ذوو الإعاقة في السودان بين مطرقة الحرب وسندان الفيضان

ذوو الإعاقة في السودان بين مطرقة الحرب وسندان الفيضان

المحرر: ماهر أبو رماد - السودان
الفيضان يحصار ذوي الإعاقة في السودان

لم يفق ذوو الإعاقة في السودان من كابوس الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 ليجدوا أنفسهم بداية الأسبوع الجاري في قلب مأساة إنسانية مرعبة، بعدما حاصرتهم السيول العارمة، الناجمة عن فيضان النيل، على إثر تصريف إثيوبيا لكميات هائلة من المياه من سد النهضة، لم تقو السدود أو مجرى النهر على استيعابها.

في الوقت الذي يواجه فيه ملايين السودانيين النزوح والجوع والمرض وانعدام الأمن، يتعرّض ذوو الإعاقة تحديدًا لخطر مضاعف، إذ يصعب عليهم الإخلاء السريع أوالتنقل من المناطق المغمورة والمحتمل تعرضها للغرق، خصوصا المكفوفين وأصحاب الإعاقات الحركية.

كانت منظمة «هيومنِتي آند إنكلوجن» قد حذرت من أن ذوي الإعاقة هم الأكثر تضررًا من النزاع المسلح في البلد العربي – الأفريقي، سواء ممن عاشوا بإعاقات سابقة أو الذين تسببت الحرب في إصابتهم بإعاقات جسدية وذهنية، نتيجة الانفجارات.

سوداني على كرسي متحرك
سوداني على كرسي متحرك بين جحيم الحرب ورعب الفيضان

مع اجتياح الفيضانات لعدد من القري والمساحات الزراعية المجاورة لمجرى النهر، منذ مطلع الأسبوع الجاري، تضاعفت معاناة ذوي الإعاقة، إذ افتقرت المخيمات المؤقتة والملاجئ العشوائية إلى أدنى مقومات الوصول والخدمات الأساسية الملائمة، وأصبح وضعها أكثر سوءا من ذي قبل.

مدن منكوبة

بحسب تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) تضررت آلاف الأسر في مراكز الاستقبال ومواقع تجمع النازحين في مدينة كسلا وغربها.

وأشارت المفوضية إلى أن أكثر من 10 آلاف نازح ممن فروا من القتال في ولاية سنار قد تأثروا مباشرة بالفيضانات.

وفي ولايات الجزيرة وشرق دارفور وشمال كردفان، تضررت نحو 280 أسرة، فيما شهد مخيم «الشجراب» بجنوب كسلا تدمير ما يقارب 400 مأوى، إضافة إلى أضرار جسيمة في مواقع «ود شريفيه» بضواحي كسلا، كما أن الطرق المقطوعة وشبكات الصرف الصحي المنهارة أجبرت آلاف العائلات على البقاء في العراء، ما أثار مخاوف من تفشي الأمراض المنقولة بالمياه بين الفارين عموما وذوي الإعاقة بشكل خاص.

الفيضان يتلف المحاصيل ويهدد حياة السودانيين

 

أرقام قاتمة

منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في أبريل 2023، وثّقت الأمم المتحدة سقوط نحو 15 ألف قتيل، ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص، بينهم 2.1 مليون لجأوا إلى دول الجوار، فيما يواجه 25 مليون إنسان الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية، هذه الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة تكشف حجم الكارثة، التي جاءت الفيضانات الأخيرة لتعمّقها، وتضاعف من تأثيراتها على بلد يعاني الأمرين، ووقع ذوي الإعاقة وكبار السن والأطفال فيه بين مطرقة الحرب وسندان الفيضان.

مأساة مستمرة

الذعر الجماعي الذي اجتاح القرى والمدن السودانية بسبب الفيضانات، يعيد للأذهان موجات النزوح المرعبة التي خلّفتها الحرب، فيما يجد ذوو الإعاقة أنفسهم الأكثر عجزًا عن مواجهة الكارثتين معًا، في وقت لم تظهر فيه جهود منظمات الإغاثة الدولية والدول الصديقة لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السودانيين.

المقالة السابقة
القضاء يلزم سان فرانسيسكو بإتاحة مرافقها لمستخدمي الكراسي المتحركة
المقالة التالية
هنداوي: مؤتمر «خورفكان» منصة دولية لتبادل الخبرة في مجال الإعاقة

وسوم

أمثال الحويلة (397) إعلان عمان برلين (460) اتفاقية الإعاقة (608) الإعاقة (142) الاستدامة (1099) التحالف الدولي للإعاقة (1072) التشريعات الوطنية (844) التعاون العربي (514) التعليم (83) التعليم الدامج (65) التمكين الاقتصادي (90) التنمية الاجتماعية (1094) التنمية المستدامة. (84) التوظيف (64) التوظيف الدامج (827) الدامج (56) الدمج الاجتماعي (637) الدمج المجتمعي (163) الذكاء الاصطناعي (86) العدالة الاجتماعية (73) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (508) الكويت (86) المجتمع المدني (1076) الولايات المتحدة (63) تكافؤ الفرص (1069) تمكين (87) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (527) حقوق الإنسان (76) حقوق ذوي الإعاقة (95) دليل الكويت للإعاقة 2025 (373) ذوو الإعاقة (156) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1037) ذوي الإعاقة (528) ذوي الهمم (58) ريادة الأعمال (396) سياسات الدمج (1057) شركاء لتوظيفهم (386) قمة الدوحة 2025 (649) كود البناء (449) لغة الإشارة (72) مؤتمر الأمم المتحدة (342) مجتمع شامل (1064) مدرب لغة الإشارة (640) مصر (84) منظمة الصحة العالمية (663)