خبراء تعليم من طوكيو لتمكين ذوي الإعاقة في مصر

خبراء تعليم من طوكيو لتمكين ذوي الإعاقة في مصر

المحرر: المحرر: محمود الغول - اليابان
وزير التربية والتعليم المصري يلتقي بمجموعة من الخبراء اليابانيين

في خطوة تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وطوكيو، التقى الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، وفداً من الخبراء اليابانيين المتخصصين في مجال رعاية وتعليم ذوي الإعاقة، فيما لم يكن اللقاء مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل كان بداية فصل جديد في قصة طويلة من التعاون، تهدف هذه المرة إلى نقل الخبرة اليابانية الفريدة لتمكين أطفال مصر من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ونشرت الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصري في فيسبوك، مساء أمس السبت، تقريرا عن الزيارة وأنها تأتي «في إطار زيارته  لليابان للمشاركة في فعاليات مؤتمر طوكيو للتنمية فى أفريقيا  تيكاد 9».

الهدف المعلن لهذا التعاون لم يكن مجرداً، بل كان محدداً ودقيقاً: تقديم الدعم الفني والإداري لـ «المركز المصري الدولي للريادة والتمكين لذوي الاحتياجات الخاصة» بمدينة العاشر من رمضان.. هذا المركز، الذي يعد صرحاً متكاملاً، يقدم خدمات تعليمية وتأهيلية وترفيهية لحوالي 250 حالة يومياً، ويُشكل نقطة ارتكاز حقيقية للمبادرة.

تتمثل مهمة الخبراء اليابانيين في العمل جنباً إلى جنب مع الكوادر المصرية، لن يكون دورهم مجرد تقديم المشورة من بعيد، بل سيشاركون بشكل فعلي في إدارة المركز وتطوير برامجه، والهدف هو إحداث نقلة نوعية في منهجيات التدريس والتأهيل، مستفيدين من الممارسات اليابانية التي تعتمد على الدمج الشامل والتطوير الفردي لكل حالة، بما يضمن أن كل طفل يحصل على الدعم الذي يتناسب مع قدراته واحتياجاته الخاصة.

مقاربة يابانية للتحديات المصرية
لطالما واجهت جهود دمج ذوي الإعاقة في مصر تحديات عدة، أبرزها غياب استراتيجية وطنية موحدة، وعدم كفاية التدريب المتخصص للمعلمين، بالإضافة إلى التحديات الإدارية التي تعيق التوسع في الخدمات. هنا تبرز القيمة الحقيقية للخبرة اليابانية.

ففي اليابان، يعتبر تعليم ذوي الإعاقة جزءاً لا يتجزأ من النظام التعليمي ككل. يعتمد النموذج الياباني على ثلاثة محاور رئيسية، وهي التعليم المتخصص، فوجود مدارس متخصصة مجهزة بالكامل لتلبية احتياجات الطلاب ذوي الإعاقات الشديدة. وفصول الدعم المدمج، حيث دمج الطلاب في فصول عادية مع توفير فصول دعم خاصة بهم داخل نفس المدرسة لتلقي الدعم الإضافي اللازم. والتأهيل المهني، إذ أن التركيز على إعداد الطلاب للحياة العملية من خلال تدريب مهني مكثف.

الأهم من ذلك، أن اليابان تولي أهمية قصوى لتدريب المعلمين وتأهيلهم. فالمعلمون في اليابان يحصلون على رخص خاصة للعمل في مجال التعليم ذي الاحتياجات الخاصة، مما يضمن أن كل معلم يمتلك الأدوات والمعرفة اللازمة للتعامل مع مختلف الحالات.

هذه الممارسات المنهجية يمكن أن تقدم حلولاً مباشرة للتحديات المصرية. فالخبرة اليابانية يمكن أن تسهم في وضع استراتيجية وطنية من خلال المساعدة في صياغة خطط طويلة المدى تركز على الدمج الشامل والتأهيل. وتطوير قدرات المعلمين عبر برامج تدريبية متقدمة تهدف إلى صقل مهارات الكوادر المصرية.

دبلومة الأنشطة التعليمية اليابانية
لم يتوقف التعاون عند حدود مركز الريادة، بل امتد ليثمر عن مبادرات ملموسة أخرى، ومن أبرز هذه المبادرات إطلاق الدبلوم الأول للمعلمين في الأنشطة التعليمية اليابانية (توكاتسو)، بالتعاون بين الجامعات المصرية واليابانية.. هذا الدبلوم، الذي يدرسه أساتذة يابانيون، يهدف إلى تأهيل المعلمين في مصر وفقاً للمعايير اليابانية، ليكونوا قادة في تطبيق هذه المنهجيات في المدارس المصرية.

التعاون في مجال تعليم ذوي الإعاقة هو مجرد حلقة في سلسلة أوسع من الشراكات بين مصر واليابان، التي تشمل مدارس توكاتسو  اليابانية في مصر، ومشاريع كبرى مثل المتحف المصري الكبير، ومركز التعليم والتدريب الفني الياباني.. هذا يؤكد أن ما يحدث هو جزء من رؤية مشتركة لبناء جيل جديد من الكفاءات قادر على مواجهة تحديات المستقبل، سواء في مصر أو في المنطقة ككل.

لهذا فإن اللقاء بين وزير التعليم المصري وخبراء اليابان ليس مجرد حدث عابر، بل هو التزام عميق وملموس بنقل خبرة متكاملة من ثقافة إلى أخرى، بهدف واحد وواضح وهو ضمان مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً لأطفال مصر من ذوي الإعاقة.

المقالة السابقة
شظية أصابته بالشلل.. عبدالرحمن يحتاج للعلاج خارج غزة ليستعيد حياته
المقالة التالية
«البحرين» تستعد لاستضافة النسخة الثالثة من مهرجان كرة القدم لذوي الإعاقة

وسوم

أصحاب الهمم (44) أمثال الحويلة (389) إعلان عمان برلين (392) اتفاقية الإعاقة (530) الإعاقة (80) الاستدامة (769) التحالف الدولي للإعاقة (756) التشريعات الوطنية (564) التعاون العربي (408) التعليم (41) التعليم الدامج (39) التمكين الاقتصادي (55) التنمية الاجتماعية (766) التنمية المستدامة. (51) التوظيف (37) التوظيف الدامج (698) الدمج الاجتماعي (607) الدمج المجتمعي (113) الذكاء الاصطناعي (60) العدالة الاجتماعية (53) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (399) الكويت (59) المجتمع المدني (761) الولايات المتحدة (47) تكافؤ الفرص (761) تمكين (43) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (499) حقوق الإنسان (58) حقوق ذوي الإعاقة (71) دليل الكويت للإعاقة 2025 (367) ذوو الإعاقة (96) ذوو الاحتياجات الخاصة. (734) ذوي الإعاقة (298) ذوي الهمم (42) ريادة الأعمال (380) سياسات الدمج (748) شركاء لتوظيفهم (375) قمة الدوحة 2025 (396) كود البناء (369) لغة الإشارة (40) مؤتمر الأمم المتحدة (329) مجتمع شامل (755) مدرب لغة الإشارة (578) مصر (34) منظمة الصحة العالمية (598)