تسلم القبطان ولاء حافظ، أحد أبرز رموز متحدي الإعاقة في مصر، كارنيه عضوية مجلس الشيوخ المصري، بعد صدور القرار الجمهوري بتعيينه ضمن قائمة الأعضاء المعينين للفصل التشريعي الثاني (2025 – 2030)، في تأكيد جديد على حرص القيادة السياسية على تمكين ذوي الإعاقة وإشراكهم في مسيرة صنع القرار الوطني.
وأعرب القبطان ولاء حافظ، الملقب بـ«أقوى رجل في العالم تحت الماء» وأمين متحدي الإعاقة بمحافظة الإسماعيلية، عن بالغ امتنانه للرئيس عبد الفتاح السيسي على ثقته الغالية بتعيينه عضوًا في مجلس الشيوخ، مؤكدًا أن هذه الثقة وسام على صدره ومسؤولية وطنية كبرى.
وقال في تصريح عقب استلامه كارنيه العضوية: «بحمد الله، تم اليوم استلام كارنيه عضوية مجلس الشيوخ المصري، وأسأل الله أن يعينني على أداء هذه المسؤولية العظيمة بكل إخلاص وأمانة، وأتوجه بخالص الشكر والعرفان إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ثقته الكريمة، داعيًا الله أن يوفقني لأكون عند حسن الظن، وأن يمنحني القوة لخدمة شعب مصر العظيم».
وأكد القبطان ولاء حافظ أن انضمامه لمجلس الشيوخ يمثل تكليفًا وطنيًا قبل أن يكون تشريفًا، متعهدًا ببذل أقصى الجهود للدفاع عن قضايا المواطنين، وخاصة قضايا ذوي الإعاقة، والعمل على دعم مبادرات الدمج والتمكين، فضلًا عن المساهمة في مسيرة التنمية والبناء التي تشهدها الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي.
ويُعد القبطان ولاء حافظ نموذجًا ملهمًا للإرادة التي لا تعرف المستحيل، إذ دخل موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية بعد تحقيقه رقمًا عالميًا في الغوص رغم إصابته بشلل نصفي إثر حادث أليم أثناء خدمته العسكرية، ليصبح رمزًا للأمل والإصرار ومصدر إلهام للشباب المصري وأصحاب الإعاقة في مصر والعالم.
قصة القبطان ولاء حافظ هي حكاية إنسان واجه محنة قاسية وحوّلها إلى منحة من القوة والعزيمة. وُلد في محافظة الإسماعيلية، والتحق بالقوات المسلحة المصرية ضابطًا في القوات الخاصة البحرية، حيث عرف بشجاعته وانضباطه وقدرته على القيادة. وخلال إحدى التدريبات البحرية، تعرض لحادث خطير أدى إلى إصابته بشلل نصفي غيّر مجرى حياته بالكامل. غير أن تلك اللحظة لم تكن نهاية الطريق بالنسبة له، بل كانت بداية مرحلة جديدة من الكفاح والإصرار.
بدأ ولاء حافظ رحلة علاج طويلة مليئة بالصبر والإيمان، ورفض الاستسلام للواقع، مستعينًا بروحه القتالية التي صقلتها سنوات خدمته العسكرية. ومع مرور الوقت، انتقل من مرحلة العلاج إلى التحدي، فقرر أن يرفع اسم مصر عاليًا بتحقيق رقم قياسي عالمي في الغوص تحت الماء. وفي عام 2018، دوّن اسمه في موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية بعد نجاحه في تحقيق أطول غطسة في العالم رغم إصابته بالشلل النصفي، لينال لقب «أقوى رجل في العالم تحت الماء».
منذ ذلك الحين، أصبح القبطان ولاء حافظ صوتًا مدافعًا عن حقوق ذوي الإعاقة في مصر، وسفيرًا للأمل والإرادة، يشارك في الفعاليات الوطنية والمؤتمرات، ويلقي المحاضرات التحفيزية التي تنقل تجربته الملهمة إلى كل بيت مصري. كما عمل على دعم مبادرات الدمج المجتمعي والتوعية بقدرات ذوي الإعاقة وأهمية تمكينهم في مختلف المجالات.
تقديرًا لمسيرته المشرفة ومكانته في قلوب المصريين، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا في عام 2025 بتعيينه عضوًا في مجلس الشيوخ ضمن الشخصيات العامة المتميزة، تأكيدًا على دعم الدولة لنماذج الإصرار والتحدي. بهذا القرار، يصبح ولاء حافظ واحدًا من أبرز الرموز التي تجسد روح مصر الصلبة، تلك التي تواجه المحن بالإيمان، وتحوّل الألم إلى طاقة بناء وإبداع.