في حوارٍ اتسم بالعمق والمسؤولية على شاشة قناة «إثراء»، استضافت الإعلامية البندري العجمي عبر برنامج «نون»، سيدة الأعمال ومؤسسة منصة “جسور العالمية” حنان العنزي. حيث تناول اللقاء خارطة طريق طموحة لإعادة صياغة الوعي المجتمعي تجاه ذوي الإعاقة، بعيدًا عن قوالب التهميش أو التعاطف السلبي.
أكدت العنزي أن «جسور» انطلقت من رؤية «الجسامة والجسارة»، لتحويل الإعلام إلى رافعة حقيقية تبرز ابتكارات هذه الفئة كشركاء فاعلين في التنمية. واستعرضت النجاحات النوعية للمنصة، بدءًا من المجلة الدولية التي تصدر بالعديد من اللغات بينها الصينية، وصولًا إلى مبادرات التوظيف والدمج الرياضي والمسرحي التي تكسر حواجز العزلة وتصنع مستقبلاً يرتكز على الاستدامة والثقة.
فتح اللقاء مساحة جادة للحديث عن الدور الجوهري الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في إعادة تشكيل الوعي المجتمعي بقضايا ذوي الإعاقة، وأبرز التأكيد على أهمية إعلام يختار أن يرى الإنسان قبل الإعاقة، ويحتفي بالقدرات والنجاحات والابتكارات. بدلًا من تكريس صور الشفقة أو الاختزال . حيث لا يكتفي بعكس الواقع، بل يساهم في تغييره. من خلال تقديم ذوي الإعاقة بوصفهم شركاء فاعلين ومؤثرين في المجتمع، لأن الكلمة حين تُقال بوعي، تصنع فرقًا حقيقيًا في الوعي العام.
جسور وإعادة تشكيل الوعي بقضايا ذوي الإعاقة
حنان العنزي مديرةً ومؤسسةً «جسور» العالمية، تحدثت عن المنصة وأهدافها، قائلة: «جسور هي فكرة انطلقت من إيمان مطلق بأن ذوي الإعاقة لهم كل الحق في عيش حياة اجتماعية يتحقق فيها الدمج والتمكين. ومن ناحية أخرى، كانت لدي رؤية بأن الصورة النمطية في مجتمعنا تنظر إلى ذوي الإعاقة على أنهم مستحقون للشفقة أكثر من النظر إلى إنجازاتهم أو تمكينهم في المجتمع. لذلك، كان لدي هاجس بضرورة إيجاد منصة وصوت لذوي الإعاقة ومقدمي الخدمات، ومن هنا انطلقت فكرة جسور من الجسارة، لأنني أرى فيهم جسارة وقوة كبيرة في إنجاز ما لا يستطيع ربما الإنسان العادي إنجازه»
أما عن مجلة جسور، التي تصدر عن المؤسسة باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى لغة برايل، فتحدثت العنزي عن محتواها وما تقدمه للمجتمع من فائدة، وقالت: «بالنسبة للمجلة، رأيت أننا لا بد أن نبدأ بالإعلام. ولذلك، انطلقنا في البداية من منصة جسور الإلكترونية، كموقع إخباري ينقل أخبارًا من حول العالم وليس فقط من الكويت».
