أمريكية صماء وكفيفة تحصل على منحة دراسية مرموقة بولاية تكساس

أمريكية صماء وكفيفة تحصل على منحة دراسية مرموقة بولاية تكساس

المحرر: وكالات - أمريكا

أصبحت أندريا هيرنانديز أول خريجة من فئة الصم المكفوفين في منطقة مدارس لاريدو المستقلة  بولاية تكساس الأمريكية، لم يكن تخرجها مجرد لحظة شخصية بل بداية لمسار حقوقي طموح، خاصة بعدما حصلت على منحة دراسية مرموقة بقيمة 10,000 دولار من منظمة Lighthouse Guild الوطنية، بهدف دراسة القانون والدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

تُعاني أندريا من ضمور بصري خلقي وفقدان سمعي طفيف وهي حالة وراثية في عائلتها، وقد نشأت برعاية والدتها وهي عضوة في مجتمع الصم، هذه الخلفية شكّلت وعيها وعززت إحساسها بالهوية والانتماء إلى مجتمع الصم المكفوفين، كما دفعتها منذ سن مبكرة إلى الدفاع عن نفسها والتكيف مع بيئة تعليمية غير معدّة بالكامل لاحتياجاتها.

رغم التحديات اليومية استعانت أندريا بأدوات داعمة مثل مكبر الشاشة CCT ونظام FM السمعي ومترجم لغة الإشارة، كما اعتمدت على خط مطبوع مكبر لتيسير دراستها، وكانت عضوًا نشطًا في نادي “Toros Deaf Club” الذي أتاح لها دعمًا مجتمعيًا مهمًا داخل المدرسة.

حصولها على منحة “دانيال إم. كالان التذكارية” من منظمة Lighthouse Guild  لم يكن مجرد دعم مالي فحسب، بل دفعة معنوية كبيرة أكدت لها أن التغيير ممكن، تقول”هذه الجائزة منحتني حرية أن أحلم أحلام أكبر وأشعر بأنني لست وحدي في هذا الطريق”.

تخطط أندريا لدراسة القانون في جامعة تكساس في أوستن، واضعة نصب عينيها هدفًا واضحًا وهو توسيع نطاق قانون الأميركيين ذوي الإعاقة ADA ومعالجة الثغرات التي ما زالت تخلق حواجز في وجه ذوي الإعاقة، خاصة في ما يتعلق بغياب التسهيلات ونقص المترجمين وقلة الوعي المجتمعي.

تقول”علينا أن نبدأ بتثقيف مجتمعنا بطبيعة الإعاقات المختلفة وطرق التواصل الشامل، فالتمييز غالبًا ما يأتي من الجهل. ونشر الوعي هو الخطوة الأولى لبناء مجتمع أكثر إنصافًا”.

ترى أندريا أن العدالة لا تتحقق فقط من خلال القوانين بل من خلال تمكين المجتمعات وتوفير الموارد وإعطاء الفرص. ولهذا تحلم بعد التخرج بالعودة إلى لاريدو لفتح مكتب محاماة وإنشاء شركة تدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، والتبرع للمؤسسات التي ساعدتها كنوادي الصم وبنوك الطعام.

تختم أندريا حديثها برسالة تقول فيها”ذوي الإعاقة بشر مثل غيرهم. تعرّفوا إلينا قد تكتشفون أننا نشبهكم أكثر مما تتصورون”.

من خلال تجربتها، تثبت أندريا أن الإعاقة لا تعني الضعف بل قد تكون مصدرًا للقوة والإصرار والقيادة، إنها تمضي بثبات لتكون صوتًا جديدًا في ساحة العدالة، يحمل معه حلمًا بمجتمع لا يُستبعد فيه أحد.

المقالة السابقة
“جسور” تحيى ذكرى شهداء الكويت الأبرار.. سطروا بدمائهم معاني العزة
المقالة التالية
ناشط ليبي يتهم صندوق التضامن بتأخير صرف إعانات ذوي الإعاقة