن الذين يضطرون لاستخدام الكراسي المتحركة، فهي تحقق أمرين معاً: الأول رعاية هذه الفئة والاهتمام بها، والثاني إنجاح مشاريعها السياحية لتكون جاذبة لكل الفئات؛ بينما تلك التي تهمل هذه المتطلبات، قد لا تكون خياراً لدى الأسر التي تضم بأعضائها من أصحاب الهمم أو كبار السن.

ولا يمكن إغفال أن المشاريع السياحية المتكاملة هي مشاريع تصمم للجميع، ولا تهمل أي مكون من مكونات المجتمع، سواء من مواطني الكويت ومقيميها، أو حتى زوارها؛ بل أقترح على وزارة الإعلام أن تبادر بجعل المرافق السياحية سواء القائمة أو التي في طور التنفيذ مناسبة لاستخدام أصحاب الهمم وكبار السن، وأن تراعي في تصاميمها احتياجاتهم لضمان تجربة متكاملة للسياحة في البلاد.

ولا يخفى على أحد أن هذا الأمر يحمل العديد من المميزات، لعل أبرزها رعاية أصحاب الهمم أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وإظهار الجانب الإنساني للبلاد في دعمها لهذه الفئة، هذا فضلاً عن أن جعل المرافق السياحية مناسبة لهم يمكنهم من الاندماج ويعزز مشاركتهم بالحياة وكسر الحواجز الناتجة عن الإعاقة، إلى جانب ميزة اقتصادية عبر جذب كافة الفئات من السياح، فشمول الخدمات السياحية لهم يفتح باباً جديداً للاقتصاد السياحي.

ولا يجب أن تقتصر الرعاية لهم في المشاريع السياحية على وضع ممرات تسهل حركتهم أو استخدام بعض المرافق العامة بسهولة، بل يجب أن تشملهم الفعاليات السياحية، كأن تخصص على سبيل المثال ألعاب خاصة لهم في مدن الملاهي، أو أن تكون هناك عروض مسرحية بلغة الإشارة، هذا فضلاً عن ضرورة وجود مرشدين سياحيين متخصصين لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة الإعاقات والاحتياجات، كالإرشاد بلغة الإشارة وغيرها.

بل إننا يجب أن نذهب أبعد من ذلك، بأن نستغل الطاقات الكامنة لشبابنا من أصحاب الهمم، والاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم في المشاريع السياحية، خاصة عبر المشروع الذي أعلنه أيضاً في وقت سابق وزير الإعلام وهو المرشد السياحي، لنظهر للعالم أن الكويت مؤمنة بأن الإعاقة لا تقف أمام همة شبابها من هذه الفئة، فضلاً عن أن هذه الفئة هم أكثر فئة تستطيع أن تقدم أفكاراً ومقترحات بشأن ما تتطلبه تصاميم المشاريع السياحية من مرونة لتكون صديقة ومناسبة لأصحاب الهمم.

وختاماً، لتكن الكويت رائدة ومبادرة في هذا الجانب، وأن تفتح أبوابها للجميع، على تنوع جنسياتهم وكذلك على تنوع احتياجاتهم.. ويا هلا ومسهلا بكم في بلدكم.

أسرار جوهر حيات
ناشطة اجتماعية وكاتبة

 

 

 

المقالة السابقة
د. سهير عزيز: الهيئة الإنجيلية تقود جهودًا واسعة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة بمصر
المقالة التالية
إيمان كريم: الذكاء الاصطناعي يعزز دمج ذوي الإعاقة في مصر