وأضافت: «الموقع الذي انطلق من الكويت، وهو الأول في العالم المتخصص في نقل الأخبار العالمية المتعلقة بذوي الإعاقة. وبعد ذلك، توجهنا لإصدار مجلة مطبوعة باللغة العربية والإنجليزية وبرايل. واخترت هذه اللغات الثلاث تحديدًا لتحقيق مبدأ الشمولية، حتى لا يُقصى أحد، فيكون لدينا القارئ العربي، والأجنبي، والكفيف. وقريبًا، في العدد القادم، ستصدر المجلة باللغة الصينية»
مجلة جسور مجانية وتُرسل لمن يرغب فى اقتنائها
وفيما يخص طريقة اقتناء المجلة، أوضحت العنزي قائلة: «المجلة متاحة في قاعات انتظار الخطوط الجوية الكويتية، وهي متاحة أيضًا إلكترونيًا وبشكل مجاني. كذلك، تتوافر في مراكز الصحة، وفي المستشفيات والمراكز الطبية، وأيضًا في هيئة الإعاقة حيث توزّع في صالات الانتظار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لكل من يرغب في اقتناء المجلة التواصل معنا عبر أرقام جسور، ونوصلها له بالمجان»
وعن دور الإعلام في تصحيح المفاهيم المنتشرة عن ذوي الإعاقة، علّقت العنزي قائلة: «الإعلام له دور كبير ومميز في هذا التصحيح. وأنا أتمنى، وهو ما نعمل عليه، أن نُسلّط الضوء على إنجازات وقدرات ومواهب ذوي الإعاقة أكثر من التركيز على جانب الشفقة. وبذلك، يتغير الكثير من مفاهيم المجتمع، سواء الكويتي أو العالمي. ذوو الإعاقة لا يحتاجون إلى الشفقة، بل هم أشخاص يمتلكون قدرات جبارة في الدمج والابتكار والاختراع. ومن خلال جسور، مرّت عليّ ابتكارات أرفع لها القبعة. لذلك، أتمنى أن يركّز الإعلام على إنجازاتهم وتمكينهم ودمجهم أكثر من الحديث عن الشفقة»
جسور ليست وحدها في قيادة هذا العمل الاجتماعي، تؤكد العنزي وهي تشير إلى وجود شراكات متعددة، قائلة: «أفتخر بأننا في بلد معطاء، وأن أي فكرة إنسانية أو مبادرة تصب في مصلحة الناس وترفع اسم الكويت، نجد الهيئات والشركات، سواء الحكومية أو الخاصة، تسارع إلى دعمها».
وتابعت: «ووجّه شكرًا كبيرًا للخطوط الجوية الكويتية لأنهم أتاحوا لنا توفير المجلة في قاعات الانتظار بشكل مجاني، وهو ما منحنا مساحة انطلاق كبيرة، وأصبحنا صوت الكويت الداعم لذوي الإعاقة حول العالم. كذلك، لدينا شراكات مع هيئة الشباب والرياضة، ووزارة الشؤون، والإعلام، والتربية، والعديد من الجهات الأخرى. وهذه الشراكات تمثل صوتنا، وتعطينا القوة والثقة والمصداقية للانطلاق عالميًا»
بناء الثقة لذوي الإعاقة أولوية
«رسالة جسور هي بناء الثقة، وهذا ما أراه في عيون أولادنا من ذوي الإعاقة. فعندما أرى طفلًا من ذوي الإعاقة يلعب مع أقرانه الأصحاء، أعتبر ذلك قمة الإنجاز». تقول حنان العنزي في حوارها التلفزيوني وتضيف: «نحن لا نريد ترسيخ فكرة خاصة للدمج، بل نريد أن يكون الوضع طبيعيًا في المجتمع، دون أن يُشار إلى شخص من ذوي الإعاقة باعتباره غريبًا أو محتاجًا للشفقة. فهم تميز واندماج وقوة، وهذه هي الفكرة التي نريد أن تسود بشكل طبيعي في المجتمع الكويتي، وهو ما سيتحقق قريبًا»
وتكشف أيضا عن خطط جسور لتغيير ثقافة المجتمع بعدم تقبّل البعض لفكرة الإعاقة، قائلة: «هذا الموضوع شكّل هاجسًا كبيرًا لدي في الفترة الأخيرة. فمن خلال جلساتنا مع أولادنا من ذوي الإعاقة في بعض المبادرات، اكتشفت أن عدم استمراريتهم في قطاعات العمل أو المبادرات أو الرياضات لا يعود إليهم، بل إلى التأثير السلبي من بعض أولياء الأمور، الذين يقولون لهم: نحن نخاف أن يصيبك مكروه، ابقَ في المنزل طالما تحصل على راتب. ولهذا، أقمنا ورشًا بشكل عكسي، فبدلًا من أن تكون موجهة لذوي الإعاقة، جعلناها مخصصة لأولياء الأمور»
الحرص المبالغ فيه خطر على الأبناء
ثم تحكي العنزي عن موقف أثّر فيها بشدة، وتقول: «طلبت مجموعة من أولياء الأمور، وفي الجلسة، وبدلًا من أن أتحدث إليهم عن كيفية التعامل مع أبنائهم، جعلت أبناءهم من ذوي الإعاقة يتحدثون بأنفسهم. وكان هناك شخص وظّفناه في إحدى الشركات ضمن عملية دمج حقيقي، بوظيفة براتب يقارب 200 دينار، مع جميع المزايا الوظيفية. واعترض الأهل، متسائلين عن سبب خروجه للعمل والتعب مقابل ما اعتبروه راتبًا قليلًا. فوقف هذا الشخص وتحدث إلى أمه، وقال لها: أنا عمري 32 سنة، ولم أفكر سابقًا في الزواج، وكان هذا الموضوع يزعجني، لكن بعد الوظيفة صار لدي أصدقاء أصحاء، أخرج معهم، وأمارس الرياضة، وأناقشهم، وصارت لي حياة أفضل».
