في عالم يمتلئ بالأساطير الطبية والمخاوف المرتبطة بعيادات الأسنان، برز الدكتور عبدالله الأنصاري كنموذج مختلف تمامًا. ليس فقط كطبيب مختص، بل كصانع تغيير أعاد تشكيل نظرة الناس إلى أكثر الإجراءات رعبًا وانتشارًا: خلع ضرس العقل. د. عبدالله، خريج الإمارات – جامعة عجمان، استطاع عبر سنوات خبرته وشغفه أن يحوّل هذا الخوف المتجذّر لدى الناس إلى تجربة إنسانية، مهنية، ومطمئنة.
من خلال خبرة تجاوزت 25,000 جراحة خلع ناجحة، ودراسات عميقة امتدت بين الولايات المتحدة، كندا، وإيطاليا، وصولًا إلى جامعة جنوه و الأكاديمية البريطانية و وزارة الصحة الإماراتية—لم يكن هدفه مجرد إتقان المهارة، بل صناعة مدرسة مختلفة في التعامل مع الخوف نفسه. فالناس لا تخاف من الألم فقط، وإنما من المجهول… وهنا كان دوره.
لقد لاحظ الدكتور عبدالله مبكرًا أن المشكلة ليست في ضرس العقل، بل في رواسب الخوف التي يتناقلها الناس وبعض التجارب السلبية التي تُحكى بطريقة تضخمها. فبدأ رحلته المهنية برسالة واضحة: “أن يخرج كل مريض من العيادة وهو يقول: لم أتوقع التجربة تكون بهذه السهولة!”. هذه الجملة أصبحت البصمة التي جعلت المرضى يأتون إليه من الكويت، الخليج، أوروبا، وحتى من دول بعيدة فقط للعيش تلك التجربة المهنية الهادئة.
رمز يحوّل الطب إلى قصة إنسانية
ومع الوقت، تحوّل الدكتور عبدالله إلى رمزٍ يحوّل الطب إلى قصة إنسانية. فقد استخدم منصّاته الإعلامية ليكسر الحاجز بين الطبيب والمريض، مقدّمًا معلومات دقيقة، ووعيًا حقيقيًا، ونصائح مبنية على العلم والخبرة وليس على التخويف. هذا الأسلوب أنتج أثرًا واسعًا في المجتمع؛ فآلاف الأشخاص بدأوا يعيدون التفكير في فكرة خلع ضرس العقل، وتحوّلوا من الخوف إلى الفهم، ومن التردد إلى المبادرة.

الأهم أن هدفه لم يكن علاجيًا فقط، بل اجتماعيًا وإنسانيًا. د. عبدالله يرى أن الطبيب ليس مجرد ممارس صحي، بل قد يكون مصدر أمان، وقدوة، وصوتًا يغيّر ثقافة كاملة. لذا جعل رسالته أن يترك أثرًا طيبًا في كل من يلتقيه، سواء داخل العيادة أو خارجها، عبر المشاركة في الحملات التوعوية، المبادرات الخيرية، الماراثونات الصحية، والدعم المجتمعي الذي يمتد حتى خارج حدود الكويت
رحلة الأنصاري من حلبة القتال إلى عيادة الأسنان
بينما ينظر البعض إلى الطب كمهنة، يراه الدكتور عبد الله الأنصاري ساحة معركة تتطلب روح “الساموراي” ودقة الجراح، وفق فلسفة خاصة يرفض فيها التقيّد بمسار واحد في الحياة، ويمزج بين دقة الجراحة وشراسة ممارسة الرياضات القتالية.
الطبيب الكويتي الذي تخصص في «ضرس العقل» قرر منذ نعومة أظفاره أن يكون اسمه “أيقونة” عابرة للزمن، وليس مجرد رقم في سجلات الأطباء.
صاغت الرياضات المختلفة التي مارسها فلسفته في الحياة، حيث “المركز الثاني” هو الوجه الآخر للهزيمة، والألم هو المعلم الأصدق، بينما “ضبابية” الشباب قادته لشغف خلع الأسنان.
يتذكر الدكتور عبد الله الأنصاري أن أول كلمة نطقها في حياته كانت اسم والده، وكان ذلك عندما بلغ من العمر ستة أشهر، مؤكدا أن هذه اللحظة المبكرة ظلّت حاضرة في ذاكرته كجزء من ارتباطه الأسري منذ طفولته.
