أكدت منى عبد الكريم، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أن اختيار الإمارة لاستضافة مؤتمر «نحن الاحتواء» العالمي في نسخته الثامنة عشرة لم يكن وليد الصدفة، بل جاء تتويجاً لجهود استمرت عامين، بدأت حتى قبل الإعلان الرسمي عن الاستضافة. ويعقد المؤتمر لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمشاركة مئة وخمس وعشرين مؤسسة ووفود من أربع وسبعين دولة.
وأشارت عبد الكريم إلى أن مقومات الشارقة الجغرافية واللوجستية، مع ما تتمتع به الإمارات من أمن واستقرار، إضافة إلى خبرة مدينة الخدمات الإنسانية التي تأسست منذ ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين، شكلت عوامل حاسمة في حسم الاختيار. كما أشادت بالبنية التحتية المتطورة والصديقة لأصحاب الهمم وكبار السن، والتي أهلت الإمارة لاستقبال مشاركين من فئات عمرية متنوعة.
وكشفت عن أن الاستعدادات للمؤتمر شهدت تنسيقاً مكثفاً بقيادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس المدينة، مع ممثلي المنظمة الدولية، حيث تم تشكيل فريق عمل مشترك لضمان نجاح الفعالية. وأعربت عن ثقتها في أن هذه الدورة ستحقق تأثيراً استثنائياً في تعزيز وعي العالم بقدرات أصحاب الهمم وحقوقهم.
ولفتت إلى أن حفل الافتتاح سيتميز بمشاركة فعّالة من ذوي الإعاقة، حيث تتولى الإماراتية شيخة القاسمي، وهي من ذوي متلازمة داون، تقديم فقراته باللغة الإنجليزية، إلى جانب المذيعة المصرية رحمة خالد باللغة العربية. وأكدت أن الهدف الرئيسي يتمثل في تمكين ذوي الإعاقة وتحويلهم إلى مناصرين ذاتيين قادرين على دعم أنفسهم ومجتمعهم.
مؤتمر «نحن الاحتواء» هو أكبر تجمع عالمي معني بدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، تنظمه المنظمة الدولية للتربية الخاصة منذ أكثر من أربعة عقود.
ويهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات وتطوير السياسات التعليمية والاجتماعية والصحية التي تضمن مشاركة ذوي الإعاقة في المجتمع على نحو متكافئ.
ويعقد المؤتمر مرة كل أربع سنوات في دولة مختلفة، ليكون منصة لتلاقي الباحثين والممارسين والمسؤولين وصانعي القرار من مختلف أنحاء العالم. النسخة الثامنة عشرة التي تستضيفها الشارقة تمثل أول انعقاد للحدث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يمنحها بعداً تاريخياً وفرصة لتعزيز الوعي بقضايا الإعاقة وإبراز التجارب العربية في مجال الاحتواء.