كشف باحثون من كلية الصحة العامة بجامعة براون، وكلية وارن ألبرت للطب بالولايات المتحدة، أن البالغين في سن العمل من ذوي الإعاقة، يعانون من معدلات أعلى بكثير من الوحدة مقارنة بغيرهم.
وأظهرت التحليلات أن نحو ثلث البالغين من ذوي الإعاقة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا أبلغوا عن شعور دائم بالوحدة، في استبيان وطني طرح أسئلة حول مدى شعورهم المتكرر بفقدان الرفقة أو بالتهميش أو بالعزلة.
كما أشار حوالي ثلثي المشاركين إلى أنهم غالبًا ما يعانون من وحدة شديدة، بغضّ النظر عن نوع الإعاقة، وتسلط هذه النتائج الضوء على قضية صحية عامة مهمة وغالبًا ما يتم التغاضي عنها، تتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة والعوائق الهيكلية التي تحد من مشاركتهم الكاملة في العمل والمجتمع والحياة اليومية.

وقالت ميليسا أ. كلارك أستاذة خدمات الصحة والسياسات والممارسة ومديرة مركز البحوث الاستقصائية النوعية والتطبيقية: إن الوحدة معروفة بأنها عامل خطر للإصابة بالأمراض والوفاة، لكن هناك أبحاثًا محدودة حول الوحدة بين الأشخاص ذوي الإعاقة خصوصًا في الفئة العمرية للبالغين دون 65 عامًا.
تدعو الدراسة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث التي تركز على البالغين في سن العمل من ذوي الإعاقة، سواء لفهم العوامل التي تدفع إلى عبء الوحدة المرتفع لديهم بشكل استثنائي، أو للتقليل من العواقب الصحية المترتبة عليها.
وقد نُشرت الدراسة في دورية Annals of Internal Medicine، حيث قام الباحثون بتحليل بيانات استبيان شمل أكثر من 3,800 بالغ من ذوي الإعاقة في سن العمل بالولايات المتحدة ممن شاركوا في “المسح الوطني للصحة والإعاقة” ففي إحدى موجات الاستبيان، من أكتوبر 2019 حتى يناير 2020، وجد الباحثون أن 65% من المشاركين يعانون من وحدة شديدة. وفي موجة أخرى ،من أكتوبر 2023 حتى فبراير 2024، ارتفعت النسبة إلى 68%.
وفي الموجتين، أفاد 30% و33% من المشاركين بأنهم غالبًا ما يشعرون بفقدان الرفقة. و29% و37% بأنهم يشعرون بالتهميش. و34% و40% بأنهم يشعرون بالعزلة.
وهذه النسب أعلى بكثير مما هي عليه بين الأشخاص من غير ذوي الإعاقة، كما أوضحت كلارك وزميلتها الباحثة المشاركة ماجي سالينجر، أستاذة مساعدة في الطب.

ففي مسح وطني شمل أكثر من 20 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة، أشار 8% فقط إلى أنهم غالبًا ما يشعرون بالتهميش أو بالعزلة، و10% فقط قالوا إنهم غالبًا ما يشعرون بالوحدة.
وقالت سالينجر: “نعتقد أن الأشخاص ذوي الإعاقة قد يكونون أكثر عرضة للوحدة، لأن الإعاقة هي نتيجة للحواجز الاجتماعية والهيكلية التي تقيد وصولهم إلى المشاركة الكاملة في المجتمع، نحن قلقون من أن الدرجة المرتفعة بشكل غير متناسب من الوحدة قد تضاعف سلسلة الفوارق الصحية المعروفة التي تؤثر بالفعل على الأشخاص ذوي الإعاقة، ولهذا سعينا إلى قياس عبء الوحدة لديهم ودراسته عن كثب”.
كما تشير نتائج فريق جامعة براون إلى حلول ممكنة، وتُظهر لماذا يجب أن يكون التعامل مع الوحدة جزءًا من الجهود الأوسع لتحسين العدالة الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وقالت كلارك:إن أزمة الوحدة موجودة بالفعل على أجندة مسؤولي الصحة العامة، وتُظهر هذه الدراسة مدى أهمية تصميم تدخلات لمكافحة الوحدة تكون ميسّرة وملائمة للأشخاص باختلاف أنواع إعاقاتهم”.