الحكومة البريطانية تعرض تقارير «مضللة» عن جودة مساعدة ذوي الإعاقة في القطارات

الحكومة البريطانية تعرض تقارير «مضللة» عن جودة مساعدة ذوي الإعاقة في القطارات

المحرر: محمود الغول - مصر
مساعدة ركاب القطارات

وجه نشطاء حقوقيون انتقادات لاذعة لتقرير رقابي جديد, أصدرته الحكومة البريطانية. في الواقع، وصف النشطاء جدول تصنيف خدمات القطارات لذوي الإعاقة بأنه مضلل.

يزعم التقرير تحديد أفضل الشركات أداء في مساعدة الركاب. لكن الحقيقة على الأرض تبدو مغايرة تماما لما تقوله الأرقام الرسمية. هذا التقرير يكشف الفجوة الكبيرة بين الإحصائيات الحكومية ومعاناة الركاب اليومية.

ولا تأتي هذه الأزمة بمعزل عن الوضع الاقتصادي المتردي. في الواقع، يتزامن التقرير المضلل مع موجة تقشف حكومية تضرب الخدمات الاجتماعية. حيث رصدت منظمات حقوقية تراجعا حادا في ميزانيات دعم ذوي الإعاقة مؤخرا. ويكشف هذا أن أزمة مساعدة ركاب السكك الحديدية هي جزء من انهيار خدمي أوسع.

وكان أصدر مكتب السكك الحديدية والطرق (ORR) تقريره الأول لتقييم الأداء. أشار التقرير إلى أن شركتي GTR و Southeastern هما الأفضل في تقديم المساعدة. يعتمد هذا التصنيف على بيانات المساعدة المقدمة للركاب الحاجزين مسبقا. لكن النشطاء يرون أن هاتين الشركتين هما الأسوأ فعليا في الواقع. السبب هو سياسات تقليل العمالة التي تتبعها الشركتان. وفق تقرير لموقع disability news service.

تصنيف مساعدة ركاب القطارات

يرى النشطاء أن الشركات المتصدرة للتصنيف هي الأكثر إضرارا بالخدمة. حيث توسعت هذه الشركات في تشغيل قطارات بدون سائق ومحطات غير مأهولة. حيث يتم استبدال موظفي المحطات بفرق متنقلة لا تتواجد دائما عند الحاجة. يؤدي هذا إلى عزل الركاب من ذوي الإعاقة في المحطات الخالية. لذلك، يعتبر النشطاء أن الجائزة ذهبت لمن لا يستحقها.

ولا يعد سجل هذه الشركات نظيفا كما يدعي التقرير الجديد. قبل ثلاث سنوات، اعترفت شركة GTR في وثيقة مسربة بانتهاك قوانين الوصول. استمر هذا الانتهاك لأكثر من عشر سنوات عبر أجزاء واسعة من شبكتها. يؤكد هذا وجود فجوة كبيرة ومستمرة بين التقارير الرسمية والواقع العملي.

وركز النشطاء على ضياع حق الوصول والمغادرة (TUAG) دون حجز مسبق. وفقا لرابطة الركاب البريطانيين (ABC)، تعد الشركات المصنفة الأفضل هي الأكثر انتهاكا لهذا الحق. حيث تجبر الركاب من ذوي الإعاقة على الحجز المسبق للحصول على المساعدة. يعتبر هذا تمييزا واضحا يمنعهم من السفر العفوي كباقي الركاب الأصحاء.

ويشبه هذا التلاعب ما يحدث داخل قطاع الرعاية الاجتماعية حاليا. وفقا لبيانات هيئة جودة الرعاية (CQC)، أدى نقص الموظفين لانتهاكات جسيمة. تم رصد حالات إهمال طبي ونفسي في دور رعاية بسبب خفض التكاليف. تتطابق هذه السياسة مع تقليص عمال المحطات الذي دمر خدمة مساعدة ركاب السكك الحديدية.

الأرقام الرسمية.. ومن الأفضل والأسوأ؟

اعتمد التصنيف الرسمي على نسبة الفشل في تقديم المساعدة المحجوزة مسبقا. حسب الأرقام، فشلت Southeastern بنسبة 8% فقط، مما جعلها في الصدارة. في المقابل، كانت شركة Northern Trains هي الأسوأ بنسبة فشل وصلت إلى 16%. لكن هذه الأرقام تتجاهل تماما من لم يستطيعوا الحجز أو السفر أصلا.

وانتقدت إميلي سوليفان، الباحثة في مجال المساواة، هذه المنهجية بشدة. قالت سوليفان إنها تشكك في دقة هذه الأرقام في عكس واقع التمييز. أوضحت أن الشركات الأفضل هي التي قلصت عدد الموظفين بشكل كبير. بذلك، يصبح الاعتماد على الحجز المسبق وسيلة للتلاعب بالنظام وليس لخدمة الركاب.

وانضمت كريستيان لينك، استشارية سهولة الوصول، إلى قائمة المنتقدين للتقرير. صرحت لينك بأن الإحصائيات غير سليمة لأنها تركز فقط على المساعدة المحجوزة. كما انتقدت جمع الآراء بعد أشهر من الرحلة وليس بعدها مباشرة. طالبت بالتركيز على توفير الخدمة الفورية دون حجز مسبق كمعيار حقيقي.

تحقيق رسمي ضد Northern

لم يخل التقرير من إجراءات عقابية لبعض الشركات المقصرة جدا. أطلق المنظم تحقيقا رسميا ضد شركة Northern بسبب فشلها الذريع في التدريب. اعترفت الشركة بأن 800 موظف لم يكملوا تدريب التوعية بالإعاقة حتى الآن. يعد هذا خرقا جسيما لالتزامات الشركة تجاه الركاب من ذوي الهمم. حسب موقع disability news service. 

وعد المكتب الرقابي بتوسيع إطار العمل في العام المقبل لتلافي العيوب. من المخطط إدراج مصادر بيانات جديدة لقياس الثقة والامتثال للتدريب. سيشمل ذلك أيضا قياس موثوقية السفر الفوري (TUAG) وملاحظات التطبيقات الذكية. نأمل أن تقدم هذه التعديلات صورة أكثر صدقا وعدالة في المستقبل القريب.

ويواجه ذوو الهمم شتاء قاسيا مع إفلاس عدة مجالس محلية بريطانية. أدى ذلك إلى تقليص ساعات الرعاية المنزلية والدعم المالي المباشر بشكل غير مسبوق. بالتالي، أصبح المعاق محاصرا بين قطارات لا تخدمه ومنازل تفتقر للرعاية الأساسية. تؤكد هذه الوقائع أن ملف مساعدة ركاب السكك الحديدية هو عرض لمرض اقتصادي خطير.

الصوت الحقيقي للمعاقين

في الختام، تكشف هذه الأزمة عن خطورة الاعتماد على البيانات المجردة وحدها. يجب أن يكون صوت ذوي الإعاقة هو المعيار الأول والأساسي في التقييم. لا قيمة لأرقام تزعم النجاح بينما يعاني الراكب من العزلة في المحطات. أخيرا، مساعدة ركاب القطارات حق أصيل وليست خدمة إضافية أو منحة.

المقالة السابقة
مريم أبو عيدة.. طالبة كفيفة من غزة تنال الماجستير عن رسالة حول رواية «رأيت رام الله»
المقالة التالية
الدولة المصرية تؤكد انحيازها لذوي الإعاقة في احتفالية التمكين حق