المذيع الصغير.. تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة للعمل الإعلامي في مصر

المذيع الصغير.. تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة للعمل الإعلامي في مصر

المحرر: عبد الصبور بدر - مصر

في سياق متصل بجهود الدولة المصرية لتعزيز الدمج المجتمعي. نظم المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة لقاءً موسعًا مع متدربي برنامج المذيع الصغير. وجاء ذلك استمرارًا لنهج داعم يضع الطفل في صدارة الاهتمام. لا سيما الأطفال ذوي الإعاقة.  كما استهدف اللقاء دعم المواهب الناشئة. وتعزيز مهارات التواصل. وفتح آفاق التعبير الإعلامي أمام المشاركين.

وفي هذا الإطار. حرصت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس. وكذلك على اللقاء  المباشر بالأطفال. وذلك بحضور الإعلامية داليا أشرف مدربة البرنامج. حيث استمعت إلى تجاربهم. وناقشت تطلعاتهم. كما رحبت بمشاركتهم الفاعلة. مؤكدة في الوقت ذاته إيمان المجلس الكامل بقدراتهم. وحقهم الأصيل في الوجود داخل المجال الإعلامي دون تمييز.

من التدريب إلى بناء الثقة

ومن ناحية أخرى. أكدت الدكتورة إيمان كريم أن المجلس يعمل بشكل متواصل على تكثيف البرامج التدريبية الموجهة للأطفال ذوي الإعاقة. وذلك بهدف صقل مهاراتهم. وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. إضافة إلى إتاحة منصات حقيقية للتعبير. كما أوضحت أن المذيع الصغير يمثل تجربة عملية ناجحة. حيث يجمع بين التدريب التطبيقي والدعم النفسي. كما يسهم في كسر الصور النمطية. ويدعم مفهوم القدوة الإيجابية داخل المجتمع.

وفي السياق ذاته. أعربت الإعلامية داليا أشرف عن تقديرها للتعاون مع المجلس. مشيرة إلى أن البرنامج لا يكتفي بالتدريب التقني. بل يمتد لبناء شخصية إعلامية واعية. وأضافت أن المذيع الصغير يمنح الأطفال مساحة آمنة للتجربة والخطأ. وبالتالي يعزز قدرتهم على الوقوف أمام الكاميرا بثبات. وبمرور الوقت ينعكس ذلك على مستوى الأداء والانضباط.

طموحات واسعة وتحديات حاضرة

وخلال اللقاء. دار حوار مفتوح. حيث عبّر الأطفال عن أحلامهم المستقبلية. وعلى سبيل المثال. أبدى عدد منهم رغبة في العمل كمذيعين بالقنوات الرسمية والخاصة. بينما أكد آخرون سعيهم للمساهمة في نشر الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وفي هذا السياق. استحضر المشاركون نماذج ملهمة مثل الإذاعي رضا عبد السلام. والفنان الراحل عمار الشريعي. والأديب طه حسين. بوصفهم رموزًا للإرادة والتحدي.

وعلاوة على ذلك. عرض المتدربون طموحات أخرى. شملت تقديم برامج رياضية. وتأسيس مدارس متخصصة تعتمد أدوات تعليمية ميسرة. إلى جانب أحلام في مجالات الطب والهندسة والمحاماة. مؤكدين أن الإعاقة لا تمثل عائقًا. بل تتحول إلى مصدر قوة. ومع ذلك.

تناول النقاش عددًا من التحديات اليومية. مثل التنمر المجتمعي. وسوء الفهم لطبيعة الإعاقة. وتقديم المساعدة دون استئذان. فضلًا عن ضعف الإتاحة في بعض المرافق العامة.

وفي ختام اللقاء. شدد المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة على التزامه بمتابعة ملفات الإتاحة. والتنسيق المستمر مع الجهات المعنية. كما أكد العمل على إطلاق حملات توعوية حول إتيكيت التعامل.

وبالتوازي. أوضح أن المذيع الصغير يندرج ضمن رؤية أوسع تعتمد على دراسة عن ذوي الهمم. تهدف إلى تطوير السياسات الداعمة. وتعزيز الدمج المستدام. وبذلك. يواصل المذيع الصغير حضوره للمرة الرابعة كمسار تمكين حقيقي. يعكس إرادة لا تنكسر في مصر.

المقالة السابقة
مصر تدرب الفرق الطبية على التعامل مع ذوي الهمم في مطروح والإسكندرية
المقالة التالية
صعوبات تواجه تنقل المكفوفين في المغرب بسيارات الأجرة ودعوات لتدخل الحكومة