جامعة قناة السويس تطلق دورة «أساسيات برايل» لتعزيز التعليم الدامج

جامعة قناة السويس تطلق دورة «أساسيات برايل» لتعزيز التعليم الدامج

المحرر: ماهر أبو رماد - مصر

أعلن مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة بجامعة قناة السويس، بجمهورية مصر العربية، عن إطلاق دورة تدريبية جديدة بعنوان «أساسيات برايل»، تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس الجامعة، وبإشراف عام من الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والتنفيذ المباشر للدكتور سامح عباس، مدير المركز.

تهدف الدورة، التي انطلقت مع بداية أكتوبر، إلى تمكين الطلاب المكفوفين وضعاف البصر من الاعتماد على الذات في القراءة والكتابة، سواء في المجال الأكاديمي أو في تفاصيل حياتهم اليومية، ولا تقتصر الدورة على الطلاب ذوي الإعاقة فقط، بل تفتح أبوابها أيضًا أمام زملائهم من غير ذوي الإعاقة، الراغبين في توسيع مهاراتهم وتعلّم لغة جديدة تساعدهم على تقديم الدعم والتواصل الفعّال.

وأوضح القائمون على المركز أن البرنامج التدريبي يتناول بنية نظام برايل، طرق كتابة الحروف والأرقام وعلامات الترقيم، إضافة إلى تدريبات عملية على القراءة والكتابة، وتهدف هذه المهارات إلى رفع القدرات الأكاديمية للطلاب المكفوفين، وتشجيع طلاب الجامعة الآخرين على بناء بيئة تعليمية دامجة قائمة على التكافل والمساواة.

وأكدت إدارة الجامعة أن تنظيم هذه الدورة يأتي في إطار خطتها الاستراتيجية لتعزيز مفهوم «التعليم للجميع»، وتوفير بيئة جامعية تراعي التنوع وتدعم قيم المساواة وتكافؤ الفرص، ودعا مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة الراغبين في التسجيل إلى التوجه مباشرة لمقر المركز، مشيرًا إلى أن الدورة تمثل فرصة حقيقية لتعزيز القدرات الشخصية وفتح آفاق جديدة للتواصل والتعلّم.

لم يكن إطلاق الدورة حدثًا منفصلًا، بل يأتي ضمن سياق أوسع من الجهود التي تبذلها مصر لنشر لغة برايل وتعزيز استخدامها في المؤسسات التعليمية والثقافية، فمنذ سنوات، تعمل الدولة على تعميم الوسائل التعليمية الدامجة التي تكفل للطلاب المكفوفين حق التعلم على قدم المساواة مع الآخرين.

دور الجامعات المصرية

خلال العقد الأخير، اتجهت العديد من الجامعات المصرية إلى تأسيس مراكز خدمات لذوي الإعاقة، توفر برامج متخصصة في لغة برايل وتزويد المكتبات الجامعية بالكتب المطبوعة بهذه الطريقة أو بالنسخ الإلكترونية القابلة للقراءة، لتعزيز دمج الطلاب المكفوفين وضعاف البصر في العملية التعليمية، وفي مقدمتها جامعتي القاهرة وعين شمس.

فقد ركّزت هذه الجامعات على نشر لغة برايل داخل أروقة التعليم الجامعي، وتهيئة بيئة تعليمية دامجة تتيح للطلاب المكفوفين متابعة مقرراتهم الجامعية على قدم المساواة مع زملائهم.

جامعة القاهرة كانت من أوائل المؤسسات التي بادرت بتوفير المقررات الدراسية بلغة برايل، إذ أطلقت مبادرات متنوعة تشمل طباعة المقررات الجامعية الأكثر أهمية، إضافة إلى توفير نسخ إلكترونية قابلة للقراءة على أجهزة برايل.

كما أنشأت الجامعة مراكز لدعم الطلاب ذوي الإعاقة، تقدّم تدريبات عملية على القراءة والكتابة بلغة برايل، وتساعد الطلاب على استخدام التقنيات المساعدة لتعزيز قدراتهم الأكاديمية.

في السياق نفسه، حرصت جامعة عين شمس على تأسيس وحدة متكاملة لدعم الطلاب المكفوفين وضعاف البصر، مزوّدة بأجهزة الكمبيوتر الناطقة، وبرامج تعليمية بلغة برايل، ومكتبة تضم نسخًا مطبوعة للمناهج الدراسية، الوحدة تقدم برامج تدريبية متواصلة للطلاب، كما تعمل على تدريب أعضاء هيئة التدريس على التعامل مع الطلاب ذوي الإعاقة البصرية، لضمان إدماجهم الكامل في العملية التعليمية.

