افتتح الدكتور أسامة طلعت، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، معرضًا فنيًا بقاعة الموسيقى بدار الكتب في مصر، يضم أعمالًا تشكيلية بريشة ذوي الإعاقة، احتفاءً بذكرى كوكب الشرق «أم كلثوم».

يستمر المعرض على مدى ثلاثة أيام، بالتزامن مع إعلان وزارة الثقافة أن عام 2025 سيكون عامًا خاصًا يحمل اسمها بمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيلها.

أشاد طلعت خلال جولته بالمعرض بالأعمال المعروضة التي وصفها بالمبهرة، مؤكدًا أنها تجسد مشاعر صادقة وتوازي إبداعات كبار المتخصصين.
وأوضح أن المعرض لا يعد مجرد احتفاء بفن «أم كلثوم»، بل يمثل رسالة إنسانية تعكس الطاقات الكامنة لدى ذوي الإعاقة، وتؤكد أن الفن لا يعرف حدودًا، كما يبرز التزام وزارة الثقافة والهيئة العامة لدار الكتب بفتح مساحات أرحب لدمج وتمكين هذه الفئة.

وأكد رئيس الهيئة أن التجربة الفنية الفريدة تعكس عشق المشاركين لصوت «أم كلثوم» وإرثها الفني، مشيرًا إلى أن لوحاتهم النابضة بالحس والجمال تؤكد حضورها الدائم كأيقونة عربية وعالمية في القلوب والإبداع معًا.
استضافت قاعة الموسيقى عقب الافتتاح ورشة رسم شارك فيها الفنانون من ذوي الإعاقة للتعبير عن مواهبهم وأفكارهم في أجواء من التفاعل والإبداع، وهو ما أضفى على الفعالية طابعًا حيًا ومباشرًا يجسد قيمة الفن كوسيلة للتعبير والدمج المجتمعي.

جاء تنظيم المعرض بمبادرة من لجنة رعاية ذوي الإعاقة في نادي المعادي الرياضي برئاسة عايدة المصري، وضم 42 لوحة فنية جاءت نتاج تدريب مكثف استمر قرابة شهر كامل على يد الفنانة التشكيلية نجاح صدقي.
شارك في المعرض آية عبد الناصر بخمس لوحات، وكلايم الروسي بخمس لوحات، ومازن أشرف بأربع لوحات، وإيمان عامر بسبع لوحات، ويوسف هاشم بلوحة واحدة، وسامي أحمد سالم بسبع لوحات، وعمر طارق بثلاث لوحات، وعمر علاء بثلاث لوحات، وعلي خورشيد بسبع لوحات.
وجاءت هذه الأعمال لتؤكد أن ذوي الإعاقة قادرون على تقديم فن راقٍ لا يقل في قيمته عن إبداعات كبار التشكيليين.

ويؤكد معرض «أم كلثوم» بدار الكتب والوثائق القومية في مصر أن ذوي الإعاقة يمثلون قوة فاعلة في إثراء المشهد الثقافي، وأن الفن يمكن أن يكون جسرًا للاندماج المجتمعي وإبراز المواهب، في إطار رؤية ثقافية تؤمن بأن الإبداع حق للجميع وتمنح للرموز الوطنية مساحة جديدة للتجدد في الذاكرة الجماعية.