يشهد اليوم العالمي للخدج ولادة طفل من كل عشرة أطفال قبل موعده، مما يعرّض أكثر من مليون طفل سنويًا في الأمريكتين لمضاعفات خطيرة.
وتؤدي الولادة المبكرة إلى زيادة احتمال الإصابة بإعاقات جسدية وذهنية، وتشمل مشكلات في الحركة. وضعف النمو. وتأخر التطور العصبي. وصعوبات التعلم الممتدة مدى الحياة.
وتير منظمة الصحة للبلدان الأمريكية إلى أن الخداج يظل أحد أبرز أسباب الإعاقة لدى المواليد. ويواجه الأطفال الخدج تحديات صحية معقدة. وتبدأ بصعوبات التنفس. والعدوى المتكررة. والاضطرابات العصبية. وتمتد إلى إعاقات دائمة تؤثر في القدرة على التعلم والاندماج. ومع ذلك، توفر الرعاية المتخصصة إمكانية تحسين هذه النتائج. وتمنح الأطفال فرصة أكبر للنمو السليم.
اليوم العالمي للأطفال الخدج.. مستقبل أكثر أملًا
تدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات والمجتمع المدني والفرق الصحية والأسر إلى دعم المواليد المولودين قبل أوانهم. وتركز الدعوة العالمية على ضمان رعاية عالية الجودة منذ الولادة. وتأتي هذه الجهود تحت شعار «منح الأطفال الخدج بداية قوية من أجل مستقبل مشرق». كما تشارك المنظمة مع «الصحة العالمية» في زيادة الوعي وتوسيع الوصول إلى خدمات موثوقة.

تتجاوز التحديات الجوانب الطبية وحدها. إذ تواجه الأسر انخفاض الدخل. والإقامة الطويلة في المستشفى. والضغط النفسي خلال فترات العلاج. وبعد ذلك تظهر عقبات في المتابعة. والوصول إلى خدمات التأهيل. مما يجعل الإعاقة خطرًا مستمرًا. وفي الوقت نفسه تتحمل المجتمعات تكاليف كبيرة. وتشمل الرعاية الصحية. والتعليم الخاص. والدعم الاجتماعي. وانخفاض الإنتاجية مستقبلًا.
اليوم العالمي للخدج.. تدخلات تُنقذ الحياة
ومن أجل مواجهة هذه التحديات تستجيب الدول عبر قرار صادر عن «جمعية الصحة العالمية» في مايو 2025. ويدعو القرار إلى الاستثمار في تدخلات عالية الأثر. وتشمل بدء الرضاعة الطبيعية مبكرًا. وطريقة «رعاية الكنغر». ودعم الأسرة. والاستخدام الآمن للأكسجين. وتوفير أدوية مضمونة الجودة. وتثبت هذه الإجراءات فعاليتها في الحد من الإعاقات الجسدية والذهنية لدى الأطفال الخدج.
وبالإضافة إلى ذلك تبرز أهمية تدريب الفرق الصحية. إذ تحتاج رعاية الخدج إلى متخصصين في طب حديثي الولادة. وتمريض مؤهل. وتجهيزات متقدمة. وبروتوكولات دقيقة. كما يتطلب الأمر تنسيقًا مستمرًا بين القطاعات لضمان رعاية متصلة من وحدة حديثي الولادة وحتى سنوات الطفولة.
عدم المساواة يزيد خطر الإعاقات لدى الأطفال الخدج
يواجه الأطفال الخدج في المناطق الريفية. والمجتمعات الأصلية. والأسر محدودة الموارد. تظهر أعلى معدلات الإعاقات الناتجة عن الخداج. وعلى هذا الأساس يؤكد مدير «منظمة الصحة للبلدان الأمريكية» الدكتور جارباس باربوسا أن «خفض آثار الخداج يستلزم معالجة فروقات العدالة الصحية التي تؤثر في الأمهات والمواليد». كما يشير إلى ضرورة التركيز على الفئات الأكثر هشاشة لضمان رعاية عادلة وفعّالة.
وبالتوازي مع ذلك تطرح المنظمة حلولًا عملية. وتشمل تطبيق استراتيجيات تقوي قدرات العاملين الصحيين. وتوفير أدوات عملية مثل تطبيق eCBB المجاني. ويقدم التطبيق معلومات محدثة وبسيطة للعناية بالمواليد للأسر والمهنيين.
ومن ناحية أخرى توضح سوزان سيرويا — رئيسة قسم صحة المرأة والمواليد والصحة الإنجابية — أن الحد من وفيات وإعاقات حديثي الولادة يعتمد على «تعزيز رعاية الأطفال الخدج والصغار جدًا». ولهذا السبب تدعو إلى الاستثمار في الموارد البشرية. وشبكات الخدمات. والمتابعة بعد الولادة. لضمان بداية صحية تنقذ آلاف الأطفال سنويًا.
وفي السياق نفسه تعمل المنظمة كذلك مع جمعيات أسر الأطفال الخدج. وتركز على دعم الحوار. وتحديد الاحتياجات. وتنسيق الجهود. وتوفير أدوات تعزز قدرة الأسر على الدفاع عن حق أطفالها في رعاية آمنة وجودة عالية منذ اللحظات الأولى للحياة.


.png)


















































