اطلاق منصة لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة بكندا

اطلاق منصة لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة بكندا

المحرر: سماح ممدوح حسن-كندا
منصة توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة

انطلقت Enabled Talent، وهى منصة توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة فى أونتاريو الكندية. وتعمل على ربط الباحثين عن عمل من ذوي الهمم بأصحاب العمل. وذلك بعد نجاح تجربتها في منطقة تورونتو الكبرى.

وتعود فكرة المنصة إلى مؤسسها أمانديب سينج، الذي يعاني من ضعف جزئي في البصر. انطلقت المبادرة من تجربته الشخصية مع أنظمة التوظيف التقليدية، والتي رأى أنها لا تراعي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة.

منصة توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة.. بديل أكثر شمولا

وفي هذا السياق، أوضح سينج أن الكثير من منصات التوظيف الشائعة تشكّل عائقًا حقيقيًا أمام ذوي الاحتياجات الخاصة. مضيفًا أن استخدام مواقع مثل LinkedIn أو Indeed  يصبح شبه مستحيل لشخص يعاني من ضعف بصري، حتى مع الاعتماد على برامج قراءة الشاشة. ومن هنا، بدأ التفكير في بديل أكثر إنصافًا وشمولًا.

وعلاوة على ذلك، أشار سينج إلى أن برامج الموارد البشرية الآلية تستبعد عددًا كبيرًا من طلبات التوظيف قبل وصولها إلى مسؤولي التوظيف. بسبب اعتمادها على كلمات مفتاحية محددة في السير الذاتية.

وانطلاقًا من هذه الإشكاليات، أسس سينج منصة Enabled Talent قبل عامين، بهدف كسر هذه الحلقة المغلقة، وتقديم تجربة توظيف أكثر إنسانية وعدالة.

ولتحقيق ذلك، اعتمدت المنصة على تقنيات حديثة. كالذكاء الاصطناعي، لتسهيل عملية البحث عن عمل للأشخاص ذوي التنوع العصبي. وكذلك لمن يعانون من إعاقات بصرية أو سمعية أو نطقية.

وفي هذا الإطار، أشار سينج إلى أن المنصة توفر أدوات تفاعلية تعتمد على الأوامر الصوتية. على غرار المساعدات الذكية، بما يسمح للمستخدمين من ذوي ضعف البصر بالتفاعل المباشر مع المنصة دون الحاجة إلى قارئات الشاشة التقليدية. وبذلك، تسعى المنصة إلى إزالة الحواجز التقنية التي طالما أعاقت فرص التوظيف.

سد فجوة الأجور بين ذوي الإعاقة

وفي الوقت نفسه، يأمل القائمون على Enabled Talent . أن تسهم هذه الحلول في تقليص الفجوة الواضحة في سوق العمل بين الكنديين من ذوي الإعاقة وغيرهم.

وتؤكد بيانات هيئة الإحصاء الكندية هذا التفاوت. إذ بلغ معدل البطالة بين ذوي الهمم ممن تبلغ أعمارهم 15 عامًا فأكثر نحو 7.6% خلال عام 2023. مقارنة بـ4.6% فقط بين الأشخاص من دون إعاقات.

كما أظهرت الإحصاءات ذاتها فجوة في الأجور، حيث بلغ متوسط الأجر بالساعة للموظفين من ذوي الإعاقة 31.95 دولارًا. مقابل 33.86 دولارًا للموظفين من دون إعاقات، ما يعكس استمرار التمييز غير المباشر في سوق العمل.

وبعد انطلاق المنصة من تورونتو، قررت الشركة التوسع نحو شمال شرق أونتاريو. حيث تخطط لإطلاق منصة مخصّصة لمدينة سودبوري خلال شهري فبراير أو مارس المقبلين. بالإضافة إلى افتتاح مكتب دائم في المدينة بحلول فصل الصيف.

وفي هذا الصدد، أعرب سينج عن اعتقاده بأن توفير دعم تقني ومهني ملائم يمكن أن يفتح أبواب سوق العمل أمام مئات من ذوي الإعاقة في المنطقة. وأوضح أن المبادرة قد تمكّن ما لا يقل عن 500 شخص في سودبوري من الحصول على فرص عمل. بينما قد يصل العدد إلى نحو 2000 شخص في حال إزالة العوائق بشكل أوسع.

ومع ذلك، يرى نشطاء حقوقيون أن الحلول التقنية وحدها لا تكفي. وفي هذا السياق، أكد ديفيد ليبوفـسكي، رئيس تحالف قانون إتاحة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة في أونتاريو. أن العوائق الهيكلية لا تزال قائمة، رغم وجود تشريعات تهدف إلى تحقيق الإتاحة الشاملة.

ودور التكنولوجيا في مستقبل التوظيف العادل لذوي الهمم

وأشار ليبوفـسكي إلى أن قانون إتاحة الوصول لذوي الإعاقة في أونتاريو حدّد الأول من يناير 2025 موعدًا لجعل المقاطعة متاحة بالكامل. إلا أن الواقع، بحسب قوله، لا يعكس تحقيق هذا الهدف، خاصة في مجال التوظيف.

وأضاف أن الحكومة أقرت معيارًا ضعيفًا لإتاحة التوظيف عام 2011، ثم امتنعت عن تحديثه، ما أدى إلى استمرار الفجوات.

كما شدد على أن بناء سوق عمل شامل يبدأ من مراحل مبكرة. مثل تسهيل وصول طلاب المدارس الثانوية من ذوي الإعاقة إلى برامج التدريب العملي. التي توفر لهم خبرة مبكرة وتوصيات تساعدهم لاحقًا في الحصول على وظائف.

ورغم الانتقادات، ترى الحكومة في أونتاريو أن برامجها الحالية تسير في الاتجاه الصحيح. حيث أكد متحدث باسم وزارة العمل والهجرة أن الحكومة توسّع برامج التدريب وتربطها مباشرة بالوظائف المطلوبة في سوق العمل.

وفي الختام، تتقاطع المبادرات الخاصة مثل Enabled Talent مع المطالب الحقوقية والسياسات الحكومية، ما يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مستقبل التوظيف العادل في كندا، وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا.

المقالة السابقة
فئران ورجال في ذكرى رحيل شتاينبيك.. هل أنصفت الرواية ذوي الإعاقة الذهنية؟
المقالة التالية
بجامعة أمريكية.. درجة بكالوريوس في «الإعاقة وخدمات التأهيل»