اليوم العالمي لشلل الأطفال.. تعرف على رحلة البشرية لاستئصال المرض

اليوم العالمي لشلل الأطفال.. تعرف على رحلة البشرية لاستئصال المرض

المحرر: سماح ممدوح حسن-أمريكا

فى مثل هذا اليوم من كل عام، فى الرابع والعشرين من شهر أكتوبر يحتفي العالم باليوم العالمي لشلل الأطفال، وهو اليوم الذى تتجدد فيه الدعوات والالتزامات الدولة لمكافحة والتخلص من مرض شلل الأطفال بشكل نهائي من تاريخ البشرية، وأيضا لاستعراض التقدم الذى انجزته منظمات الصحة والمنظمات ذات الشأن حول العالم فى مكافحة هذه المرض.

أول من أطلق الفكرة

تعود فكرة اليوم العالمي لشلل الأطفال إلى منظمة روتاري الدولية Rotary International، التي كانت أول جهة تقترح تخصيص يوم عالمي للتوعية بالمرض ودعم الجهود الرامية إلى القضاء عليه.

في منتصف الثمانينيات، أطلقت روتاري برنامجها «PolioPlus» عام 1985، كأول مبادرة أهلية عالمية هدفها استئصال شلل الأطفال من الكوكب.

اختارت منظمة روتاري يوم 24 أكتوبر تحديدًا، لأنه يوافق ميلاد العالم الأمريكي جوناس سولك، الذي قاد فريق تطوير أول لقاح ناجح ضد شلل الأطفال عام 1955، وهو الإنجاز الذي غيّر وجه الطب الحديث وأنقذ ملايين الأطفال حول العالم.

ومنذ ذلك التاريخ، أصبح اليوم مناسبة سنوية تُحييها منظمة الصحة العالمية WHO واليونيسف ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC ضمن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال GPEI التي تأسست عام 1988، بقيادة هذه الجهات وبمساهمة روتاري

ماهو مرض شلل الأطفال؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن مرض شلل الأطفال هو فيروس معوي شديد العدوي. يغزو الفيروس الجهاز العصبي ويصيب النخاع الشوكي، ويُسبب شللًا تامًا في غضون ساعات. ينتقل الفيروس من شخص لآخر، وينتشر بشكل رئيسي عن طريق البراز والفم، أو في حالات أقل، عن طريق ناقل عام مثل الماء أو الطعام الملوث، ويتكاثر في الأمعاء.

تشمل الأعراض الأولية الحمى والتعب والصداع والقيء وتيبس الرقبة وألمًا في الأطراف. تؤدي حالة واحدة من كل 200 إصابة إلى شلل لا رجعة فيه، عادةً في الساقين. من بين المصابين بالشلل، يموت 5-10% عندما تُشل عضلات التنفس لديهم.

انجازات العالم فى القضاء على الفيروس

خلال العقود الأربعة الماضية حقق العالم إنجازًا تاريخيًا في مكافحة شلل الأطفال، إذ انخفضت الإصابات بالفيروس بنسبة أكثر من 99٪ منذ عام 1988، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية ومبادرة Global Polio Eradication Initiative. هذا النجاح لم يكن ممكنًا دون تضافر جهود دولية واسعة شملت التطعيم الجماعي للأطفال، وتدريب فرق صحية محلية، وتعزيز نظم المراقبة الوبائية لرصد أي حالة مشتبه بها على الفور.

ورغم هذه المجهودات الكبيرة والتقدم المُحرز فى القضاء على شلل الأطفال فى العالم إلا أن هناك دولتين فى العالم ما زالت تسجل ظهور حالات لمرض شلل الأطفال. وهما دولة أفغانستان، ودولة باكستان.

وهناك أسباب أدت لاستمرار انتشار مرض شلل الاطفال فى هاتين الدولتين بعد خلو العالم منه تقريبا. ومن أهم هذه الأسباب:

_صعوبة الوصول إلى الأطفال في المناطق الجبلية أو التي تشهد نزاعات مسلحة، ما يعرقل وصول حملات التطعيم الدورية.

_عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي يهدد سلامة فرق التطعيم ويمنعها أحيانًا من العمل في بعض المناطق.

