نظمت جمعية «شفيعًا» لتعليم القرآن الكريم وعلومه في المملكة العربية السعودية رحلة إيمانية تكريمية إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة، شارك فيها نخبة من طلاب الحلقات الحافظين لكتاب الله من ذوي الإعاقة والفئات الاجتماعية المختلفة وذويهم، في مبادرة تهدف إلى تكريمهم على جهودهم وتميزهم في حفظ القرآن الكريم.
انطلقت الرحلة من مقر الجمعية في مدينة الرياض متوجهة إلى المدينة المنورة، حيث عاش المشاركون تجربة روحانية عميقة بدأت بأداء الصلاة في المسجد النبوي الشريف، ثم زيارة مقبرة شهداء أحد، والتعرف على تفاصيل المعركة وأبرز دروسها الإيمانية والتاريخية.
كما شملت الرحلة جولة سياحية بالباص السياحي تضمنت زيارة مسجد قباء والصلاة فيه، ومتحف تجربة السيرة، ومزرعة المستظل، في إطار برنامج تعليمي وتثقيفي يسعى إلى الربط بين القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة وغرس القيم الإيمانية في نفوس المشاركين.
ومن المدينة المنورة، توجهت القافلة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، حيث تم التنسيق مع إدارة شؤون ذوي الإعاقة بالمسجد الحرام لتسهيل أداء المناسك وتقديم الدعم والخدمات اللازمة للمستفيدين وأسرهم، بما يضمن راحتهم ويتيح لهم أداء الشعائر في أجواء يسودها الهدوء والسكينة.
وأكدت إدارة الجمعية أن هذه المبادرة تأتي ضمن جهودها المستمرة في تحفيز طلاب الحلقات الحضورية والتعليم عن بعد في جامع ومجمع عبدالله الراجحي على مواصلة حفظ كتاب الله وتكريم المتفوقين منهم، إضافة إلى تعزيز القيم القرآنية والروابط الأسرية، بما يسهم في بناء جيل قرآني متميز من ذوي الإعاقة والفئات الاجتماعية المختلفة.
وعبّر المشاركون وذووهم عن عميق شكرهم وامتنانهم لجمعية «شفيعًا» والقائمين عليها والداعمين للرحلة، لما وجدوه من اهتمام بالغ ورعاية شاملة وكرم ضيافة طوال فترة الرحلة، مؤكدين أن التجربة تركت في نفوسهم أثرًا لا يُنسى، وستظل ذكرى إيمانية محفورة في قلوبهم.
واختتم البرنامج بعودة المشاركين إلى مدينة الرياض بعد رحلة استمرت أربعة أيام اتسمت بالتنظيم الدقيق والضيافة الرفيعة، وجمعت بين التكريم القرآني والتجربة الروحانية والتواصل الأسري في أجواء ملؤها الإيمان والصفاء.
تحظى فئة ذوي الإعاقة في السعودية باهتمام واسع من الدولة والمجتمع، من خلال برامج دعم وتمكين شاملة تشمل التعليم والتأهيل والتوظيف والخدمات الصحية. وتعمل الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية على دمجهم في مختلف مجالات الحياة، لضمان مشاركتهم الفاعلة وتحقيق استقلالهم وجودة حياتهم.