ميار عمرو «سفيرة النجاج».. تحكي قصة كتابها عن ذوي الإعاقة في مصر

ميار عمرو «سفيرة النجاج».. تحكي قصة كتابها عن ذوي الإعاقة في مصر

المحرر: سماح ممدوح حسن - مصر
ميار عمرو «سفيرة النجاج».. تحكي قصة كتابها عن ذوي الإعاقة في مصر

ميار عمرو عبد المنعم، شابة مصرية، من ذوي الاحتياجات الخاصة، ملقبة بـ«سفيرة النجاح»، اختارت أن تكتب قصتها بيدها، وأن تحوّل تجربتها الإنسانية إلى رسالة أمل، عبر كتابها الأول «إعاقتنا وقدراتنا – رحلة إلى عالم لا يخلو من الإبداع»، الصادر عن دار وميض للنشر والتوزيع، والمقرر عرضه في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026.

إعاقات متعددة بسبب نقص الأكسجين في المخ

ميار عمرو عبد المنعم تحكى لـ«جسور» قصتها مع الإعاقة حتى الوصول إلى هذا النجاح المنتظر، رغم صعوبات وتحديات الإعاقة. تقول:«أنا ميار عمرو عبد المنعم، من مواليد محافظة الجيزة عام 2005، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، ولاعبة في مركز شباب إمبابة، وهو مركز يتبع مكتب قادرون باختلاف في وزارة الشباب والرياضة المصرية والتى تُعني بمواهب ذوي الاحتياجات الخاصة، وبطلة في الأولمبياد الخاص المصري، وطالبة في الفرقة الثانية دمج في جامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم علم اجتماع».

ميار أصيبت بإعاقات متعددة بسبب نقص الأكسجين في المخ أثناء الولادة، ما تسبب في خلل في الجزء الأيسر وكهرباء زائدة في المخ، هذا أثّر على طفولتها وتسبب في «بطء في التعلم والمشي، وعدم ممارسة أي نشاط في المدرسة بسبب التنمر».

تتابع: «في المرحلتين الابتدائية  والإعدادية كعانيت كثيرا، بسبب عدم التركيز والنسيان الزائد، وعدم استجابتي لطريقة التعلم والمذاكرة، وهذا ما دفعني إلى الانتقال من مدرستي لمدرسة بشتيل الإعدادية والتعلم الدامج لذوي الاحتياجات الخاصة، بقرار من دكتور المخ والأعصاب والمدرسين».

غلاف كتاب إعاقتنا قدرتنا

دعم العائلة لميار وبداية الطريق

لم تكن ميار وحدها في هذه الرحلة، فقد أحاطها الأهل والأصدقاء بالدعم والمساندة، منذ البداية، تقول: قدم الكثيرون لي الدعم، في مراحل مختلفة من حياتي.

  • أولاً: والدي ووالدتي، محاولاتهم الكثير لأكون الأفضل دائما.
  • ثانياً: فرد من عائلتي، صبري عبد المنعم، كان بداية طريق النجاح على إيده.
  • ثالثاً: مدربي الكابتن محمد صبري وهو السبب فى جني لأولى ثمار نجاحي.
  • رابعاً وليس أخيراً: عائلتي الثانية في مركز شباب إمبابة، كابتن علاء المصري،  و أماني رمضان التي ألقبها بماما أماني. ومنسقي مكتب قادرون باختلاف بالجيزة وهو المكان المعني بجميع ذوي الاحتياجات الخاصة، ودكتورة آية رمضان المصري، ودكتورة إسراء عبد الحكيم، كابتن حاتم،  ومحمد توفيق المخرج العظيم، و منة علاء المصري رفيقة وشريكة نجاحي.

كل هؤلاء كانوا ومازالوا داعمين لي، وأحب أن أقول لهم كانت نقطة النور معكم وستظل بوجودكم ،وسوف تنتهي معكم. الإنسان أثر وأنتم الأثر الطيب. لقد تعلمت وتكلمت وتثقفت وتشجعت وتربيت بينكم. كلمة شكراً لا تكفى حقكم ».

