لم تعد سيلا ماضي مجرد طفلة فلسطينية سيضاف اسمها لقائمة ذوي الإعاقة من أبناء الشعب الفلسطيني، بل صارت رمزًا يلمس القلوب الحية، في كل أرجاء الدنيا، فكيف لطفلة في عمر الزهور أن تفقد قدماها تحت أنقاض البيوت والكتلة الخرسانية جراء قصف هجمي من قبل جيش الاحتلال لمنزل عائلتها.
بعد شهور من ألم الإصابة والجوع الذي فرضته دولة الاحتلال على قطاع غزة، وبعد رحلة علاج طويلة كان آخر فصول إحدى المستشفيات الإيطالية، جلست سيلا أمام البيانو بفستانها الأزرق، لتعلن للعالم أن براءتها ما زالت قادرة على صناعة لحن جديد للحياة، بين أصابعها الصغيرة وحركاتها المرهفة تحوّل الوجع إلى موسيقى، والحزن إلى ابتسامة، لتبقي جريمة بتر ساقيها كابوس يطار فاعله.

الخبر لاقى صدى واسعًا بعدما نشره الصحفي الفلسطيني عمرو طبش عبر صفحته الرسمية على فيسبوك حيث روى تفاصيل رحلة سيلا التي باتت قصة إلهام وتحدى خاضته طفلة بريئة بجسارة وصبر.
اليوم تخوض سيلا رحلة علاج طويلة وصعبة إلى جانب عائلتها، بعدما تم إجلائها خارج قطاع غزة إلى إيطاليا، لكنها متمسكة بحلمها أن تعود أقوى وأن تواصل العزف على مفاتيح البيانو كما تعزف على مفاتيح الأمل، لتقول للعالم بصوتها الطفولي البريء: “أخذوا قدميّ، لكنهم لن يأخذوا ابتسامتي ولا أحلامي”.
قصة سيلا هي رسالة من غزة إلى كل ضمير حي، قد تسلب الحرب الأجساد لكنها لا تستطيع أن تنتزع الإصرار على الحياة.