ويشير الأنصاري إلى أن طبيعته منذ الصغر وحتى الآن تقوم على حب خوض التجارب، موضحًا أنه مع كل تجربة جديدة يتعلم الإيجابيات ويعالج السلبيات التي يواجهها خلالها. ويضيف أن هذا الميل المستمر للتجربة كان جزءًا ثابتًا في شخصيته.
يعترف أنه عاش فترة من الضبابية وعدم التركيز بعد تخرجه من الثانوية، قبل أن يكتشف شغفه الحقيقي في الجامعة، إذ وجد نفسه يعشق خلع الأسنان مع أول تجربة خاضها هناك.
ويقول الأنصاري إن من يظن أن النجاح يأتي بسهولة فهو واهم، مشددًا على أن الطريق لأي إنجاز يستلزم جهدًا وصبرًا. ويستعيد من أيام المدرسة موقفًا حين ارتطمت الكرة برأسه، ما أدى إلى فقدانه الوعي للحظة.
اجتهدت بما أقدر عليه وأريد أن أجعل اسمي أيقونة
يؤكد دائما في أحاديثه الإعلامية أن بداياته المهنية لم تختلف عن أي طبيب كويتي، موضحاً: «دكتور عبد الله الأنصاري طبيب كويتي حاله حال جميع الأطباء الكويتيين.. قد أكون اجتهدت أكثر، أو أقل، الله أعلم.
«اجتهدت بما أقدر عليه، وبنيت اسمي» ويشير إلى أنه منذ صغره كان يحمل طموحاً بأن يصبح اسماً بارزاً في بلده، : «كنت أريد أن أجعل اسمي مثل عبد الحسين عبد الرضا، أردت أن أجعل اسمي أيقونة في الكويت. هذا حلمي منذ أن كنت صغيراً أردت لاسمي — اسم دكتور عبد الله — أن يبقى، حتى بعد أن أغادر الدنيا. أريد أن يعرف الناس من هو الدكتور عبد الله».
أريد أن أكون قدوة، أريد أن أبني اسماً يتذكره الناس بعد مئة سنة. الدكتور عبد الله يساوي مساعدة الناس، يساوي مرس العقل، يساوي روحاً فريدة»
كل خسارة معها درس وكل درس معه فوز ونجاح
ويستعيد طفولته في حواراته الإعلامية قائلاً إن روح التحدي كانت دائماً ملازمة له: «وكان هذا الكلام منذ أن كنت صغيراً.. لا أقول لك إنه لم يتغيّر، لكنه تغيّر قليلاً. ولكن منذ صغري كانت لدي روح التحدي، لم أكن أحب الخسارة.. في أي مكان أدخله أحب أن أكون الأول. إما أن أكون الأول أو لا شيء».
ويذكر أنه خاض بطولات رياضية متعددة، ويشرح تجربته قائلاً: «دخلت بطولات، وخرجت ثانياً. عندي ميدالية برونزية في التايكواندو، بطولة دولية. عندي ميداليات فضية وصور، والجميع كان فرحاً إلا أنا، كنت رافعاً رأسي لأسفل زعلان.. أنا لا أحب المركز الثاني في أي شيء في حياتي. أي مكان أدخله أحب أن أكون الأول وأضع بصمتي»

ويتحدث الأنصاري عن فهمه لعقلية الطفل ومفهوم الخسارة، مؤكداً:«عقلية الطفل جميلة، ذكرت هذا في إحدى محاضراتي: عقلية الطفل لا تُغلب، لا تُهزم»، ويتابع موضحاً الفرق بين التعلم من السقوط وسوء التعامل مع الخسارة: «لكن يجب التفريق بين أن يتعلم الطفل عندما يسقط فيقوم، وبين أن نُشعره أن الخسارة شيء عادي بلا تعلم. نعم يخسر، لكن يتعلم. لأن كل خسارة معها درس، وكل درس معه فوز ونجاح».
