يشارك البريطاني جيمي وورد الذي فقد بصره بسبب مرض وراثي نادر، غدا السبت في نصف ماراثون «رويال باركس» ، بهدف جمع 10 آلاف جنيه إسترليني لصالح المعهد الملكي الوطني للمكفوفين RNIB.
كان وورد بحسب موقع BBC، البالغ من العمر 61 عامًا، ويعيش في بلدة إيست مولسي في مقاطعة سَري البريطانية، قد لاحظ تغيّرًا في قياس نظره أثناء فحص روتيني قبل ثلاث سنوات، وبعد ستة أسابيع فقط فقد البصر في عينه اليسرى.
وشُخِّصت حالته بمرض الاعتلال العصبي البصري الوراثي لليبرLeber’s Hereditary Optic Neuropathy – LHON، وهو اضطراب يصيب عادة الذكور في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات.
وبعد أن أُبلغ بأنه سيفقد البصر في عينه اليمنى خلال ستة أشهر، وضع وورد قائمة «رؤية أخيرة» تضم أماكن وأشياء أراد رؤيتها قبل أن يفقد بصره تمامًا، فزار برفقة زوجه راي، فرنسا والأكروبوليس في أثينا وعددًا من المعارض الفنية في لندن.، وفى رحلته الأخيرة مع الإبصار يقول: «آخر صورة رأيتها كانت لوحة فان جوخ عبّاد الشمس في المعرض الوطني».
ويقول وورد، الذي يعمل رئيسًا لقسم المواهب والتعلّم في قناة Channel 4، إنه يستطيع الآن فقط تمييز الظلال وخطوط الأشكال العامة، ولا أكثر.
وللتعامل مع الصدمة، يقضي وقته في المشي والجري بمساعدة صديقه المرشد العداء إيان ووكر، وأضاف:«هذا ما ساعدني على محاربة الألم النفسي الناتج عن فقدان بصري لقد أنقذ حياتي فعلاً».
وقال ووكر، الذي يشاركه الجري، إنه أراد رد الجميل للمعهد الوطني للمكفوفين الذي دعم والده عندما فقد بصره إثر حادث سير.
ويأمل وورد أن يُسلّط الضوء على قدرات المكفوفين وضعاف البصر، قائلًا:«عند التعامل مع شخص كفيف في العمل أو أثناء ممارسة الرياضة، ساعد في كسر الحواجز لا في بنائها».
وخلال فترة تكيفه الأولى، كانت المهام اليومية تمثل تحديًا كبيرًا، لكنه كان مصممًا على الاستمرار في عمله، ويعود الفضل في عزيمته، كما يقول، إلى والديه وشقيقه الأكبر مارك، الذي يعاني أيضًا من المرض نفسه.
وقد استعد وورد وووكر للماراثون عبر التدرّب على استخدام الحبل المربوط بينهما وتنسيق خطواتهما أثناء الجري، يقول وورد«أنا متوتر، لكن مع الدعم المناسب يمكنك العودة لفعل كل ما كنت تفعله تقريبًا بل وأكثر».
وفي دلالة على هذا التفاؤل، يخطط وورد للقيام برحلة سير على طول نهر التايمز، ثم على مسار الساحل الجنوبي الغربي في مقاطعة دورست.
وأضاف مازحًا: «المسار هناك مليء بالمنحدرات، لذلك سأحاول ألا أسقط منها».