بين الجوع وظلام الغيبوبة.. مرض السكري يسرق طفولة “لارا” الفلسطينية

بين الجوع وظلام الغيبوبة.. مرض السكري يسرق طفولة “لارا” الفلسطينية

المحرر: سحر شيبة - غزة
الطفلة لارا

أصبح أطفال غزة وقودا لحرب لا تنتهي، فمن نجا من قصف مدافع ومقاتلات جيش الاحتلال، سقط فريسة للأمراض المتفشية بسبب التجويع، وسوء التغذية، ونقص العلاج والرعاية الطبية، بعد خروج غالبية مستشفيات قطاع غزة من الخدمة.

وسط ركام الحرب، وزحام المخيمات، تنهش الحرب براءة الطفلة الفلسطينية لارا عليان، كغيرها من آلاف الأطفال في قطاع غزة المحاصر، لارا بعد أن فقدت الأمل في إنقاذها من مضاعفات مرض السكري، ظهرت في مقطع فيديو على موقع التواصل” فيس بوك” تناشد فيه ضمير العالم بالتدخل لإنقاذها، قالت لارا: ” تستنّوا عليّ أموت وتحكوا الله يرحمها؟.

الطفلة لارا قبل تدهور حالتها الصحية بسبب مرض السكري

لارا عليان التي تبلغ من العمر 13 سنة، تخوض معركتها وحدها ضد مرض السكري طوال7 سنوات، كان والدها قبل الحرب يوفر لها العلاج بانتظام، لكن الحرب غيرت كل شئ، الدواء انقطع، والغذاء اختفى، لتدخل لارا في غيبوبة سكر، رقدت على إثرها في العناية المركزة، بعد إصابتها بحموضة دم حادةن وهبوط خطير في السكر.

يقول والد لارا لـ”جسور“: ” لارا مصابة بمرض السكري من النوع الأول، توقّف بنكرياسها تمامًا عن العمل، ولا يُفرز الأنسولين إطلاقًا، ولهذا السبب تتعرض باستمرار لنوبات خطيرة من انخفاض أو ارتفاع السكر في الجسم، مما يؤدي إلى دخولها في غيبوبة متكررة، وارتفاع شديد في حموضة الدم، وهذا يضعها دائمًا بين الحياة والموت”.

ويتابع: “في الفترة الأخيرة دخلت لارا إلى العناية المركزة، وخرجت منها قبل يومين فقط من نشر الفيديو الذي ظهرت فيه مؤخرا، والحمد لله على سلامتها، لكن حالتها ما زالت حرجة وتحتاج إلى علاج عاجل”.

مضيفًا:”للأسف، لم أعد قادرًا على تأمين أبسط احتياجات أسرتي بسبب الغلاء الفاحش، وانعدام مصادر الرزق في غزة، الأمور تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وظاهرة اللصوص وقطاع الطرق والعصابات المسلحة باتت منتشرة، وأصبح الخروج من البيت بحد ذاته خطرًا”.

ويستكمل حديثه: “لارا بحاجة ماسّة إلى السفر خارج غزة لتلقي العلاج المناسب، بالإضافة إلى نظام غذائي متكامل يحتوي على الخضروات، الفواكة، اللحوم، وكل أنواع الطعام الصحي الضروري لحالتها، هذا النوع من الغذاء لم يعد متوفرًا لنا”.

المؤلم أكثر – حسب وصف الأب المغلوب على أمره –  أن بعض الأشخاص تنمّروا عليها في تعليقاتهم على مقطع الفيديو، بحجة أنها ترتدي ملابس نظيفة وتهتم بمظهرها، كأن الفقر يجب أن يُرى في الملابس، طالبونا بأن نظهرها بمظهر المتسوّلين، لكننا نرفض ذلك، لارا طفلة جميلة، تحب أن تهتم بنفسها، وأن تبدو جميلة حتى وهي تتألم”.

المقالة السابقة
الكويت والأمم المتحدة تبحثان تعزيز التعاون في ملف دعم ذوي الإعاقة