وواصل قائلا: «أصبحت لدي وظيفة وهدف وغاية، وأستيقظ كل يوم وأنا أعلم أن لدي التزامات. ثم قال لها: اليوم أرجوكِ يا أمي لا تقفي في طريقي، ولا تخافي، فأنا اليوم أطلب الزواج، لأنني أصبحت قادرًا على إنشاء أسرة. ولهذا، عززت العلاقات ثقته بنفسه ومبدأ القدرة. وكانت هذه الورشة مؤثرة وعاطفية للغاية، وبدأت تتغير أفكار أولياء الأمور، وسمحوا لأبنائهم بالخروج والاندماج في المجتمع. وهذه هي الخطة التي نسير عليها، مع التركيز على أولياء الأمور، لأن الحرص المبالغ فيه يشكل خطرًا على أبنائهم»
وعن دور جسور في تمكين ذوي الإعاقة اقتصاديًا، أوضحت العنزي قائلة: «نحن نعمل على مبادرات، وتوظيف، وإعادة تأهيل ذوي الإعاقة. وفي هذا الإطار، ولأن دور المبادرات يتمثل في تعزيز فكرة الثقة والتمكين في الاندماج، عملنا على تنفيذ مبادرات مختلفة وعلى عدة أصعدة. أما فيما يخص التوظيف، فقد تواصلنا مع مجموعة من الشركات، ووظفنا ورشّحنا عددًا من أولادنا من ذوي الإعاقة، وتم قبولهم. كذلك، وبعد انتسابهم إلى الوظائف، نتابع معهم ونتحدث إليهم باستمرار حتى لا يحدث تسرب وظيفي. وفي هذا السياق أيضًا، نتأكد من أماكن عملهم، ومن تهيئة المداخل والمخارج، وننقل إلى المسؤولين أي شكوى قد تظهر. وأنا أود أن أقول إن لدينا شركات تأخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار»
التمكين على أرض الواقع وليس بالشعارات
وحول دور منصة جسور في التمكين الحقيقي تقول العنزي: «لدينا تواصل مباشر مع بعض الشركات، ونطلب منهم تخصيص مقاعد وظيفية معينة لأولادنا من ذوي الإعاقة. وكذلك في الجامعات، سواء الجامعات الخاصة أو الكليات والمعاهد الحكومية، نسعى لإيجاد مقاعد لأبنائنا من ذوي الإعاقة بحسب اختصاصاتهم ومستوياتهم التعليمية. لكن، وقبل ذلك، نعمل على تأهيلهم وتطوير مهاراتهم، وتأهيلهم على تقبل الاختلاط بالمجتمع الخارجي، ونقدّم لهم ورشًا تدريبية لفن التعامل مع ذوي الإعاقة أو غير ذوي الإعاقة»
مجلة واحدة بثلاث لغات
وتسرد العنزي دور دمج ثلاث لغات في مجلة جسور، قائلة: دمج هذه اللغات الثلاث كان له دور كبير. واليوم، نستعد لإصدار المجلة باللغة الصينية، وبكل فخر أخبرك أن جهة مسؤولة هي من طلبت أن تكون المجلة باللغة الصينية. وهذا منتهى الاعتزاز أن يُطلب من مجلتنا إصدار نسخة باللغة الصينية ليتم تداولها في الصين، التي تُعد عالمًا مغلقًا. وعندما طُلب إصدار نسخة صينية من مجلتنا، اعتبرت ذلك إنجازًا كبيرًا».
