وضعت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر قضية دمج الطلاب من ذوي الإعاقة في صدارة أجندتها للعام الدراسي الجديد 2025 – 2026، عبر حزمة من المبادرات النوعية، في مقدمتها إطلاق القسائم التعليمية الخاصة بهذه الفئة، والتوسع في مدارس الدمج، وتبني برامج التدخل المبكر.
جاء ذلك خلال اللقاء التربوي السنوي الذي نظمته الوزارة في قاعة المياسة بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، بحضور الوزيرة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وعدد من كبار المسؤولين والشركاء المجتمعيين.
اللقاء، الذي جاء تحت مظلة فعالية “العودة إلى المدارس 2025″، شكّل منصة واسعة للحوار بين القيادات التعليمية والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب، حيث أكد وكيل الوزارة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي أن التعليم الدامج لم يعد خياراً، بل أصبح ركناً أساسياً في رؤية التطوير التربوي، بما يمنح الطلاب من ذوي الإعاقة فرصاً متكافئة داخل الفصول الدراسية.
وأشار النعيمي إلى أن الوزارة نجحت خلال الفترة الماضية في توسيع برامج رياض الأطفال، وتطوير المناهج، وتدشين مبادرات لتأهيل المعلمين القطريين عبر برامج مثل “طموح” و”تمكين” و«تمهين».
وشهدت الفعالية تكريم 28 معلماً ومعلمة من المشاركين في برنامج «تمهين»، الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، بهدف إعداد كوادر وطنية قادرة على الانخراط في مهنة التدريس. كما جرى تكريم عدد من المؤسسات والشركات الداعمة لفعاليات «العودة إلى المدارس»، في تأكيد على أهمية الشراكة المجتمعية لدعم العملية التعليمية.
وتخلل اللقاء عرض قدمه مدير الإبداع في شبكة الجزيرة رمزان راشد النعيمي بعنوان “من الشغف إلى الابتكار”، استعرض فيه تجربته الخاصة، مؤكداً أن الابتكار أصبح جزءاً لا يتجزأ من أي منظومة تعليمية عصرية، وأنه يمثل قوة جوهرية في تعزيز القدرة التنافسية.
وفي ختام الفعالية، تفقدت وزيرة التعليم معرض المشاريع التربوية التي قدمها عدد من المعلمين المشاركين في برامج «تمهين» و«بداية موفقة» و«قادة الابتكار»، حيث جرى استعراض نماذج لمشاريع تعليمية تسهم في رفع مستوى التحصيل الأكاديمي، وزيادة دافعية الطلاب، وتعزيز مشاركة أولياء الأمور.
ويعكس اللقاء التربوي السنوي التوجه القطري نحو ترسيخ التعليم الشامل، وتوفير بيئة مدرسية أكثر عدلاً وشمولاً، مع ربط العملية التعليمية باحتياجات التنمية المستدامة ورؤية قطر 2030، بما يضمن تخريج أجيال قادرة على المنافسة إقليمياً وعالمياً.