Skip to content

متاحف الفيوم بمصر تستقبل ذوي الإعاقات غير المرئية

متاحف الفيوم بمصر تستقبل ذوي الإعاقات غير المرئية

المحرر: سماح ممدوح حسن - مصر

استقبل متحف كوم أوشيم بمحافظة الفيوم بجمهورية مصر العربية مجموعة من الزوّار من ذوي الإعاقة غير المرئية، ضمن مبادرة أطلقتها الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الإعاقة بقطاع المتاحف، تهدف إلى رفع كفاءة المتاحف المصرية وتيسير الوصول الثقافي لجميع فئات المجتمع بمن فيهم الأشخاص من ذوي الإعاقة.

وقد صرّح الدكتور ممدوح الشوكي مدير عام المتحف، بأن الزيارة تأتي في إطار تنفيذ خطة قومية تهدف إلى استيعاب كافة أشكال الإعاقات داخل بيئات المتاحف عبر تطوير البنية التحتية والخدمات المقدّمة للزائرين. وأكد أن فريق العمل بالتعاون مع الإدارة المختصة قام بتركيب سبع لوحات “بانل” مكتوبة بطريقة برايل تتيح لزوار المتحف من المكفوفين وضعاف البصر قراءة شرح القطع الأثرية بأنفسهم، ما يعزز من استقلالهم وتجربتهم المعرفية.

من أبرز ما ميّز التجربة هو تفعيل رمز “زهرة دوار الشمس” وهو رمز عالمي للإعاقات غير المرئية مثل التوحد اضطرابات القلق أو مشاكل الإدراك. ويُستخدم لتيسير التواصل بين الأشخاص من ذوي هذه الإعاقات والعاملين في المؤسسات العامة.
وقد أشرفت على التدريب كل من الدكتورة هبة عبد العزيز المشرف على الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة. ورشا المصري وعادل مصطفى، حيث قدّموا جلسات تدريبية نظرية وعملية للعاملين بالمتحف لتأهيلهم على استقبال الزوّار بطريقة تراعي احتياجاتهم الفعلية باحترام وإنسانية.

تضمنت الفعالية عرض فني توعوي بعنوان “من قلب المتحف.. حكاية أثر” فكرة وإعداد د. هبة عبد العزيز وتنفيذ داليا نبوي وترجمة بلغة الإشارة رانيا أحمد مع تعليق صوتي للفنانة نيرفانا حسيب. العمل استعرض حكايات عدد من القطع الأثرية بالمتحف مؤكدًا أن كل قطعة تحمل قصة تستحق أن تُروى. وأبرزها بورتريهات الفيوم الشهيرة والتي لا تزال تثير الجدل بين المؤرخين حول هويتها المصرية أو اليونانية الرومانية.

وبحسب نورا حمدي مفتشة الآثار بالمتحف، فإن هذه البورتريهات تحمل ملامح مصرية واضحة مثل الشعر المجعّد والعيون العسلية. وقد استُخدمت لتغطية وجوه الموتى بعد الوفاة في تجسيد لفكرة البعث والخلود في العقيدة المصرية القديمة.

هذه المبادرة لا تأتي في فراغ بل تتزامن مع سلسلة من الجهود الأوسع التي تبذلها وزارة السياحة والآثار والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بمصر، لتفعيل برامج الإتاحة في المتاحف المصرية. وتشمل هذه البرامج:
• مسارات مخصصة للكراسي المتحركة.
• كتيبات تعليمية بطريقة برايل.
• أقلام رقمية ناطقة بلغات متعددة.
• نسخ لمس مجسّمة لبعض القطع الأثرية.
• وفعاليات تعليمية موجهة خصيصًا للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية والحركية.

ففي مارس 2025 شهد المتحف القومي للحضارة المصرية إطلاق مبادرة قومية بالتعاون مع المجلس القومي للإعاقة لتدشين خطة “الإتاحة غير المرئية” على مستوى الجمهورية. وهو ما يجعل تجربة متحف كوم أوشيم امتدادًا عمليًا لهذه الاستراتيجية.

تجربة متحف كوم أوشيم تفتح بابًا واسعًا لإعادة التفكير في دور المتاحف كمؤسسات تعليمية دامجة. ففي عالم متنوّع ومتغير يصبح من الضروري ألا تكون الثقافة حكرًا على من “يُفترض” أنهم قادرون. بل مساحة يتساوى فيها الجميع في الحق في المعرفة والانتماء والاندهاش.

المقالة السابقة
بيت القهوة.. رسالة تحدى يكتبها العماني قصي مع كل فنجان
المقالة التالية
“الشؤون” توزع أول دفعة سماعات لذوي الإعاقة السمعية بالكويت