وصول 400 لاجئ سوداني من ذوي الإعاقة إلى معسكر «كرياندونغو» في أوغندا. في ظل استمرار الحرب الدائرة منذ سنوات. وفق ما أكدته منى أبو القاسم مديرة منظمة «أيادي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة».
الغالبية العظمى من اللاجئين ذوي الإعاقة. تم استقبالهم في عدة مجمعات سكنية. إضافة إلى ذلك، تشكل الإعاقة الحركية نصف الحالات المسجلة داخل المعسكر.
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه أعداد اللاجئين بسبب الحرب وتداعياتها الإنسانية الواسعة. كما يعكس الوضع الراهن هشاشة الفئات المتأثرة بالنزوح. خصوصًا الأشخاص ذوي الإعاقة. الذين يواجهون تحديات مركبة تتعلق بالصحة والتعليم والحماية.
حرب السودان تزيد أعداد المصابين بالإعاقة
أوضحت أبو القاسم، خلال ورقة علمية قدمتها في احتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في العاصمة الأوغندية، أن جزءًا كبيرًا من الإعاقات الحالية ناتج عن إصابات مباشرة بسبب الحرب في السودان. كما بينت أن حالات أخرى تعود إلى نقص الرعاية الصحية أثناء النزوح. إضافة إلى ذلك، تحولت أمراض مزمنة لم تُعالج في وقتها إلى إعاقات دائمة لدى عدد كبير من الأشخاص. حسب ما نشرته وكالة الأنباء السودانية.
وأشارت إلى أن بيانات مايو 2025 توضح أن ستين في المئة من المجمعات السكنية في معسكر كرياندونغو تضم أشخاصًا من ذوي الإعاقة. كما سجلت زيادات جديدة نتيجة موجات اللجوء المرتبطة بالمعارك في دارفور وكردفان. وبذلك، أصبح ذوو الإعاقة يمثلون شريحة متنامية داخل مجتمع اللاجئين.
ملايين السودانيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة
وقالت أبو القاسم إن أكثر من ثلاثين مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. كما ذكرت أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون نحو خمسة عشر في المئة من هذا العدد، أي ما يعادل 4.6 ملايين شخص. وأضافت أن 3.1 ملايين منهم في حاجة إلى تدخلات عاجلة تشمل العلاج وإعادة التأهيل والدعم النفسي والخدمات الأساسية.
كما أوضحت أن الحرب أدت إلى ارتفاع بنسبة ثلاثمائة في المئة في الإصابات التي نتجت عنها إعاقات دائمة. وشملت هذه الإعاقات نحو خمسة عشر ألف حالة بتر. إضافة إلى أربعين ألف إصابة في العمود الفقري. وكذلك ثمانية آلاف حالة فقدان للبصر. فضلًا عن اثني عشر ألف حالة فقدان كامل للسمع.
غالبية الإصابات بسبب المتفجرات
وبيّنت أبو القاسم أن خمسة وستين في المئة من الإصابات سببها استخدام الأسلحة والمتفجرات. كما توزعت الإصابات الأخرى بين الرصاص والشظايا وحوادث السقوط أثناء الهروب والنزوح. وأشارت إلى أن أعلى نسب الإصابات سُجلت في الخرطوم ودارفور وكردفان بنسب 45 و30 و15 في المئة على التوالي. كما سجلت نسبة عشرة في المئة في ولايات ومناطق أخرى.
ومن جهة أخرى، حذرت من تفاقم الإعاقات النفسية الناتجة عن الحرب. كما أكدت أن نحو أربعة ملايين شخص يعانون من اضطرابات نفسية حادة. إضافة إلى ذلك، تظهر على ستين ألف طفل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة الصدمات المباشرة وفقدان الأقارب والنزوح القسري.
انهيار مؤسسات التأهيل
وأكدت أبو القاسم أن انهيار خمسة وثمانين في المئة من مراكز التأهيل الحكومية أدى إلى تفاقم الوضع. كما أشارت إلى هجرة سبعين في المئة من الكوادر المتخصصة وتوقف معظم برامج التأهيل. إضافة إلى ذلك، انسحبت ستون في المئة من المنظمات الدولية المتخصصة، وتعثر عمل العديد من منظمات المجتمع المدني.
واعتبرت أن هذا الواقع يمثل وضعًا كارثيًا يهدد مستقبل الفئات الأكثر عرضة للخطر في السودان. كما شددت على ضرورة التدخل العاجل لإعادة تشغيل مراكز التأهيل وتوفير الأجهزة التعويضية والخدمات الصحية والتعليمية والنفسية لذوي الإعاقة داخل السودان وفي معسكرات اللجوء على حد سواء.


.png)

















































