التكنولوجيا تتحول إلى شريك حياة.. «MOKA» تغيّر حياة ذوي الإعاقة بمنازل ذكية

التكنولوجيا تتحول إلى شريك حياة.. «MOKA» تغيّر حياة ذوي الإعاقة بمنازل ذكية

المحرر: سماح ممدوح حسن- أمريكا

في تحول ملحوظ في أساليب رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، بدأت التكنولوجيا تلعب دورًا رئيسيًا في منحهم مزيدًا من الاستقلالية والحرية في منطقتي كينتوود ووايومنج بولاية ميشيجان الأمريكية. هذا التحول يأتي بفضل المنازل الذكية التي تديرها منظمة MOKA غير الربحية، والتي تدعم الأشخاص ذوي الإعاقة منذ عام 1978، مقدمة نموذجًا مبتكرًا للحياة المستقلة التي تراعي احتياجات هذه الفئة.

تعد ستيف وينكس إحدى المستفيدات الرئيسيات من برامج  MOKA، حيث عاشَت لأكثر من عقدين في مرافق سكنية مدعومة. تقول وينكس«كنت أعيش سابقًا في منزل شبه مستقل بمدينة زيلاند لكن تجربة المنازل الذكية فتحت أمامي آفاقًا جديدة من الاستقلالية، وجعلت حياتي اليومية أكثر حرية وسهولة»

التكنولوجيا والخدمات في المنازل الذكية

تتمثل أبرز ميزات المنازل الذكية في توفير أدوات تكنولوجية متعددة تساعد السكان على إدارة حياتهم اليومية بشكل مستقل. من بين هذه الأدوات: سماعات ذكية مخصصة لتقديم التذكيرات اليومية، وأجهزة لوحية للتواصل المباشر مع موظفي MOKA عبر مكالمات الفيديو، إضافة إلى أجهزة مراقبة وأدوات ذكية لضمان الاستخدام الآمن للأجهزة المنزلية.

تدير MOKA عددًا من المنازل السكنية المتخصصة، إلى جانب برامج دعم الحياة المجتمعية والتدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية. وتؤكد المنظمة أن هدف المبادرة الجديدة هو منح السكان مزيدًا من الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات اليومية بأنفسهم، دون الاعتماد الكلي على موظفي الدعم المباشر.

تقول هولي فولكينبرج، المشرفة على المنازل الذكية في  MOKA«نستخدم التكنولوجيا كبديل لبعض ساعات الدعم المباشر من الموظفين، مما يمنح السكان حرية أكبر ويعزز شعورهم بالاستقلالية والتحكم في حياتهم»

ميزات السلامة والدعم الشخصي

تشتمل المنازل الذكية على أنظمة مراقبة بالكاميرات تغطي كامل المنزل، وأجهزة استماع ذكية لتذكير السكان بالروتين اليومي، وأجهزة استشعار على الصنابير وأجهزة الطهي لضمان الاستخدام الآمن. كما تحتوي الحمامات على أزرار طوارئ يمكن للسكان الضغط عليها عند الحاجة إلى المساعدة الفورية.

تتيح الأجهزة اللوحية للسكان التواصل المباشر مع موظفي MOKA عبر مكالمات الفيديو أو الهاتف عند وجود أي استفسارات أو مشاكل. تقول فولكينبرج«إذا واجه أحد السكان مشكلة أو كان لديه سؤال، يمكنه الاتصال مباشرة بالموظفين، وسيتم تقديم الدعم الفوري له باستخدام التكنولوجيا»

إدارة الحياة اليومية بشكل مستقل

تجد وينكس أن التكنولوجيا مفيدة بشكل خاص لإدارة روتينها اليومي للأدوية. إذ يحتوي صندوق الأدوية الذكي على إشارة ضوئية حمراء تذكّرها بمواعيد تناول أدويتها. وتقول«هذا النظام مفيد للغاية لأنه يضمن أن أتناول أدويتي في الوقت المحدد دون تأخير»

