أكد مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل المجتمعي في جمعية الإغاثة الطبية بقطاع غزة، أن ما يتعرض له الأشخاص ذوي الإعاقة في الأرض المحتلة، من انتهاكات خلال الحرب الأخيرة انتهاك صارخ وفج للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي صدقت عليها أكثر من 160 دولة حول العالم.
وقال عابد فى حديث خاص إلي منصة“فلسطين أون لاين” إن نسبة ذوي الإعاقة عالميًا يبلغ حوالي 15% من السكان، ومع ذلك لم نر أي تضامن يُذكر من المجتمع الدولي أو المؤسسات المعنية بحقوقهم تجاه معاناة ذوي الإعاقة في غزة، لم تُنظم وقفة تضامنية واحدة ولم يصدر أي تنديد واضح للجرائم والانتهاكات التي يتعرضون لها”.
وأوضح أن مراكز الإيواء في القطاع تحولت إلى أماكن غير صالحة للحياة لذوي الإعاقة، حيث تفتقر إلى التسهيلات البيئية والخدمات التأهيلية والنفسية والأدوات المساعدة الضرورية لمختلف أنواع الإعاقات، سواء كانت حركية أو حسية أو ذهنية.
وأضاف عابد أن الأشخاص ذوي الإعاقة في مراكز الإيواء يفتقدون لبيئة شاملة ودامجة تلبي احتياجاتهم، فالمرافق غير مجهزة لاستقبالهم ولا تتوفر كراسي متحركة أو أدوات حركة ولا برامج دعم نفسي أو إرشاد حسي ولا طواقم متخصصة كأخصائيي العلاج الطبيعي والنطق أو الإرشاد النفسي.
وأشار في حديثه إلى النقص الحاد في وسائل التكيّف والتواصل، حيث لا يجد المكفوفون العصا البيضاء أو مطبوعات بطريقة برايل ولا توجد خدمات ترجمة للصم أو أجهزة تضخيم الصوت، بينما تفتقد المراكز تجهيزات أساسية لاستقبال ذوي الإعاقات الحركية.
فجوة بين الاتفاقيات والواقع
بحسب عابد فإن الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تُلزم الدول الموقعة في مادتها 26، باتخاذ تدابير فعالة لضمان استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة، كما تنص المادة 11 على توفير الحماية والدعم في حالات الطوارئ، والمادة 9 تنص على تمكينهم من الوصول إلى البيئة المادية والخدمات العامة، بما فيها أماكن الإيواء، أما المادة 28 فتؤكد على الحق في مستوى معيشي لائق يشمل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
ورغم ذلك يظهر الواقع في غزة تناقضًا صارخًا مع هذه الالتزامات، حيث تغيب تمامًا برامج التأهيل والتكيّف البيئي والدعم النفسي والاجتماعي ولا تُلبى أبسط الاحتياجات الأساسية لذوي الإعاقة في ظل ظروف حرب الإبادة.
ودعا عابد إلى اتخاذ إجراءات عملية عاجلة منها إعادة تأهيل مراكز الإيواء لتكون ملائمة لجميع أنواع الإعاقات إلى جانب توفير وسائل الحركة وأدوات التواصل والمعلومات الميسرة، بالإضافة إلى تدريب العاملين على التعامل الإنساني والمهني مع ذوي الإعاقة.
كما طالب بإشراك منظمات ذوي الإعاقة في تصميم ومتابعة برامج الدعم والتأهيل وضمان وصول أدوات النظافة والمساعدات الغذائية والدوائية الخاصة بهم، فضلاً عن توفير تعليم خاص وأكاديمي وعلاج النطق وتأهيل شامل وأدوات تعليمية وغرف صفية مجهزة.
إهمال عالمي يتفاقم بمعاناة مضاعفة
وقال عابد في غزة لا يواجه ذوي الإعاقة فقط قسوة الاحتلال بل يواجهون تواطؤ العالم بصمته، يعيشون في خيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة وفي عزلة تامة، يقاومون بالإرادة فقط بينما تُغلق الأبواب وتُهمل المواثيق، وتُكسر القوانين. فهل تتحرك الضمائر قبل أن يُمحى ما تبقى من إنسانيتهم.