التجويع أكثر أسلحة جيش الاحتلال بشاعة وقسوة، وبفعله يتساقط الأبرياء في غزة غير مأسوف عليهم في عالم فقد إنسانيته قبل أن يفقد القدرة على ردع القتلة، وكأن تلك العظام الرقيقة البارزة من أجساد الصغار لم تحرك لضمير العالم ساكنا.
في كل صباح يضع أهل غزة الشجعان أطفالهم في أكفانهم وهم يحتسبونهم عند الله شهداء بصبر يثير العجب والدهشة، ويدمي القلوب في آن واحد.
اليوم توفي الطفل جمال فادي النجار، البالغ من العمر خمسة أعوام في مجمع ناصر الطبي فى غزة، بعد معاناة مع سوء تغذية حاد أفقده نحو 50% من وزنه، بعد معاناة طويلة منذ ولادته بضمور وتشوهات خلقية، إلا أن نقص الغذاء والعلاج بفعل الحصار الخانق للقطاع أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل كبير.
ووفقًا لما نشره الصحفي والمصور الفلسطيني عمرو طبش عبر حسابه على “فيس بوك” فإن حالة النجار تعكس تدهور الأوضاع الصحية في غزة، مشيرا إلى أن الطفل قبل الحرب كان على وشك الوفاة، لكن لم يكن يصل إلى مرحلة الإصابة بسوء تغذية، وتحول جسده إلى هيكل عظمي.
مأساة جمال وقبله الآلاف من أطفال غزة تسلط الضوء على خطورة النقص الحاد في الغذاء والعلاج، والذي بات سلاح – أكثر فتكا من القذائف والصوايح – يهدد حياة الأطفال المرضى في القطاع، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية إذا لم يتم التدخل العاجل.