ميار مؤلفة كتاب إعاقتنا قدرتنا

ميار من التنمر إلى الكتابة

تروي ميار اللحظة التي تحولت فيها جراحها إلى مصدر إلهام، تقول:«عندما دخلت نادي إمبابة، بدأت أتفاعل مع الكباتن وأصحابي هناك على المسرح وعلاقتي بالكتابة بدأت عندما كنت أتعرض للتنمر، وهو ما أرجع إلى ذاكرتي كل ما مر بي فى الطفولة. فقررت أن أفكر بهدوء فى طريقة تجعلني أرد بها على المتنمر لكن بطريقة مختلفة. وبما إني أحب التدوين والقراءة خطرت لى فكرة الكتابة».

تتابع ميار وتسرد بالتفصيل كيف جاءتها فكرة الكتاب تؤكد:« كنت أتمنى أن أكون متحدثة رسمية وسفيرة لـ ذوي الاحتياجات الخاصة في كل مكان ،وحتى استطيع الرد على التنمر لكن بشكل مختلف ومميز.

وعن التحديات التي واجهتها ليصير حلم النشر حقيقة، تقول:«لأ، لم أواجه تحديات في النشر، في البداية واجهتني مشكلة في التعامل مع برنامج الـ Word،  لكني تغلبت على هذه المشكلة، بأن تعلمت مهارات الكتابة الصحيحة، من كتاب رحلة الإبداع للكاتب محمود سلامة. هو أيضا كان داعما لي في رحلة تعلم الكتابة. فـشكراً لمساعدته، كتابه أفادني كتير»

وتضيف:  “أنا أحب دار وميض لأنهم قبل العمل على كتابي كانوا يشجعوني. وبشكرهم على تقديرهم لمجهودي ولمجهودهم معايا، وأتمنى لهم كل التوفيق».

وعن شعورها لحظة صدور الكتاب تقول: «شعور لا يوصف بالكلام، وجدتني أبكى، دموع خوف وفرحة، لأنه ليس مجرد كتاب، هو حلم وتحقق».

قصص قريبة من القلب

توضح ميار أن جميع قصص كتابها قريبة إلى قلبها: «ليس هناك قصة محددة، لأني أحب ذوي الاحتياجات الخاصة جميعا، فلن استطيع التفضيل بين قصة على أخري، حتى لو كانت من خيالي، الكتاب كتب بكل حب لكل أصحابي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأخواتي وأحبابي».

وتضيف: «فكرة الكتابة تضم كل أنواع الإعاقات المختلفة، ورسائل للمتنمرين، وأيضاً لأبطالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوعية للقراء عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وكيف يتعاملون مع معهم، ومعلومات كثيرة عن أبطالنا، وقصص واقعية أو خيالية مع كل فصل كـ نموذج لنوع الإعاقة، وأمثلة لأشخاص أبطال مشهورين من ذوي الاحتياجات الخاصة، من فترات وأزمنة مختلفة، حتى يكون تشجيع ودعم لكل شخص من ذوي الاحتياجات».

صديقتي التي علّمتني المعنى الحقيقي للدمج

تحكي ميار عن صديقتها منة، المصابة بطيف التوحد: تقول:«بالنسبة لـقصة منة، أنا أضفتها لأنها سبب من أسباب بداية حكاية الكتاب، فكرت إنها ربما تتشجع عندما تسمع عن قصتها».

منة مصابة بطيف التوحد أى واحدة من ذوات الاحتياجات الخاصة، وحالتها تحسنت. فرحت للغاية عندما أكتشفت أنها زميلتي فى الفصل والمدرسة. والدتها كانت مدرستي في المدرسة الإعدادية وهي اللي ساعدتني في نظام الدمج، وكانت تشجعني. فقررت أن أساعد منة بسبب تجربتي في النادي، لأنها كانت صامتة دائماً، فرأيت فيها نفسي وأنا صغيرة، وكأنها مرآة لزمن الماضي».

وتضيف: «فعلاً، أنا اتعلمت منها الصبر والعمق في الأفكار والتفكير من زاوية تانية».