ويؤكد أنه لا يقبل الروح الانهزامية: «أما أن أسقط وأقبل أن أكون انهزامياً وفي روحٍ سلبية، فلا. أنا أقبل أن أسقط لأتعلم، لكن لا أسميها هزيمة، أسميها درساً»
أنا خريج الإمارات وأفتخر
ويوسع الدكتور رؤيته للحياة بالقول: «السقطة في حياة أي إنسان يجب أن تكون درساً، ولا تُسمى فشلاً إلا إذا قرر أن يجلس ولا يتغير.. ميسي حصل على المركز الثاني في الكرة الذهبية ثم عاد أولاً.. كذلك رونالدو،ةلم يقبل أن يبقى ثانياً، رجع وصار أولاً. أخذ الدرس»
ويفخر الأنصاري بتجربته الدراسية والرياضية في الإمارات، فيقول: «تعلمت الفنون القتالية في الإمارات. أنا خريج الإمارات وأفتخر.. عشت في دولة أهلها طيبون بكل المقاييس، وحبهم للكويتيين كبير.. وأنا فخور أنني خريج الإمارات. في الإمارات تعلمت التايكواندو، الهابكيدو، والملاكمة.. عدت إلى الكويت وتعلمت بعض الفنون القتالية عند عدة مدربين كويتيين»
ويستعيد أهم الدروس التي تلقاها في الرياضات القتالية: «تعلمت أنه إذا سقطت أتعلم كيف أقف مرة أخرى. وأجمل ما تعلمته هو الصبر. كلما زادت الضربات أصبر. كلما زادت الضربات كانت تستنزف طاقة الخصم، ثم أعود وأنهي الأمر. هذا أجمل درس تعلمته من الملاكمة»
أما عن مشاركاته الرياضية، فيقول إن ما اكتسبه من تجارب أهم بكثير من الميداليات: «دخلت بطولات؟ نعم دخلت. هل أعجبتني الميداليات؟ لا. هذا الدرس أفضل من أي ميدالية.. الميدالية إثبات أنني أصبحت جيداً في شيء، لكنها لا تقدم درساً»
النجاح أقل شيء في الدنيا يعطينا دروساً
أما فلسفة الدكتور عبدالله حول النجاح والفشل فتبرز في قوله : «النجاح لا يعطي دروساً كثيرة.. النجاح أقل شيء في الدنيا يعطينا دروساً.. الفشل يعطي عشرة أضعاف ما يعطيه النجاح. أحياناً أفضل أن أفشل على أن أنجح، لأن هذا دليل أنني ما زلت أتعلم وأتطور»
يختلف الدكتور عبدالله الأنصاري مع الكثير من الناس الذين يعتقدون أن السرعة هي مفتاح النجاح، وهو ما وصفه بأنه اعتقاد خاطئ تمامًا.
أوضح أن الطبيب الجيد يكون سريعًا في المكان الصحيح، ففي الجراحات السهلة والسريعة يكون الطبيب سريعًا، وفي الوقت نفسه يكون بطيئًا جدًا عند إجراء الجراحات الدقيقة.
ويحذر من السرعة غير الموجهة التي تؤدي إلى أخطاء كبيرة، مستشهدًا بمثال ضرس العقل، حيث يعتقد كثير من الناس أنه مجرد ضرس بسيط يمكن خلعه بسهولة، لكنه أشار إلى أن الأمر أكثر تعقيدًا، فهناك أعصاب وشرايين وأوردة، وهناك احتمال لفقدان الإحساس مدى الحياة
أي إنسان معرض للخطأ مهما كان بارعًا
وأشار الدكتور الأنصاري إلى الدراسات التي تقول إن واحدًا من كل مئة مريض قد يفقد الإحساس في نصف وجهه بسبب إزالة ضرس العقل، في حين تشير دراسات أخرى إلى أن سبعة إلى ثمانية بالمئة يفقدون الإحساس مؤقتًا لمدة تصل إلى ستة أشهر، حيث لا يشعر المريض بنصف الشفة أو نصف الفم، مؤكداً أن هذه النتائج ليست بسبب خطأ طبي مباشر، بل بسبب الطبيعة الدقيقة والخطرة للمنطقة.
يؤمن بأن الطبيب الحذر قد يخطئ أيضًا، لأن أي إنسان معرض للخطأ مهما كان بارعًا، لكن الطبيب الجيد هو الذي يمنحه الله التوفيق لتقليل الأخطاء إلى أدنى حد ممكن، رغم أن احتمال حدوث الخطأ يظل قائمًا، وقد يؤدي أحيانًا إلى تورّم أو مضاعفات تحتاج لدخول المستشفى وأخذ مضاد حيوي
يكشف الدكتور عبدالله أنه في بعض الحالات يضطر الطبيب إلى ترك قطعة صغيرة من الضرس داخل الفك إذا كان إخراجها قد يسبب ضررًا أكبر، مثل فتح شريان أو فقدان الإحساس مدى الحياة.