وتكشف: «تواصل معي كثيرون من مختلف أنحاء الوطن العربي، من مخترعين ومبتكرين ومقدمي ورش وأطباء ومقدمي خدمات، يعرضون على جسور الحضور لإقامة ورش تدريبية مجانية، ويعرضون اختراعاتهم وابتكاراتهم. ونحن اليوم نستغل فرصة وجودنا معكم لنعلن عن أول معرض سيقام في دولة الكويت في أيام 23 و24 و25، وهو معرض تمكين تك في أرض المعارض، وسيكون الأول من نوعه في الكويت، ويتناول تمكين ودمج أولادنا من ذوي الإعاقة، بحضور منظمات، وبتشريف من وزيرة الشؤون، وبرعاية كريمة منها. وسيضم المعرض عددًا كبيرًا من المبتكرين والشركات من داخل الكويت وخارجها»
وعن كيفية سطوة الكلمة في كسر الحواجز المجتمعية تجاه ذوي الإعاقة، تقول حنان العنزي: «كما ذكرت، يركز هذا العمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم أكثر من الإشفاق عليهم، إضافة إلى إبراز إنجازاتهم. فعلى سبيل المثال، عندما نكتب عن كاتب من ذوي الإعاقة ونجاحاته في الكتابة، ويرى صورته في المجلات، ويسمع ثناء العالم عليه، أو يرى ردود الأفعال على المنصة، فإن ذلك يكون حافزًا قويًا له. ولذلك، أُبرز دوره في الإعلام والمبادرات وأكرّمه».
وتذكر مثالا على ذلك: « آخر مبادرة في جسور، وهي مبادرة أبجديات المبارزة، التي أقمناها بالتعاون مع بطل العالم طارق القلاف، حيث دمجنا فيها الأصحاء مع ذوي الإعاقة. واخترت أن يفتتح البطولة قارئ كفيف، وهو الأول على دولة الكويت في المدارس الخاصة، وطالب في التربية الخاصة بالقسم الأدبي. وعندما صعد إلى المسرح وقرأ آيات من الذكر الحكيم بصوته الجميل، أثنى الجميع عليه وشكروا وجوده، وكان في قمة السعادة. وبعد انتهاء الحفل، تواصلت معه منظمة من منظمات حقوق الإنسان، وطلبوا أن يمثلهم في إحدى الدورات. وبالنسبة لي، هذا يمثل قمة النجاح، أن تعطي الشخص فرصة ليبرز ويكون له دور في المجتمع»
أبجديات المبارزة
وعن مبادرة أبجديات المبارزة، تقول العنزي: «جاءت هذه المبادرة من إيماني بأن الرياضة أداة قوية للتمكين، لأنها تعزز الثقة والاندماج وتكسر حواجز الخوف. فالرياضة بحد ذاتها نشاط مفيد للصحيح ولذوي الإعاقة، وتمنحهم روتينًا رياضيًا يوميًا ينشّطهم كأشخاص. ومن هنا، بادرت بالفكرة، واجتمعت مع أولادنا من ذوي الإعاقة، ولاحظت أن شريحة كبيرة منهم لا تعرف ما هي المبارزة أساسًا. ولهذا، سميت المبادرة أبجديات المبارزة، حتى يتعلموا في الدورة الأولى أساسيات المبارزة. وفي النهاية، اندهشنا عندما رأينا المتدربين ينتقلون من الأبجديات إلى البطولة، وهو ما يثبت القوة الجبارة التي يمتلكونها. حتى إن متابعين من أمريكا تواصلوا معنا في منتصف الدورة، وطلبوا تسجيل المتدربين لدينا في أكاديمياتهم هناك. وبالفعل، سجلوا، وهم الآن منتسبون إلى أكاديميات معروفة في أمريكا، ويستكملون مشوارهم، ونحن في جسور سنظل ندعمهم»
وحول الأفكار وكيف تأتي وتُنفّذ، بدءًا من الدمج الرياضي والفني وصولًا إلى مجالات أوسع، توضح العنزي: «ينبع هذا من إيماننا بأن الدمج ليس مجرد كلمة تُقال. فالدمج وتطبيقه لا يكون بالوقوف على منبر والقول سأدمج أو سأفعل، لأن الدمج ببساطة هو تطبيق عملي. ولكي يكون تطبيقًا عمليًا، لا بد أن تنزل إلى الميدان، وأن تسمع، وأن تكون قريبًا من ذوي الإعاقة وأهاليهم، حتى يتحقق الدمج والتمكين الحقيقي على أرض الواقع. وكذلك، حرصنا على أن يكون الدمج من نوع يجذب ذوي الإعاقة، ويجعلهم يعيشون الفكرة، وتستمر معهم على مدى بعيد»
مكان لذوي الإعاقة على المسرح
وعن تأثير مبادرات الدمج التي أقامتها جسور على المجتمع، تحكي العنزي قائلة: «لنتحدث عن آخر مبادرتين، وكان لهما صدى كبير جدًا. بادرنا مع خالد المظفر بمسرحية ملك المسرح، حيث تواصلت معه وطلبت أن يكون هناك عرض مسرحي، وهو أيضًا كان يفكر في ذلك من قبل، ليكون العرض موجهًا لذوي الإعاقة، ويُعد الأول من نوعه لفئة الصم والبكم. وبالفعل، أحضرنا مترجم لغة إشارة، ووضعنا شاشات عرض، ليكون العرض مباشرًا حيًا، ويشرح مترجم لغة الإشارة المسرحية كاملة. وهكذا، كان العرض المسرحي دمجًا حقيقيًا بين ذوي الإعاقة والأصحاء. وكانت ردود الأفعال عظيمة، وفرحة كبيرة عاشها الجميع، وامتد التأثير من ذوي الإعاقة إلى أهاليهم، وإلى ممثلي العرض أنفسهم، لأنهم عاشوا تجربة جديدة عليهم. وبالنسبة لي، هذا يُعد أول نجاح وأول إنجاز، لأنهم شعروا بأنهم موجودون، ولهم قيمة، ولهم مكان في كل شيء، حتى في المسرح، وهذه هي رسالة الفن السامية».
