.png)
أطلق الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما مبادرة وطنية غير مسبوقة تهدف إلى توفير التعليم الجامعي المجاني للأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل واجبًا أخلاقيًا وعدالة اجتماعية أكثر من كونها عملًا خيريًا.
احتفالية بالشمول والتمكين
جاء ذلك خلال الحفل الرسمي لإطلاق المبادرة في العاصمة أكرا، حيث شدد الرئيس ماهاما على أن كل طالب يستفيد من هذا البرنامج يُعد استثمارًا حقيقيًا في مستقبل غانا.
قائلًا: «كل شاب من ذوي الإعاقة يتمكن من استكمال تعليمه الجامعي يصبح مهندسًا أو معلمًا أو مبتكرًا أو مزارعًا يسهم في تنمية وطنه. نجاحهم هو نجاح لاقتصادنا وإنسانيتنا جميعًا.»
وأضاف أن المبادرة تأتي تنفيذًا لتعهد قطعه على نفسه بجعل التعليم العالي متاحًا للجميع دون تمييز أو عائق مادي، موضحًا أن الغاية الأساسية هي تحقيق المساواة الكاملة في فرص التعليم، وفتح آفاق جديدة أمام ذوي الإعاقة ليلعبوا دورًا فاعلًا في بناء المجتمع.
احصاءات الإعاقة فى غانا
وأشار ماهاما إلى أن تعداد 2021 أظهر أن أكثر من مليوني غاني يعيشون بإعاقات مختلفة، مؤكدًا أن وراء هذه الأرقام قصصًا ملهمة من الصبر والإصرار والمواهب التي تنتظر من يرعاها ويمنحها الفرصة. وقال:«روح الأمة تُقاس بمدى رعايتها لأضعف مواطنيها»، مستشهدًا بعبارة نيلسون مانديلا الشهيرة: «لا تُقاس الأمم بكيفية معاملة أقواها، بل بمعاملة أضعفها.»
آلية تنفيذ المبادرة
وأوضح رئيس الدولة أن تنفيذ المبادرة سيتم من خلال صندوق قروض الطلاب الذي جرى تطويره وتحديث نظامه الرقمي لضمان الشفافية والاستدامة، مشيرًا إلى دمج المنح الدراسية السابقة الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة في برنامج وطني موحد للمنح الجامعية.
من جانبه، أعلن وزير التعليم هارونا إدريسو أن صندوق التعليم الغاني GETFUND سيساهم سنويًا بمبلغ 50 مليون سيدي غاني لدعم تنفيذ المبادرة وضمان استمراريتها، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل «تحولًا تاريخيًا نحو نظام تعليمي أكثر عدالة وشمولًا»
ويُتوقع أن تُحدث المبادرة نقلة نوعية في واقع التعليم العالي بغانا، إذ ستسهم في تمكين آلاف الشباب من ذوي الإعاقة من الالتحاق بالجامعات وتطوير مهاراتهم، ما يعزز مبدأ تكافؤ الفرص، ويجعل التجربة نموذجًا يحتذى به في القارة الأفريقية.
