مطالبات بدخول ذوي الإعاقة مجانا إلى حديقة الحيوانات بالدار البيضاء

مطالبات بدخول ذوي الإعاقة مجانا إلى حديقة الحيوانات بالدار البيضاء

المحرر: عبد الصبور بدر - المغرب
حديقة الحيوانات بالدار البيضاء

تتواصل موجة الغضب في الأوساط الحقوقية والسياسية بمدينة الدار البيضاء. وذلك بسبب قرار تحديد سعر دخول الأشخاص في وضعية إعاقة إلى حديقة الحيوانات بعين السبع في 30 درهمًا. فيما يطرح هذا القرار أسئلة اجتماعية وأخلاقية عميقة حول العدالة المجالية وتكافؤ الفرص داخل الفضاءات العمومية بالمغرب.

وفي هذا السياق. دخل عدد من المنتخبين المحليين على خط النقاش. معبرين عن رفضهم الصريح لهذا التوجه. ومطالبين بإعادة النظر في التسعيرة المعتمدة. خاصة أن الأمر يتعلق بفئة تعاني أصلا من صعوبات يومية متعددة.

مطالب سياسية بفتح الولوج المجاني

في هذا الإطار. دعا يوسف الرخيص رئيس مقاطعة الحي المحمدي إلى تمكين الأشخاص في وضعية إعاقة من الولوج المجاني إلى حديقة الحيوانات بالدار البيضاء. وأكد أن هذه الفئة تستحق معاملة تفضيلية إيجابية. بحكم التحديات الاجتماعية والصحية التي تواجهها. لذلك شدد على ضرورة تصحيح هذا القرار في أقرب وقت.

من جهته. ساند جواد رسام عضو مجلس مقاطعة سيدي بليوط هذا المطلب. حيث طالب بفتح أبواب حديقة الحيوانات بالدار البيضاء أمام ذوي الإعاقة دون مقابل مادي. وأضاف أن مرافق الشخص المعني يجب أن يستفيد بدوره من الدخول المجاني. لأن واقع الإعاقة يفرض في حالات كثيرة وجود مرافق دائم.

وبحسب جواد رسام. فإن الجماعات الترابية مطالبة اليوم باعتماد سياسات دامجة. تنسجم مع الدستور المغربي. ومع الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.

البعد النفسي والعلاجي للزيارة

إضافة إلى ذلك. شدد جواد رسام على أن بعض أنواع الإعاقة تستفيد نفسيا وعلاجيا من التواصل المباشر مع الحيوانات. وأوضح أن هذا التفاعل يساهم في تحسين الحالة النفسية. ويعزز الإحساس بالاندماج. كما يساعد على التخفيف من التوتر والعزلة الاجتماعية.

ومن هذا المنطلق. اعتبر المتحدث أن تمكين هذه الفئة من زيارة حديقة الحيوانات بالدار البيضاء بشكل مجاني ليس امتيازا. بل حق اجتماعي وإنساني. وأكد أن التعامل الجدي مع هذا المطلب يعكس مدى التزام المدينة بمبادئ الإدماج والمساواة.

وفي المقابل. يترقب الرأي العام المحلي موقف عمدة الدار البيضاء من هذا الجدل المتصاعد. بينما يتساءل متابعون عما إذا كانت العمدة ستلتقط هذه الإشارة السياسية والاجتماعية. أم ستتعامل معها بالمنطق نفسه الذي طبع ملف مجانية الطرامواي والباصواي.

لذلك. تتجه الأنظار مجددا إلى قرارات المسؤولين المحليين. في انتظار خطوة عملية تعيد الاعتبار لحق ذوي الإعاقة في الولوج العادل إلى المرافق العمومية. فيما يبقى ملف حديقة الحيوانات بالدار البيضاء اختبارا حقيقيا لمدى التزام المدينة بروح الدستور وبقيم التضامن الاجتماعي داخل المغرب.

المقالة السابقة
هوبكينز ومتلازمة أسبرجر.. طفل منبوذ يكتشف في السبعين أن التوحد سر عبقريته
المقالة التالية
مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية يستأنف خدماته لذوي الإعاقة بغزة