ذوو الإعاقة في السودان يواجهون أزمة مركبة بين الحرب وغياب الحماية

ذوو الإعاقة في السودان يواجهون أزمة مركبة بين الحرب وغياب الحماية

المحرر: سماح ممدوح حسن-السودان
ذوو الإعاقة في السودان يواجهون أزمة جحيم الحرب

يواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في السودان أزمة إنسانية مركبة. حيث تضعهم الحرب الدائرة في مواجهة مباشرة مع العنف المسلح من جهة. وانهيار منظومات الحماية والرعاية من جهة أخرى.

ففي بلد يعاني بالأساس من هشاشة الخدمات الاجتماعية، تكشف معاناة هذه الفئة حجم الانهيار الإنساني. الذي تجاوز الدمار المادي، ليطال أبسط حقوق العيش الكريم.

ممرات آمنة لإجلاء ذوي الإعاقة في السودان

وفي هذا السياق، أكد نبيل شمس الدين أبو القاسم، الأمين المالي للاتحاد السوداني للأشخاص ذوي الإعاقة حركيًا. أن اندلاع الحرب حاصر آلاف الأشخاص ذوي الإعاقة في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار ودارفور.

وأوضح أن كثيرين منهم عجزوا عن مغادرة مناطق الاشتباكات، بسبب إعاقاتهم. في ظل غياب وسائل الإجلاء وضعف التدخلات الرسمية المنظمة.

ومن ناحية أخرى، أشار نبيل إلى أن تصاعد القتال في الخرطوم جعل الخروج من مناطق الخطر شبه مستحيل. وهو ما دفع ناشطين وتنظيمات من ذوي الإعاقة إلى إطلاق مبادرة «ممرات آمنة».

سوداني على كرسي متحرك
ذوو الإعاقة في الفاشر يواجهون حربا غير تقليدية

وبحسب موقع اخبار السودان. هدفت المبادرة إلى نقل الأشخاص ذوي الإعاقة إلى ولايات أكثر أمانًا، مثل نهر النيل والشمالية ومدني والقضارف وكسلا. إضافة إلى مناطق في الجزيرة وسنار ودارفور.

وفي الإطار نفسه، أوضح أن مبادرة «نحن قادرون» نجحت في إجلاء 1345 شخصًا من ذوي الإعاقة وأسرهم من الخرطوم. ورغم هذه الجهود، لم تتوقف الخسائر البشرية، إذ أكد نبيل أن الحرب أودت بحياة ما لا يقل عن 17 شخصًا من ذوي الإعاقة. في حين يتوقع المختصون ظهور نحو 40 ألف حالة إعاقة جديدة، نتيجة الإصابات المباشرة أو غياب الرعاية الصحية.

كما أشار إلى أن آخر تعداد رسمي قدّر نسبتهم بنحو 4.8% من السكان. وهي نسبة يرجح ارتفاعها بشكل كبير بفعل الحرب والفقر وانتشار الأمراض.

ومن جانبها، أكدت منى أبو القاسم، مديرة منظمة «أيادي» لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. أن هذه الفئة تمثل الأكثر تضررًا من النزاع المسلح.

اندلعت الحرب بلا خطط لذوي الإعاقة

وأوضحت أن الحرب اندلعت دون خطط واضحة، تراعي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة أو تضمن إجلاءهم الآمن. ما أدى إلى سقوط ضحايا، خاصة بين ذوي الإعاقة السمعية الذين لم تصلهم التحذيرات. إضافة إلى تعرض النساء ذوات الإعاقة لمخاطر مضاعفة أثناء النزوح.

وفي السياق نفسه، أوضحت منى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون نحو 15% من السودانيين المحتاجين إلى مساعدات إنسانية. أي ما يقارب 4.6 مليون شخص، من بينهم 3.1 مليون يحتاجون إلى تدخلات عاجلة.

كما أشارت إلى زيادة الإصابات المسببة لإعاقات دائمة بنسبة 300%، إلى جانب انهيار مراكز التأهيل ونفاد المستلزمات التعويضية. وعلى صعيد اللجوء، وصل مئات الأشخاص ذوي الإعاقة إلى دول الجوار. وخاصة أوغندا، حيث يواجهون ظروفًا قاسية في معسكرات غير مهيأة.

وفي هذا الإطار، وصفت زينب صالح آدم شين. وهي من ذوي الإعاقة الحركية، واقع المعسكرات بأنه بالغ الصعوبة. مؤكدة أن غياب البنية التحتية والوعي يزيد من معاناة هذه الفئة.

وفي الختام، تكشف هذه الشهادات عن حرب مزدوجة يعيشها الأشخاص ذوي الإعاقة في السودان. حيث تحاصرهم نيران القتال من جهة، ويلاحقهم غياب الحماية والدعم من جهة أخرى. في مشهد إنساني يستدعي تحركًا عاجلًا يتجاوز الوعود إلى الفعل.

المقالة السابقة
اختتام الموسم الثامن لبرنامج «المواهب الذهبية» لذوي الهمم في مصر
المقالة التالية
«دورا الأمل» جمعية فلسطينية تقدم خدماتها لذوي الإعاقة في الخليل