اختتم المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن، بتنفيذ من «مدرج» لريادة الإعلام الرقمي، البرنامج التدريبي المكثف «بداية رقمية»، الذي يهدف إلى تعميق فهم الإعلام الرقمي وأدواته المعاصرة لدى الأشخاص ذوي الإعاقة.
ونفذ البرنامج بمشاركة تسعة مدربين متخصصين، مستهدفاً 12 مشاركاً ومشاركة من ذوي الإعاقة البصرية والسمعية والحركية، بهدف إكسابهم المعارف اللازمة لتعزيز فهمهم حول «النهج الحقوقي» في التغطية الإعلامية، كما سعى إلى تعريفهم بأهمية إنتاج محتوى رقمي متخصص يصل للجمهور ويعبّر عن أصواتهم حول القضايا العامة وهمومهم الخاصة، سعياً نحو بناء «مجتمع دامج».
وتضمن البرنامج شرحاً تفصيلياً للواقع الرقمي للإعلام والتغيرات التي رافقت عملية إنتاج المحتوى في العالم والعالم العربي تحديداً، وارتباط ذلك بتغير شكل إنتاج ونشر الأخبار وطرق استهلاك الجمهور للمعلومات. كما ناقش انتشار البيانات وتنوع منصات النشر، خاصة في ظل انتشار المعلومات المغلوطة والمضللة، وأكد على ضرورة تطوير المحتوى الرقمي ومواكبة التطور التكنولوجي من خلال تنوع أشكال المحتوى ومصادر تحقيق الدخل واختلاف نموذج العمل حسب البيئة وطبيعة الجمهور والسوق الإعلانية والقوانين المنظمة للعمل الإعلامي والرقمي.
وشمل البرنامج التدريبي محاور متعددة تناولت النهج الحقوقي والريادة في مجال الإعلام والأشخاص ذوي الإعاقة، وريادة الأعمال والاستدامة واستراتيجيات إنتاج المحتوى وخصائص الجمهور، بالإضافة إلى استراتيجيات التخطيط للأعمال والنماذج الجديدة والتسويق الرقمي وموارد الدخل. كما تناول البرنامج الحماية القانونية والتوعية حول قانون الجرائم الإلكترونية والحماية الرقمية للبيانات والأجهزة، إلى جانب تدريب عملي على إعداد البودكاست وإنتاج أفكار جديدة للمرحلة القادمة.
يأتي هذا التدريب ضمن استراتيجية المجلس في تعزيز برامج التمكين والتطوير والدعم للأشخاص ذوي الإعاقة عبر الشراكات مع المؤسسات المحلية والوطنية، لخدمتهم وتعزيز فرص تواجدهم في سوق العمل عبر الإعلام، من خلال إنتاج محتوى احترافي يعزز وصول أصواتهم نحو «مجتمع حقوقي مدمج»
يُعد المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن الجهة الوطنية الرئيسية المسؤولة عن صياغة السياسات ومراقبة تنفيذها لضمان حقوق هذه الفئة. تأسس المجلس بموجب القانون رقم (20) لسنة 2017، ويرأسه الأمير مرعد رعد زيد الحسين.
ويحظى الأردن باعتراف دولي بريادته في هذا المجال، حيث كان من أوائل الدول التي ساهمت في صياغة وثيقة الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وصدقت عليها، كما فاز بجائزة روزفلت الدولية للإعاقة عام 2005. يتميز هيكل المجلس الحاكم بشموليته، حيث يضم مجلس أمنائه 25 عضواً، 13 منهم يمثلون أشخاصاً من ذوي الإعاقات المختلفة.