الإمارات – جسور
نظمت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي ملتقى توعويًا بمناسبة يوم الجَنف الثاني، بالتعاون مع مركز برلين للتأهيل العصبي، وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر عن حالات انحناءات العمود الفقري، ودعم سبل الوقاية والعلاج.
استهدف الملتقى رفع وعي المجتمع الطبي والأسر والأشخاص ذوي الإعاقة حول الجَنف، وهو انحراف غير طبيعي في العمود الفقري، قد يؤدي إلى مضاعفات صحية ونفسية إذا لم يتم تشخيصه مبكرًا. وتضمن الحدث سلسلة جلسات نقاشية مع مختصين في طب العظام والتأهيل العصبي، بالإضافة إلى عروض توضيحية وورش تفاعلية تناولت طرق التشخيص والدعم النفسي والعلاجي.
ركّز المشاركون على أن الوعي هو الخطوة الأولى نحو الشفاء، مشددين على ضرورة إدماج الأهل والمدارس في عملية الاكتشاف المبكر، خاصةً أن أغلب الحالات تظهر خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، وبيّنت الجلسات أن تأخر العلاج قد يؤدي إلى مشكلات تنفسية وتشوهات جسدية مزمنة، مما يستوجب التدخل العلاجي السريع والدقيق.
وأشادت المؤسسة بالتعاون المثمر مع مركز برلين للتأهيل العصبي، والذي قدّم خبراته الواسعة في دعم المصابين بالجَنف، وتدريب الطواقم الطبية على أحدث تقنيات التدخل المبكر، كما تم عرض قصص واقعية لأشخاص تعافوا بعد اكتشاف إصابتهم في مراحل مبكرة، ما له أثرا إيجابيا في تعزيز الأمل وتأكيد فاعلية برامج التأهيل المتكاملة.
وأكد مسؤولو المؤسسة أن المبادرات التوعوية تمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الدولة لتعزيز جودة حياة أصحاب الهمم، من خلال دمجهم في الأنشطة المجتمعية، وتوفير الدعم الطبي والنفسي المناسب لهم ولأسرهم، مشيدين إلى أن تكرار مثل هذه الفعاليات يساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واحتياجاتهم الصحية.
فيما أوصى المشاركون بضرورة تعميم الفحوصات المبكرة ضمن البرامج الصحية المدرسية، وتشجيع الأبحاث المحلية حول الجَنف، خاصةً في السياق الإقليمي لدول الخليج، كما دعوا إلى تعزيز الشراكات بين المؤسسات الحكومية والمراكز الطبية المتخصصة لتبادل المعرفة وتنمية الكوادر الطبية في مجال العمود الفقري.
شمل الملتقى أيضًا جوانب توعوية من خلال مواد مرئية ومطويات تثقيفية، تُبسط المفاهيم الطبية لعامة الجمهور، بما يضمن وصول الرسائل التوعوية إلى جميع الفئات، ويُعد نموذجًا لمبادرات إماراتية تهدف إلى تمكين أصحاب الهمم، وتكريس رؤية مجتمعية قائمة على الاندماج والدعم، تحت مظلة الرعاية الصحية المتقدمة، والشراكة المؤسسية الفاعلة.