ساهمت هذه المبادرات في زيادة عدد الطلاب المكفوفين الذين يمكنهم الوصول إلى المقررات الدراسية والمكتبات الجامعية بسهولة، وتحسين مهاراتهم الأكاديمية، ما يعكس وعيًا متناميًا بأهمية التعليم الدامج، كما أن هذه الجهود تتكامل مع سياسات الدولة لتعميم الوسائل التعليمية المساعدة، بما في ذلك برايل، داخل المدارس والجامعات، لضمان حق الطلاب المكفوفين في التعليم على قدم المساواة.

رغم هذه النجاحات، لا تزال الحاجة قائمة لتوسيع نطاق المبادرات لتشمل جميع المقررات الدراسية، وزيادة عدد الكتب المطبوعة بلغة برايل، بالإضافة إلى تدريب أوسع للكوادر الأكاديمية على أساليب التعليم الدامج، إذ تُعد هذه الخطوات ضرورية لتعزيز استقلالية الطلاب المكفوفين وتمكينهم من المشاركة الكاملة في الحياة الجامعية.

أما جامعة قناة السويس، فقد وضعت نفسها في صدارة هذا التوجه من خلال برامج متكررة لتعليم برايل وتنظيم ورش عمل للتعريف بثقافة الدمج، مما يعكس وعيًا متناميًا داخل المؤسسات الأكاديمية بأهمية إتاحة التعليم للجميع.

المؤسسات الحكومية والمدنية

إلى جانب الجامعات، لعبت وزارة التربية والتعليم دورًا مهمًا في إدماج لغة برايل بالمناهج المدرسية الخاصة بالمكفوفين، فضلاً عن تدريب المعلمين على استخدامها، كما ساهمت المكتبة المركزية للمكفوفين بالهيئة العامة لقصور الثقافة في توفير آلاف الكتب المطبوعة بطريقة برايل على مدار العقود الماضية.

الجمعيات الأهلية أيضًا، مثل جمعية النور والأمل للمكفوفين، تعمل منذ سنوات على تعليم برايل للأطفال والشباب المكفوفين في المحافظات، لسد فجوة ما زالت قائمة بين احتياجات الواقع وإمكانات المؤسسات الرسمية.

التحديات القائمة

رغم هذه الجهود، ما زالت لغة برايل تواجه تحديات عدة، أبرزها محدودية عدد الكتب والمقررات المطبوعة مقارنة بعدد الطلاب المكفوفين، وضعف تدريب الكوادر الأكاديمية على التعامل مع هؤلاء الطلاب بشكل كامل، مما يترك بعضهم عرضة للإقصاء غير المقصود.

كما يطرح التطور التكنولوجي تحديًا آخر، إذ اتجهت العديد من المؤسسات إلى الاعتماد على التكنولوجيا الناطقة، وهو ما يقلل من الاعتماد على برايل، ورغم أن هذه الوسائل تسهّل الوصول إلى المعلومات، يؤكد الخبراء أن إتقان برايل يظل أساسًا لا غنى عنه لتنمية قدرات المكفوفين في التعبير الكتابي والفهم الدقيق للنصوص.

هل الجهود كافية؟

الإجابة الأقرب هي: لا تزال غير كافية، فبينما تبذل الجامعات جهودًا مشكورة، يبقى المطلوب وضع خطة وطنية شاملة لزيادة إنتاج الكتب الجامعية بطريقة برايل، وتعميم برامج التدريب في جميع الجامعات، إلى جانب دعم أكبر للجمعيات الأهلية التي تعمل في هذا المجال.

المقالة السابقة
القاهرة تستضيف غدًا المؤتمر الدولي السابع للعلاج الطبيعي «تحدي الإعاقة»
المقالة التالية
50 دولة مشاركة..معرض «إكسبو» دبي خطوة جديدة لتمكين ذوي الإعاقة

وسوم

أمثال الحويلة (397) إعلان عمان برلين (460) اتفاقية الإعاقة (608) الإعاقة (142) الاستدامة (1099) التحالف الدولي للإعاقة (1072) التشريعات الوطنية (844) التعاون العربي (514) التعليم (83) التعليم الدامج (65) التمكين الاقتصادي (89) التنمية الاجتماعية (1094) التنمية المستدامة. (84) التوظيف (64) التوظيف الدامج (827) الدامج (56) الدمج الاجتماعي (637) الدمج المجتمعي (163) الذكاء الاصطناعي (86) العدالة الاجتماعية (72) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (508) الكويت (86) المجتمع المدني (1076) الولايات المتحدة (63) تكافؤ الفرص (1069) تمكين (87) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (527) حقوق الإنسان (76) حقوق ذوي الإعاقة (95) دليل الكويت للإعاقة 2025 (373) ذوو الإعاقة (156) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1037) ذوي الإعاقة (527) ذوي الهمم (58) ريادة الأعمال (395) سياسات الدمج (1057) شركاء لتوظيفهم (386) قمة الدوحة 2025 (649) كود البناء (449) لغة الإشارة (72) مؤتمر الأمم المتحدة (342) مجتمع شامل (1064) مدرب لغة الإشارة (640) مصر (84) منظمة الصحة العالمية (663)