وفاة الناشطة الأمريكية أليس وونغ عن عمر 51 عامًا، في أحد مستشفيات سان فرانسيسكو متأثرة بعدوى، أثار حالة من الحزن في الأوساط الحقوقية، فرحيلها جاء بعد مسيرة طويلة من الدفاع عن ذوي الإعاقة.
وفق ما أعلنت صديقتها المقربة ساندي هو، التي وصفتها بأنها «واحدة من أبرز رموز العدالة لذوي الإعاقة».
وفاة الناشطة الأمريكية أليس وونغ.. مسيرة من التمكين
وُلدت «أليس وونغ» بمرض ضمور عضلي، واستخدمت كرسيًا متحركًا وجهازًا للمساعدة على التنفس. ورغم التحديات الصحية، كرّست حياتها للدفاع عن حق الأشخاص ذوي الإعاقة في العيش باستقلالية. وكتبت عن تجاربها الشخصية مع المرض والإعاقة. وهاجمت النظم والسياسات التي تحرم ذوي الإعاقة من حقوقهم الأساسية.
.
ودافعت بقوة عن الفئات المهمّشة من ذوي الإعاقة، خصوصًا المنتمين للأقليات والمهاجرين والمجتمع الكويري. وبفضل صراحتها، قدّمت وونغ صورة إنسانية وواقعية للتجربة اليومية مع الإعاقة.
مناهضة التنمّر وبدايات الوعي
واجهت الناشطة الأمريكية أليس وونغ – خلال طفولتها ومراهقتها – تنمّرًا وتمييزًا دفعاها للانخراط في العمل الحقوقي مبكرًا، روت في مذكراتها «عام النمر» كيف بدأ وعيها السياسي والإنساني يتشكل.
وأوضحت أن موقفًا طبيًا في سن المراهقة كان نقطة تحوّل، حين أصرت على اتخاذ قرار يتعلق بجسدها رغم اعتراضات أحد الأطباء.
وقالت في مقابلة سابقة: «عرفت جسدي جيدًا. ولم أسمح لأحد أن يتخذ قرارًا نيابة عني».
ووصفت تلك اللحظة بأنها «كانت الشرارة التي صنعت بداياتي كناشطة».
مشروع «رؤية الإعاقة»
أسست وونغ في عام 2014 مشروع Disability Visibility Project، الذي جمع مئات القصص الحقيقية لأشخاص ذوي إعاقة. ومن البداية بدأ المشروع كمبادرة للتاريخ الشفهي. ثم لاحقًا تحول إلى منصة تُبرز أصوات ذوي الإعاقة وتطالب بتمكينهم داخل المجتمع. كما أسهم في نشر كتب بارزة مثل «رؤية الإعاقة» و«حميمية الإعاقة».
وأكدت صديقتها ساندي هو أن إرث وونغ يتمثل في فكرة واحدة واضحة: «يجب أن يتحدث الأشخاص ذوو الإعاقة عن أنفسهم. ولا ينبغي لأحد أن يتحدث نيابة عنهم».
أليس وونغ.. إرث من التأثير
حصلت الناشطة الأمريكية أيس وونغ على «منحة العبقرية» من مؤسسة ماك آرثر عام 2024، تقديرًا لجهودها في الدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة.
وقبل رحيلها قالت إنها كثيرًا ما تشعر بالإحباط بسبب الأوضاع السياسية في أمريكا، لكنها كانت تعود دائمًا إلى ذكريات الظلم التي واجهتها لتجد قوة للاستمرار.
وأضافت: «الغضب يتحول إلى طاقة تدفعني للمواصلة». وبالتالي يعتبر مراقبون وفاة الناشطة الأمريكية أليس وونغ خسارة كبيرة لقضية ذوي الإعاقة في أمريكا.


.png)


















