ويوضح أنه دائمًا ما يتم تقييم الأضرار والفوائد قبل اتخاذ أي قرار جراحي، مشيرًا إلى حالة مريضة من السعودية قرر الأطباء فيها تقطيع الضرس وترك الجذور داخل الفم لحماية المريضة من أي مشاكل أو مضاعفات محتملة

ويشير الأنصاري إلى ان رغم إمكانية التئام القطعة المتبقية، فإن الاحتمال ضئيل جدًا، ولهذا يتم دائمًا حساب المخاطر قبل أي إجراء، مؤكداً أنه لا يجوز المجازفة بحياة المريض تحت أي ظرف
الطبيب الحذر يعرف متى يتدخل ومتى يترك الأمور كما هي
يؤكد الدكتور عبدالله الأنصاري اً أن الطبيب الحذر هو الذي يعرف متى يتدخل ومتى يترك الأمور كما هي لتجنب أي ضرر إضافي، وأن كل الأطباء يخطئون، فلا يوجد إنسان كامل. وأكد أن نفسه يخطئ، لكنه يعتبر الخطأ فرصة للتعلم والتطور، مشيرًا إلى أنه تعلم من أخطائه الكارثية واعتبرها جزءًا من مسيرته المهنية
يقول الأنصاري إن الطبيب الكوري الذي يعتبره قدوة، عرض كل أخطائه في كتاب بكل فخر، وقال إنه ارتكبها بالفعل، مؤكدًا أن مواجهة الأخطاء بشجاعة وفخر تُعد درسًا مهمًا لأي طبيب
وينصح بأهمية التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية، وعدم الانغماس الكامل في الدراسة دون أن يعيش الإنسان حياته ويختبر تجاربه، لذلك فإن الطالب يجب أن يعطي الدراسة حقها، ويمنح نفسه حقها أيضًا، مشيرًا إلى أن الإنسان يجب أن يوازن بين جسده وعقله ونفسه
التطور المستمر هو الأهم وليس مجرد جمع شهادات
وحول مسيرته الأكاديمية، يقول الدكتور عبدالله الأنصاري إنه درس في جامعة عجمان بالإمارات، لكنه لا يتذكر التفاصيل الدقيقة للمواد أو المعادلات الدراسية، موضحًا أن شهادته الأولى تعتبر مجرد إثبات للدوام والمثابرة، بعدها يقرر الشخص مستقبله ومسار تطوره المهني.
يوضح أنه حصل على دورات وزمالات متعددة في التجميل وجراحة الليزر وعلاج الأعصاب المتقدمة، كما التحق بعدة دورات تدريبية في الإمارات والكويت وتركيا والبحرين وأمريكا وكندا، مؤكداً أن الهدف من كل ذلك هو التطور المستمر وليس مجرد جمع شهادات، لأن التوفيق هو الأهم، فالعلم جزء من منظومة النجاح، لكنه ليس كل شيء
لا ينسى الدكتور الأنصاري إصاباته الشخصية خلال مسيرته المهنية، حيث تعرض لإصابات في الكتف الأيمن، وقطع في اليد اليمنى، وتمزق في الكتف، وإصابات في الظهر والدسك، وقطع في الأسنان، ومشاكل في الركبة اليمنى واليسرى، وإصابات في الحوض وكسور متعددة، لكنه أكد أن هذه التحديات لم تمنعه من الاستمرار في الدراسة والعمل، مشيراً إلى أن القدرة على النهوض بعد الضربات هي ما يميز الإنسان ويجعل منه طبيبًا جيدًا
ويؤكد أنه كان يدرس رغم الإصابات، وأجرى امتحانات عملية «أوسكي» في السنة الرابعة والخامسة، مؤكداً أن الإرادة والتصميم جزء أساسي من نجاح الطبيب، وأن التعلم لا يتوقف مهما كانت الظروف أو العقبات
المسؤولية الإنسانية في المهنة تتطلب الصبر والدقة والاهتمام
وفي حديث الدكتور عبد الله الأنصاري حول مهنته كطبيب أسنان يقول: إن التزام الطبيب تجاه مرضاه يتجاوز أي اعتبار مادي، مشيرًا إلى أن المسؤولية الإنسانية في المهنة تتطلب الصبر والدقة والاهتمام بكل حالة على حدة وقال الأنصاري: « إن الألم قد يكون شديدًا أحيانًا، وأن المريض يحتاج للمتابعة الدقيقة من الطبيب نفسه، لا من الخارج، مضيفًا أن الحد الأقصى للحقن لا يزيد عن إبرتين، مع إمكانية إضافة نصف إبرة إذا اقتضت الحالة، لتجنب أي مضاعفات»
ويشير الدكتور الأنصاري إلى أن الإنسان الطبيعي يزول الألم عنده بسهولة، أما في حالات الالتهاب فتستلزم تدخلات إضافية تشمل المضادات الحيوية لتقليل الالتهاب والتورم، مؤكّدًا أن الهدف هو أن يكون المريض في أفضل حالاته.
