وزعت مؤسسة بناء للتنمية في اليمن، بالشراكة مع منظمة «هاندكاب»، عدد من أجهزة الكمبيوتر المحمول «لابتوبات» على مجموعة من المستفيدين من فئتي الإعاقة السمعية والحركية، ضمن برنامج شامل يهدف إلى دعم هذه الفئة وتمكينها مهنياً واجتماعياً.
يأتي ذلك في إطار مشروع متكامل تتبناه المؤسسة بالشراكة مع الجهات الدولية المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ويهدف إلى تعزيز قدراتهم وتمكينهم من دخول سوق العمل والمشاركة الفاعلة في الحياة الاقتصادية.
وأوضحت المؤسسة أن عملية توزيع أجهزة اللابتوب تمثل حلقة جديدة ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها خلال الفترة الماضية، والتي شملت تنفيذ برامج تدريبية وتأهيلية استفاد منها أكثر من 120 شخصاً من ذوي الإعاقة في مختلف المحافظات اليمنية، وتركزت تلك البرامج على مجالات ريادة الأعمال، وتنمية المهارات الحياتية، والتأهيل المهني، بما يتيح للمستفيدين فرصاً حقيقية لتحقيق الاستقلال المالي والاعتماد على الذات.
وأكدت مؤسسة بناء للتنمية أن المرحلة الحالية من المشروع تشمل استكمال توزيع الأجهزة على باقي المستفيدين المؤهلين ممن أتمّوا البرامج التدريبية بنجاح، مشيرة إلى أن اختيار المستفيدين يتم وفق معايير دقيقة تراعي قدراتهم العملية واستعدادهم للمشاركة في سوق العمل.
وأضافت أن توفير أجهزة اللابتوب يهدف إلى دعم من تلقوا التدريب سابقاً وتحفيزهم على تطبيق ما اكتسبوه من مهارات، سواء من خلال إطلاق مشاريعهم الخاصة أو تطوير مهاراتهم الرقمية والتقنية التي أصبحت ضرورية في مجالات العمل الحديثة.
ويُعد هذا المشروع نموذجاً للتعاون بين المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية العاملة في مجال الإعاقة في اليمن، حيث تسعى هذه الجهود المشتركة إلى بناء مجتمع أكثر شمولاً وتكافؤاً يتيح فرصاً متساوية لجميع أفراده. كما يؤكد المشروع على أهمية الدمج الاقتصادي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة باعتبارهم طاقات منتجة قادرة على الإسهام في التنمية متى ما توفرت لهم الأدوات والدعم اللازم. وتطمح المؤسسة من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز ثقافة العمل المستقل بين ذوي الإعاقة، وفتح آفاق جديدة أمامهم للابتكار والإنتاج والمشاركة في بناء مستقبلهم المهني بكرامة واستقلالية.
يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة في اليمن تحديات معقدة تفاقمت بفعل الحرب المستمرة، إذ يعانون من ضعف فرص التعليم والعمل، ونقص الخدمات الصحية وإعادة التأهيل، إضافة إلى العوائق المادية والمجتمعية التي تحدّ من اندماجهم، ما يجعلهم من أكثر الفئات هشاشة في البلاد.