وعن الشراكات بين القطاعات الحكومية والخاصة، تحدثت العنزي عن أهميتها، وقالت: «لولا وجود الشركات الداعمة، لما استمررنا. فنحن في جسور شركة غير ربحية، وكل الطباعة والإصدارات والمبادرات تتم بجهود شخصية. لذلك، تلعب الشركات الداعمة دورًا أساسيًا في استمرار هذه المبادرات. فعلى سبيل المثال، كانت آخر مبادرة أبجديات المبارزة بدعم من أكاديمية وربة للتأمين، دعمًا معنويًا وماديًا، من خلال وجودهم وتشجيعهم للمتدربين، وتوفير الملابس والأدوات. كما طلبوا استمرار المبادرة، وأكدوا أن أي شيء يخص ذوي الإعاقة يجدهم حاضرين، لأن فكرتهم لا تقتصر على التأمين على الممتلكات فقط، بل تمتد إلى التأمين على حياة هؤلاء الأشخاص، ليكون لهم مستقبل أفضل»
تنظيم الورش التدريبية برسوم بسيطة
وعن طاقم عمل جسور خلف الكواليس، تقول العنزي: «دعيني أكون صريحة معكم، فالفكرة كانت في ذهني منذ عامين، لكن سبب تسميتها بـجسور، وسبب انطلاقها بهذه القوة، كان كلمة لصاحب السمو أمير البلاد، هي التي أشعلت الحماس بداخلي. ففي أحد اللقاءات، وجّه سموه حديثه إلى المجتمع المدني، وطلب أن يكون الدمج حقيقيًا لا مجرد شعارات. ومن دون أي سبب مباشر، شعرت أن هذه الكلمة موجهة لي شخصيًا، وكأنها طلب مباشر للعمل على هذا المشروع. ومن هنا، انطلقت في العمل، واعتبرت أن ما طلبه سموه لا بد أن يتحقق. وبدأنا بانطلاقة موسعة لدمج وتمكين أولادنا من ذوي الإعاقة. أما عن الفريق، فمعي الفريق الأول، وهو أسرتي، وزوجي الذي لا يقصر في الدعم المادي، ودائمًا أقول إن بجانبي رجلًا عظيمًا أستند إليه، ولولاه لما أكملت الطريق. وكذلك أولادي، ومدير أعمالي، ابني الأكبر عبدالله، إضافة إلى فريق عمل جسور خلف الكواليس من منظمين، ومعدين، وصحفيين، ومحررين، الذين لا أستطيع نسيان دورهم»
وفي ختام اللقاء، تحدثت العنزي عن استدامة المبادرات وتواجدها مجتمعيًا، وقالت: «الاستدامة أمر مهم بالفعل. ولذلك، نعمل حاليًا على تنظيم الورش التدريبية برسوم بسيطة، حتى نحقق الاستدامة. وكذلك، نحصل على دعم من بعض الجهات، لكن حتى يكون هذا الدعم مستدامًا، لا بد أن نعمل على آلية واضحة للصرف. ومن هنا، فكرنا في إنشاء أماكن أو فروع لبيع منتجات أولادنا من ذوي الإعاقة، الذين يمتلكون حرفًا يدوية مميزة، سواء في الصناعات اليدوية، أو الطعام، أو الحياكة. ولذلك، نعرض منتجاتهم، ليكون لهم هامش ربح، وفي الوقت نفسه تتحقق استدامة العمل».


.png)


















