كما تؤكد وينكس أن المنازل الذكية منحها شعورًا حقيقيًا بالاستقلالية، حيث تقول: «إذا احتجت للمساعدة أضغط على الزر وأوضح ما أحتاجه وهذا يشعرني بأنني أتحكم بحياتي. أحب استقلاليتي، وأستمتع بالتنقل وحدي واستخدام وسائل النقل بمفردي»

الهدف من المبادرة وتأثيرها

تركز مبادرة المنازل الذكية على خلق فرص حقيقية للاستقلالية، وهو الهدف الأساسي الذي تسعى MOKA لتحقيقه. تقول فولكينبرج «كل شخص يستحق أن يعيش حياة مستقلة ومليئة بالإشباع، والمنازل الذكية تمنح السكان هذه الفرصة الفريدة»

وتعتبر تجربة وينكس نموذجًا ناجحًا للمبادرة، حيث أظهرت كيف يمكن للتكنولوجيا أن تمنح الأشخاص ذوي الإعاقة القدرة على إدارة حياتهم اليومية بشكل مستقل، والقيام بأنشطتهم الشخصية والاجتماعية دون الاعتماد الكلي على الآخرين.

توسعة المبادرة ونموذج يحتذى به

حاليًا، تدير MOKA منزلين ذكيين في المنطقة يضم كل منهما ثلاثة سكان، بإجمالي ستة أشخاص. وتأمل المنظمة في أن تصبح هذه المنازل نموذجًا يحتذى به لتعزيز الاستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية في جميع أنحاء ولاية ميشيجان.

ويتم استخدام هذه المنازل لجمع البيانات والمساهمة في جهود Michigan Technology First Task Force، بهدف تحسين برامج الدعم والتقنيات المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتوسيع نطاق الابتكار في مجال الحياة المستقلة.

تشير فولكينبرج إلى أن التكنولوجيا لا تمنح السكان مجرد استقلالية في الحياة اليومية، بل تمكنهم أيضًا من المشاركة الفاعلة في المجتمع والعمل والأنشطة الاجتماعية، مما يعكس التزام MOKA بحقوق وكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة.

تقول وينكس في ختام حديثها«أنا أستمتع بحياتي اليومية أكثر من أي وقت مضى. التكنولوجيا منحتني الحرية لأكون مستقلة، وأتخذ قراراتي بنفسي، وأشارك في المجتمع كما أحب»

المقالة السابقة
رفض اصطحاب امرأة لكلبها المساعد تكشف معاناة ذوي الإعاقة في السفر الجوي بنيوزيلندا
المقالة التالية
«زراعة القوقعة».. خدمة جديدة فى مستشفيات التأمين الصحي بمصر

وسوم

أمثال الحويلة (397) إعلان عمان برلين (461) اتفاقية الإعاقة (608) الإعاقة (142) الاستدامة (1100) التحالف الدولي للإعاقة (1073) التشريعات الوطنية (845) التعاون العربي (515) التعليم (83) التعليم الدامج (65) التمكين الاقتصادي (90) التنمية الاجتماعية (1095) التنمية المستدامة. (84) التوظيف (64) التوظيف الدامج (828) الدامج (56) الدمج الاجتماعي (637) الدمج المجتمعي (163) الذكاء الاصطناعي (86) العدالة الاجتماعية (73) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (509) الكويت (86) المجتمع المدني (1077) الولايات المتحدة (63) تكافؤ الفرص (1070) تمكين (87) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (527) حقوق الإنسان (76) حقوق ذوي الإعاقة (95) دليل الكويت للإعاقة 2025 (373) ذوو الإعاقة (157) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1038) ذوي الإعاقة (529) ذوي الهمم (58) ريادة الأعمال (396) سياسات الدمج (1058) شركاء لتوظيفهم (386) قمة الدوحة 2025 (650) كود البناء (450) لغة الإشارة (72) مؤتمر الأمم المتحدة (342) مجتمع شامل (1065) مدرب لغة الإشارة (640) مصر (85) منظمة الصحة العالمية (663)