افتتح مركز الإعاقة بعين شمس في مصر، حضانة دامجة تحت إشراف نهى خالد المدير التنفيذي، لتقديم نموذج رائد بدمج الأطفال ذوي الإعاقة مع أقرانهم في بيئة تعليمية واحدة، بهدف تعزيز قيم المساواة والتقبل منذ الطفولة المبكرة.
وأوضحت نهى خالد أن الحضانة الدامجة تهدف إلى بناء جيل قادر على التعايش وقبول التنوع، من خلال برامج تعليمية وتربوية تراعي الفروق الفردية، وتعمل على تطوير مهارات الأطفال وقدراتهم بما يتوافق مع احتياجاتهم الخاصة، كما تقدم الحضانة دعمًا نفسيًا للأسر وتدريبًا مستمرًا لتمكينهم من التعامل الإيجابي مع أطفالهم.
وأضافت أن الحضانة لا تقتصر على التعليم، بل تمثل منصة توعية للمجتمع المحلي بأهمية الدمج واحترام قدرات ذوي الإعاقة، بما يتماشى مع توجيهات القيادة السياسية بالتوسع في إنشاء الحضانات والمراكز الدامجة.
وأشارت خالد إلى أن الإدارة تولي اهتمامًا خاصًا بتأهيل الكوادر وتدريبهم على أحدث المناهج وأساليب التعليم، لضمان جودة الخدمات المقدمة، مؤكدة أن الهدف الأكبر هو أن ينشأ الطفل في بيئة طبيعية يشعر فيها بالمساواة مع أقرانه ويكتسب خبرات حياتية تدعم مستقبله.
اعتمدت مصر التعليم الدمجى كسياسة تعليمية رسمية تهدف إلى ضمان حق الأطفال من ذوي الإعاقة في التعلم داخل المدارس العامة، وفقاً لمبادئ الشمول والعدالة. استندت هذه الخطوة إلى التزامات مصر الدولية، وأبرزها اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صدّقت عليها الدولة عام 2008، والتي تشدد على دمج الطلاب في بيئات تعليمية مناسبة توفر لهم فرص التعليم والمشاركة.
إطلاق المبادرات وتطوير المناهج
أطلقت وزارة التربية والتعليم في مصر العديد من المبادرات والبرامج التدريبية التي تهدف إلى إعداد المعلمين للتعامل مع احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة. طوّرت المناهج التعليمية بما يتوافق مع أسلوب التعليم الدمجى، ووفرت وسائل تعليمية وتكنولوجية مساعدة لدعم العملية التعليمية. كما سعت بعض الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني إلى تجهيز الفصول بأدوات خاصة وتقديم برامج تقييم تراعي الفروق الفردية بين الطلاب.
التحديات التي تواجه التعليم الدمجى
واجه التعليم الدمجى في مصر عدة تحديات، أبرزها نقص الكوادر المتخصصة، وضعف الوعي المجتمعي بأهمية الدمج، وقلة البنية التحتية في بعض المدارس. عملت الدولة على مواجهة هذه التحديات من خلال إدراج بند الدمج في قانون التعليم الجديد، وتطوير السياسات التعليمية لدعم مبدأ الشمول، بما يعزز دمج الطلاب ذوي الإعاقة في المجتمع التعليمي.
التعليم الدمجى كخطوة نحو مجتمع شامل
شكل التعليم الدمجى في مصر خطوة أساسية نحو مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً، حيث يتيح فرصة متساوية للتعلم والمشاركة لجميع الطلاب، ويُعتبر جزءاً من رؤية وطنية لتعزيز ثقافة قبول الاختلاف والمساواة في الحقوق. يمثل الدمج الفعلي تحدياً ومؤشراً على مدى التزام الدولة والمجتمع بإنشاء بيئة تعليمية تحترم التنوع وتحقق العدالة التعليمية.