تقدم الجامعات المصرية منحًا دراسية لذوي الإعاقة. بدعم من برنامج HEI الأمريكي. ومنظمة أمديست. وتهدف هذه المبادرات إلى تمكين الطلاب من المشاركة في الحياة الجامعية والمجتمعية. وبناء بيئة تعليمية دامجة ومستدامة.
يمثل دمج الطلاب ذوي الإعاقة أولوية قصوى ضمن برنامج منح الجامعات الحكومية الأمريكية-المصرية HEI. ويعتمد البرنامج على ركيزتين متكاملتين،. الأولى الاستثمار المباشر في الأفراد عبر منح دراسية على أساس الجدارة. والثانية بناء القدرات المؤسسية الدائمة عبر إنشاء شبكة مراكز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة (DSCs).
وبالتالي تندرج هذه الجهود ضمن رؤية مصر 2030، وتعمل كمحفز لتسريع تنفيذ القانون رقم 10 لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
يقدم برنامج HEI 673 منحة دراسية للشباب المصري الموهوب. ومن بينها تم تخصيص 7% للطلاب ذوي الإعاقة، أي حوالي 47 طالبًا. ويؤكد ذلك مفهوم «الشمول على أساس الجدارة»، حيث يتم توفير الدعم والتجهيزات لضمان تكافؤ الفرص، وليس لخفض المعايير الأكاديمية.
منح دراسية لذوي الإعاقة ودعم لوجيستي
يضطلع البرنامج بدور حيوي في توفير منح دراسية لذوي الإعاقة من خلال التكنولوجيا المساعدة للطلاب ذوي الإعاقة. كما يشمل ذلك طباعة الكتب والمواد العلمية بطريقة برايل، وتوفير تسجيلات صوتية للطلاب من ذوي الإعاقة البصرية.
وتعد الشراكة مع القطاع الخاص مؤشرًا مهمًا على الاستدامة. وفي هذا السياق يمول بنك الإسكان والتعمير المصري 10 من طلاب المنحة ذوي الإعاقة البصرية. وبالتالي يُنقل جزء من ملكية الدعم إلى شركاء محليين، ويعزز الاستدامة الوطنية بعيدًا عن الاعتماد على التمويل الخارجي.
ويضع البرنامج هدفًا رئيسيًا لتوظيف جميع الطلاب الحاصلين على منح دراسية لذوي الإعاقة بعد التخرج. وقد أظهر سجل النجاح المبكر فعالية هذا النهج، إذ تم توظيف أول خريج من ذوي الإعاقة في غضون 6 أشهر فقط. وبالتالي يثبت البرنامج أن التدريب والدعم يركز على الكفاءات المطلوبة في القرن الحادي والعشرين ويربط التعليم بالدمج الاقتصادي.
تأسيس البيئة الجامعية الدامجة
انطلقت أمديست بالتعاون مع شريكها المحلي «حلم» لتوفير منح دراسية لذوي الإعاقة من طلاب الجامعات الحكومية الخمس الأولى: جامعة القاهرة، عين شمس، الإسكندرية، المنصورة، وأسيوط، لإنشاء مراكز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة (DSCs). وتهدف المراكز إلى تقديم خدمات تعليمية، كما تعمل كأدوات للإصلاح المؤسسي.
تتجاوز مهام المراكز الدعم الفردي لتصبح وحدات للإصلاح الشامل. فهي تضع السياسات والإجراءات على مستوى الجامعة، وتقوم بالدعوة لضمان المساواة في الفرص التعليمية وفق القانون 10/2018. كما تركز على إزالة الحواجز المادية والثقافية والاجتماعية، وتغيير الوعي والمواقف داخل المجتمع الجامعي.
طالع: أول طالبة كفيفة بكلية التجارة جامعة أسيوط تحصل على منحة دراسية كاملة
وتساعد المراكز الكليات على قبول المزيد من الطلاب ذوي الإعاقة. وبالتالي تظهر أن التحدي لم يكن في نقص الطلاب المؤهلين، بل في نقص الثقة المؤسسية والقدرة على تلبية احتياجاتهم.
التوسع وضمان استدامة توفير منح دراسية لذوي الإعاقة
بناءً على نجاح المراكز الخمسة الأولى، تقرر في يونيو 2022 توسيع المبادرة إلى 15 جامعة حكومية إضافية. ليصبح الإجمالي 20 جامعة. ويظهر التوزيع الجغرافي الشامل. حرص المبادرة على معالجة التباينات الإقليمية من الدلتا والقناة إلى الصعيد والمناطق الحدودية.
ولتضمن جودة الخدمات، يتلقى طاقم عمل المراكز تدريبًا متقدمًا في إمكانية الوصول وإدارة المراكز.
كما شمل التدريب جولة دراسية في الولايات المتحدة، وبالتالي يتم نقل خبرات نوعية غير متاحة محليًا، لضمان تطبيق أحدث المعايير في الإتاحة والخدمة.
ويثبت برنامج HEI وأمديست أنه عامل محفز للتغيير في التعليم العالي المصري. فهو لا يقدم منحًا على أساس الجدارة فحسب، بل أسس هياكل دائمة للإصلاح المؤسسي. وبالتالي يرسخ ثقافة شمول مستدامة ويجعل المراكز نماذج وطنية يمكن تكرارها.


.png)


















