ويقول: «أتعامل مع المرضى كما تعلمت، إذا كان مستعجلًا، يجب أن أتحلى بالصبر وألا أجازف بحالته.. أنا لا أعمل من أجل المال، لدي العديد من الأسنان لأتعامل معها، وأنا أعمل لأني أعلم أن بإمكاني تقديم شيء جيد جدًا ونظيف في مجال طب الأسنان، خصوصًا ضرس العقل».
هناك وقتًا يتألم فيه المريض أكثر مما أتوقع
وأوضح الأنصاري أن مهنة الطبيب لا تقتصر على الإجراءات التقنية فقط، بل تشمل الجانب الإنساني أيضًا، مستعرضًا مثالًا لمريضة أتت من بريطانيا إلى الكويت لتلقي العلاج، وقال: «ذهبت إلى طبيبة هناك لتخلع ضرسها، فقالت لها: من الأفضل أن تذهبي إلى الدكتور عبد الله بالكويت ليخلعه لك، وهذا شعور جميل ومسؤولية كبيرة، لأن هناك وقتًا قد يتألم فيه المريض أكثر مما أتوقع».
ويؤكد أنه يضع نفسه دائمًا مكان المريض، سواء كان رجلًا كبيرًا أو امرأة كبيرة، أو طفلًا صغيرًا، ليقدم لهم رعاية متكاملة
ويشير الدكتور الأنصاري إلى أن الجانب الإنساني في المهنة ضروري، قائلاً: «كل الناس تخاف من الطبيب منذ الصغر، وأنا شخصيًا لا أنام عند إجراء العمليات، أريد أن أظهر الجانب الجميل والمشرق من الحياة».
ويضيف بأن التفكير بالمريض لا يتوقف بعد الجراحة، بل يستمر طوال الليل لمراجعة الحالة والتأكد من عدم وجود نزيف أو مضاعفات، حتى لو أدى ذلك لإرهاقه جسديًا، مؤكدًا أن هذا الالتزام ينبع من رغبة الطبيب في تقديم أفضل أداء ممكن
الإنسان الناجح يحاسب نفسه دائمًا قبل النوم ويسأل نفسه: هل فعلت الصواب؟
يرى الأنصاري أن الإنسان الناجح يحاسب نفسه دائمًا قبل النوم، ويسأل نفسه: هل فعلت الصواب؟ هل استطعت إيصال المعلومة؟ هل احتويت المريض؟ وأكد الأنصاري أن هذا النهج يمتد أيضًا إلى دراسة السلوكيات النفسية للمرضى وفهم شخصياتهم المختلفة، سواء كانت متخوفة أو وسواسية، مع متابعة لغة الجسد لفهم احتياجاتهم النفسية بدقة، حيث ساعد ذلك على علاج حالات عالقة نفسياً، وبعضها كان قد امتد لسنوات
ويوضح أن مفهوم العلاج النفسي في الكويت كان خاطئًا سابقًا، إذ كان يُنظر إلى المرض النفسي على أنه عيب، بينما أصبح اليوم معروفًا أن المرض النفسي مثل أي مرض آخر يحتاج للعلاج، مضيفًا: «بعض المرضى كانوا يعانون من مشاكل قد تدفعهم للانتحار خوفًا من العار الاجتماعي، ولكن بتوفير العلاج المناسب تم إنقاذهم»
يؤكد أهمية الجمع بين العلاج النفسي والجسدي في مهنة طب الأسنان، مشيرًا إلى أن الاستمتاع بالمهنة يكون من خلال تقديم الرعاية الحقيقية للمرضى وفهم حالتهم النفسية قبل أي إجراء طبي، مؤكدًا أن أغلب الأمراض تتأثر بالجانب النفسي، حتى في مجال الأسنان، وأن التركيز في الكويت بدأ يتحول نحو الصحة النفسية قبل العلاج الجسدي.


.png)


















































