الصين تطور أطرافًا صناعية ذكية تضبط حركة ذوي الإعاقة

احتفلت الصين بالذكرى التاسعة لـ اليوم الوطني للوقاية من الإعاقة، وخلال السنوات الأخيرة، لم تقتصر التكنولوجيا على تغيير أنماط الحياة اليومية، بل أسهمت بشكل ملحوظ في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في البلاد.

مراكز الأبحاث التكنولوجية بالصين تبذل جهودا كبيرة لتعزيز رفاهية ذوي الإعاقة، ففي عام 2025، أطلقت احتفالية مهرجان الربيع التي ينظمها التلفزيون المركزي الصيني، لأول مرة بثًا ميسرًا للمشاهدين من ذوي الإعاقات البصرية والسمعية، مما أتاح للجميع مشاركة هذه الاحتفالية الثقافية الكبرى.

وقد تضمن الإصدار الخاص بذوي الإعاقة السمعية تقنيات الواقع الافتراضي المعزز AR، بينما استخدم الإصدار المخصص للمكفوفين تقنيات السرد الصوتي وطباعة برايل كبيرة الحجم وعرض الرسومات اللمسية.

يُعَد الأشخاص ذوي الإعاقة أحد أهم مجالات تطبيق الابتكار العلمي، فقد وجدت العديد من التقنيات المتقدمة تطبيقات عملية في مجال التأهيل، مثل الأيدي الاصطناعية البيونيكية والروبوتات المرشدة سداسية الأرجل وأجهزة التنقل المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وفي اليوم الوطني الرابع والثلاثين لمساعدة ذوي الإعاقة الذي عُقد في مايو الماضي، سلط الاتحاد الصيني لذوي الإعاقة الضوء على سلسلة من الابتكارات التكنولوجية التي دخلت بالفعل حيّز الاستخدام الواسع وساعدت في تحسين جودة الحياة.

ومن الأمثلة على ذلك، الروبوتات الهيكلية الخارجية Exoskeletons المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي طورها فريق بحثي بجامعة “بيهانج”. وتجمع هذه الأجهزة بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتوفير تدريب تأهيلي فعال للأشخاص ذوي إعاقات الأطراف السفلية، مما يمكّنهم من المشي بسهولة أكبر، وبفضل قدرتها على التعرف على نوايا حركة المستخدم وضبط الخطوات في الوقت الفعلي، أعتمدت هذه الأجهزة بالفعل فى مئات المستشفيات في أنحاء البلاد.

كما طوّر فريق في مختبر تشانج بينج جهاز، منظم دوائر الدماغ Brain Circuit Pacemaker، الذي يستخدم تقنيات الملاحة البصرية الدقيقة في الزمن الحقيقي والتعرف ثلاثي الأبعاد على ملامح الوجه لاستهداف وظائف دماغية محددة. وتفتح هذه التكنولوجيا آفاقًا جديدة لتحسين حالات مثل التوحد والشلل الدماغي ومرض باركنسون والشلل الناتج عن السكتة الدماغية واضطرابات النطق.

وتسارعت وتيرة جهود الصين في مجال إتاحة الوصول عقب تنفيذ قانون بناء بيئة خالية من العوائق، حيث خضع أكثر من 3000 موقع إلكتروني وتطبيق لتحديثات تيسيرية، أُضيفت إليها ميزات مثل التعرف على الكلام وتحويل النصوص.

كما أصبحت أعداد متزايدة من البرامج التلفزيونية تتضمن ترجمات فورية بلغة الإشارة. وتغطي خدمات الملاحة الميسرة الآن 69 مدينة، وتم إطلاق منصات اتصال طارئ لذوي الإعاقة السمعية في عدة مناطق، إلى جانب التوسع في أنظمة النقل الذكية الميسرة.

وفي مؤتمر صحفي عقده مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني يوم 22 يوليو، صرّح مسؤول في الاتحاد الصيني لذوي الإعاقة أنه خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة”2026 – 2030″ سيواصل الاتحاد تعزيز التطبيقات المبتكرة للتكنولوجيا في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة. وستُبذل جهود لتطبيق التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في مجال الإعاقة، بالإضافة إلى الترويج لتقنيات مساعدة جديدة وصناعات واعدة مثل واجهات الدماغ والحاسوب Brain-Computer Interfaces

وسيتركز الاهتمام على فهم احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة جنبًا إلى جنب مع دفع الابتكار التكنولوجي، بحيث تعود التنمية العلمية بالفائدة على أعداد أكبر منهم.