_انتشار الشائعات والمعلومات المضللة التي تربط اللقاحات بمؤامرات أو بمخاوف دينية خاصة فى المناطق التى تسيطر عليها سلطة بمرجعية دينية متشددة كحركة طالبان التى تنشر بين السكان فكرة أن التطعيم ما هو إلا مكيدة من الغرب للحد من أعددا المسلمين، مما يؤدي إلى رفض بعض الأسر تطعيم أطفالها.

_ضعف البنية الصحية في المناطق النائية، وغياب الخدمات الطبية الأساسية التي تساعد على تتبع الحالات ومراقبة انتشار الفيروس.

_التنقل السكاني المستمر عبر الحدود بين البلدين بسبب النزوح المستمر مع استمرار المنازعات أو جفاف الطقس، مما يسهل انتقال الفيروس من منطقة إلى أخرى.

جهود الدول العربية فى مكافحة المرض

تواصل الدول العربية جهودها المكثفة لمكافحة شلل الأطفال، مسجلة إنجازات ملموسة رغم التحديات الصحية والأمنية. من حملات التطعيم الوطنية في مصر إلى الدعم المالي والميداني من السعودية والإمارات، تعكس هذه المبادرات التزام المنطقة بضمان وصول اللقاح لكل طفل وحماية الأجيال القادمة من هذا المرض.

ففي أكتوبر 2024، أطلقت وزارة الصحة المصرية حملة تطعيم وطنية استهدفت أكثر من 16 مليون طفل، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، باستخدام اللقاح الفموي المتقدم من النوعnOPV2

أما في السعودية، فقد أعلنت المملكة في فبراير 2025 عن تعهدها بتقديم 500 مليون دولار لمبادرة استئصال شلل الأطفال العالمية، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لدعم جهود القضاء على الفيروس في أفغانستان وباكستان

وشهدت غزة أيضا حملة تطعيم طارئة فى وسط الحرب في سبتمبر 2024، استهدفت أكثر من 560,000 طفل، وذلك بعد ظهور حالات من المرض، مما يعكس التحديات المستمرة في المناطق ذات النزاعات.

رغم التحديات المتبقية، يظل اليوم العالمي لشلل الأطفال مناسبة لتسليط الضوء على النجاحات المذهلة والجهود الدولية المشتركة في مكافحة المرض.

فمن برامج التطعيم الجماعي إلى الدعم المالي والتوعوي، أثبتت التجربة العالمية أن التعاون بين الدول والمنظمات الصحية قادر على حماية ملايين الأطفال من الشلل الدائم. ومع استمرار مراقبة الفيروس وتعزيز التغطية اللقاحية، يبقى الأمل قائماً في استئصال شلل الأطفال نهائيًا، لتصبح الأجيال القادمة حرة من هذا المرض الذي عانى منه العالم لعقود.

المقالة السابقة
ندوة بجامعة الإسكندرية في مصر حول «الدعم النفسي والاجتماعي لطلاب ذوي الإعاقة»
المقالة التالية
مصر تكرّم منتخب «السلة للكراسي المتحركة» تحت 23 سنة

وسوم

أمثال الحويلة (509) إعلان عمان برلين (589) اتفاقية الإعاقة (746) الإعاقة (163) الاستدامة (1245) التحالف الدولي للإعاقة (1216) التشريعات الوطنية (988) التعاون العربي (658) التعليم (101) التعليم الدامج (72) التمكين الاقتصادي (104) التنمية الاجتماعية (1235) التنمية المستدامة. (106) التوظيف (77) التوظيف الدامج (957) الدامج (69) الدمج الاجتماعي (769) الدمج المجتمعي (185) الذكاء الاصطناعي (101) العدالة الاجتماعية (86) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (642) الكويت (109) المجتمع المدني (1211) الولايات المتحدة (72) تكافؤ الفرص (1205) تمكين (105) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (647) حقوق الإنسان (95) حقوق ذوي الإعاقة (106) دليل الكويت للإعاقة 2025 (490) ذوو الإعاقة (180) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1158) ذوي الإعاقة (624) ذوي الهمم (69) ريادة الأعمال (525) سياسات الدمج (1189) شركاء لتوظيفهم (512) قمة الدوحة 2025 (775) كود البناء (575) لغة الإشارة (87) مؤتمر الأمم المتحدة (469) مجتمع شامل (1200) مدرب لغة الإشارة (769) مصر (148) منظمة الصحة العالمية (794)