سجلت منظمة Landmine Monitor زيادة ملحوظة في عدد ضحايا الألغام الأرضية. ومخلفات الحرب القابلة للانفجار على مستوى العالم. خلال عام 2025.
حيث بلغ إجمالي القتلى والمصابين نحو 6,279 شخصًا. ويشير تقرير المنظمة الدولية إلى أن هذا الرقم يمثل أعلى مستوى خلال أربع سنوات. مقارنة بالسنوات السابقة. كما يعكس استمرار مخاطر الألغام رغم جهود الحظر الدولية.
ضحايا الألغام الأرضية يدفعون ثمن النزاعات
وبينما تنتشر هذه الأجهزة القاتلة في أكثر من 52 دولة ومنطقة حول العالم. يشكّل المدنيون نحو 90% من الضحايا. نصفهم تقريبًا من النساء والأطفال. مما يجعلهم عرضة للإصابات الشديدة. بما في ذلك البتر والإعاقة الدائمة نتيجة انفجار الألغام أو مخلفات الحرب.
وفي حين تمثل هذه الإحصاءات عالميًا، فإن الشرق الأوسط والوطن العربي يبقى من المناطق الأكثر تضررًا. فبينما يسعى السكان إلى العودة إلى مناطقهم بعد النزاعات. تظل مخاطر الألغام تهدد حياتهم وسلامتهم. وتسجّل حالات إصابات أدّت إلى بتر الأطراف أو إعاقات حادة كثيرة في دول مثل سوريا، التي تعد من أعلى مناطق مخاطر الألغام في المنطقة. ولا يزال السكان المدنيون يواجهون حوادث يومية بسبب الألغام غير المنقاة.
جهود التوعية والتأثير على ضحايا الألغام
ويركّز تقرير Landmine Monitor 2025 على التأثير البشري المستمر للألغام الأرضية رغم جهود الحظر الدولية. فبالإضافة إلى عدد الضحايا، يشير التقرير إلى أن الألغام لا تقتل فحسب. بل تترك أثرًا بعيد المدى على حياة الناجين وعائلاتهم. بما في ذلك البتر والإعاقة الدائمة والعجز عن مواصلة الأعمال اليومية أو الحصول على خدمات صحية وتأهيل طويلة الأمد.

ويعد سجل الضحايا في سوريا من بين الأعلى إقليميًا. حيث استمر الألغام في إحداث إصابات في مناطق النزاع مثل حلب ودير الزور. وأدت حالات عديدة إلى بتر الأطراف بطرق تؤدي إلى إعاقات طويلة الأمد بين المدنيين. خاصة مع محدودية خدمات الإزالة الصحية وتأهيل المصابين. وتؤكد منظمات حقوق الإنسان أن استمرار هذه المخاطر يعرّض العائلات لخسائر بشرية واقتصادية جسيمة. طبقا للبيانات الاحصاءات المنشورة على الموقع الرسمي للامم المتحدة (The United Nations Office at Geneva)
كما تسلّط الأمم المتحدة الضوء في يومها الدولي للتوعية بخطر الألغام على ضرورة الإبقاء على التمويل والدعم للبرامج التي تستهدف تحسين حياة ضحايا الألغام، خصوصًا الذين فقدوا أطرافهم أو أصبحوا معاقين. في ظل تحذيرات من استمرار ارتفاع المخاطر الناجمة عن مخلفات الحرب المتفجرة ونقص تمويل الإزالة.
تفصيل أرقام الضحايا والبتر والإعاقات
وفق تقرير منظمة لاند مين مونيتور فى 2025 فإن عدد الإصابات والوفيات المسجلة في 2024 بلغ 6,279 شخصًا. منهم 1,945 قتيلاً و4,325 مصابًا نتيجة انفجار الألغام الأرضية ومخلفات الحرب. وهو أعلى رقم يُسجَّل منذ عام 2020.
وتظهر الإحصاءات أن المدنيين — الذين يشملون غالبًا النساء والأطفال — يتحملون العبء الأكبر من هذه الانفجارات. مما يعني أن نسبة مهمة من المصابين يعانون البتر أو إعاقات دائمة تتطلب خدمات إعادة التأهيل الطويلة الأمد.
أما من حيث الجغرافيا، فقد سجلت ميانمار أعلى عدد من الضحايا في العالم — أكثر من 2,029 حالة — يليه سوريا بأكثر من 1,015 حالة. كما تظل بلدان أخرى مثل أفغانستان ضمن قائمة الأكثر تعرضًا للانفجارات والتسبب في بتر الأطراف أو إعاقات دائمة.
التحديات أمام انقاذ ضحايا الألغام
ويلفت التقرير النظر إلى أن حالات الخطر تتفاقم نتيجة تراجع التمويل الدولي المخصص لإزالة الألغام. وضعف الالتزام الدولي ببنود معاهدة أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد. خاصة مع انسحاب بعض الدول من المعاهدة أو عدم التوقيع عليها منذ البداية.
وبالتالي يصبح من الصعب السيطرة على انتشار الألغام وإلحاقها خسائر بشرية واقتصادية. إضافة إلى المعاناة الطويلة للأفراد المصابين — وخاصة من فقدوا أطرافًا أو يعانون إعاقات دائمة — الذين يحتاجون إلى خدمات طبية متقدمة وتأهيل طويل الأمد لتحسين جودة حياتهم.

كما يؤكد الخبراء أن التمويل والدعم المستمرين لعمليات إزالة الألغام وبرامج التأهيل هما من العوامل الأساسية للحد من الأثر البشري لهذه الألغام على مستوى دولي. بما في ذلك المناطق العربية التي تنتظر دعمًا أكبر للتقليل من عدد ضحايا البتر والإعاقات.
تُظهر بيانات Landmine Monitor 2025 أن الألغام الأرضية لا تزال تهديدًا إنسانيًا خطيرًا في 2024. حيث تسبب في آلاف الضحايا حول العالم. منهم الكثير من المدنيين الذين يعانون البتر والإعاقات الدائمة نتيجة انفجار هذه الأجهزة. وتشدد التقارير على أهمية تعزيز جهود الحظر الدولي، وزيادة التمويل لعمليات إزالة الألغام ودعم المصابين. لضمان حياة أكثر أمانًا للمدنيين في المناطق المتأثرة بالصراع.
معلومات حول الحملة الدولية لحظر الألغام
الحملة الدولية لحظر الألغام، والمعروفة اختصارًا بـ ICBL/CMC، هي منظمة غير حكومية دولية مقرها في جنيف، سويسرا. تأسست بهدف القضاء على الألغام الأرضية المضادة للأفراد والذخائر غير المنفجرة حول العالم. تعمل المنظمة على جمع البيانات والإحصاءات عن ضحايا الألغام، ومراقبة الالتزام بالمعاهدات الدولية مثل معاهدة أوتاوا، والدعوة لحماية المدنيين وتأهيل المصابين. كما تصدر سنويًا تقرير Landmine Monitor، الذي يُعد مرجعًا عالميًا رسميًا لرصد عدد القتلى والمصابين والإعاقات الناتجة عن الألغام الأرضية في مختلف الدول والمناطق.


.png)


















































