أكدت مراجعة علمية موسعة نشرت في مجلة BMJ الطبية، أن استخدام دواء الباراسيتامول أثناء الحمل، لا يرتبط بشكل قوي أو مباشر بتشخيص حالات التوحد أو اضطراب فرط الحركة، وتشتت الانتباه (ADHD) لدى الأطفال، خلافًا لما أُثير من جدل مؤخرًا.
وذكرت يورو نيوز أن الدراسة أُجريت بمشاركة باحثين من جامعات في بريطانيا وأستراليا وإسبانيا، وشملت تقييم تسع دراسات منهجية سابقة، لتحليل جودة الأدلة المتاحة، وخلص الفريق إلى أن مستوى الثقة في النتائج التي تربط بين الباراسيتامول وهذه الاضطرابات، «منخفض إلى منخفض جدًا».
وأوضح الباحثون أن معظم الدراسات السابقة لم تأخذ في الاعتبار عوامل مهمة مثل الوراثة، والصحة النفسية للوالدين، ونمط الحياة، ما أثر على النتائج.
الباراسيتامول أثناء الحمل.. هدف الدراسة وتوصيات الباحثين
قالت البروفيسورة شاكيلا ثانغاراتينام من جامعة ليفربول، إحدى المشاركات في إعداد الدراسة، إن الهدف كان «تقييم جودة الأدلة وتقديم صورة علمية دقيقة لمقدمي الرعاية الصحية تساعدهم على توعية الأمهات وعائلاتهن»، مشيرة إلى أن القرارات الصحية يجب أن تستند إلى أدلة راسخة، لا إلى جدل سياسي أو إعلامي.
وأشارت الدراسة إلى أن بعض المراجعات السابقة أظهرت مؤشرات على ارتباط محتمل بين الباراسيتامول والتوحد، لكن النتائج كانت غير متسقة وغالبًا ما شابها تحيّز أو نقص في البيانات.
كما أكدت أن أي علاقة محتملة قد تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو بيئية أخرى، إذ اختفى الارتباط في الدراسات التي تم فيها ضبط هذه العوامل.
الباراسيتامول والاستخدام الآمن أثناء الحمل
يعد الباراسيتامول، المعروف أيضًا باسم الأسيتامينوفين، أحد أكثر المسكنات استخدامًا عالميًا، ويُوصى به عادةً للنساء الحوامل لتخفيف الألم وخفض الحرارة. وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) قد أوصت في سبتمبر الماضي بتعديل التحذيرات على عبوات الدواء، للإشارة إلى احتمال وجود علاقة بينه وبين اضطرابات عصبية لدى الأطفال، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية والإعلامية.
وأكد الباحثون في ختام مراجعتهم على الحاجة إلى دراسات أكثر دقة وشمولاً، تأخذ في الاعتبار العوامل البيئية والوراثية المختلفة، لضمان توصيات صحية موثوقة وواضحة للنساء الحوامل، والحفاظ على سلامة الطفل والأم على حد سواء


.png)


















