رحلة التحسّن تبدأ بالإصرار.. وصديقتي الدليل

تكمل ميار حديثها عن صديقتها التى طرأ التحسّن على حالتها بعد اندماجها معها، وصارت دليلا على تحسن طبيعة ذوي الاحتياجات بالمعرفة والدمج، وتضيف:«بالفعل تفاعل منة الاجتماعي تحسن بنسبة 25% عن أول مرة رأيتها. وهذا بسبب تصميمي على الاكتشاف والمعرفة والبحث أكتر عن التوحد، سواء بمواقع التواصل الاجتماعي أو بالمعلومات اللي عرفتها من والدتها، أو من خلال تجربتي معها، أو حتى تفاعلي في النادي».

أيضا هناك طالبة دمج في نفس جامعتي وكليتي بقسم التاريخ، وزميلتي في النادي. وأنا فخورة أنها صديقتي. بسببها أنا أريد التخصص فى علم التخاطب، أتمنى أن تكون أحسن وأفضل بكتير».

وتعترف ميار: «الـ داون كنت أخاف منهم وأنا صغيرة، لكن الآن هم بالنسبة لي ابتسامة حياة، نبض قلب، سر سعادتي».

تقول ميار عن تجربتها الرياضية فى الأولمبياد المصري الخاص: «الأولمبياد الخاص المصري، بعد فترة من وجودي في نادي إمبابة، الكابتن كان يسجلني في الأيام الترفيهية بالأولمبياد الخاص. وتم تكريمي في أكتر من مشاركة معهم، مثل اليوم الترفيهي الموحد بين نورمان وذوي الهمم، واليوم العالمي لذوي الهمم، يوم 3 ديسمبر من كل سنة، وأنا بأطلق عليه عيد أصحاب الهمم.

تستطرد: باختصار، لم يكن ليَّ تجربة في أي نشاط معين وثابت مع الأولمبياد الخاص المصري، وإن شاء الله قريباً سيكون ليَّ تجربة، وانا أشكرهم جداً على دعمي ودعم ذوي الهمم».

وتضيف: «هم أضافوا لي أشياء كثيرة ، مثل المحاولة والشجاعة والمسؤولية والتعاون والإصرار والعزيمة والروح الرياضية والتفاعل الاجتماعي والتفكير المنطقي والإبداعي».

«سفيرة النجاح» وسبب اللقب

تحكي ميار بفخر عن سر لقبها سفيرة النجاح من ذوي الإعاقة، تقول:«لقب سفيرة النجاح ليس مجرد لقب، كان له سبب وكان لي أصحاب لقبوني به، وهما بعض من ذوي الاحتياجات الخاصة. وعندما سألتهم لماذا سفيرة النجاح؟ أجابوا أني متميزة أكبر مما أتخيل، لأني أعرف كيف أفصل بين الدراسة وأي شي آخر، وكانوا يستشرفون لي مستقبلا باهر».

تقول: أنا شخصياً أحب هذا اللقب وأرى أنه مناسب ليَّ. وهناك بعض الأشخاص ينادوني بـ «سفيرة النور»، لكن سفيرة النجاح أقرب ومناسب لشخصي، وسوف أسعى لأكمل ما بدأه معي المدربين الذيت تعاملت معهم، وأكون متخصصة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء تخاطب أو أي شي له علاقة بهم. سأتكلم بكل فخر عن ذوي الهمم في كل مكان، نحن وليس هم، لأننا واحد لكن بتميز».

تقول ميار: «حلمي الحقيقي أن أكون متحدثة رسمية وممثلة لذوي الاحتياجات الخاصة في كل مكان، عالمياً ومحلياً إن شاء الله، بالتدريب ومهاراتي وأفكاري. أنا ما لا أحب أن أخبئ شيء عن ذوي الهمم يفيد مجتمعنا، وليَّ كل الفخر أني من أبطال التحدي».

وتتابع: «رسالتي بداخل الكتاب بكل تفاصيلها. لكن أحب أن أقول، أنظر واصبر وتعلم ثم تكلم، نحن لا نعرف المستحيل، ولا نحب أن يحكم علينا الآخرون بمظهرنا، وأيضا نحن ذوي الاحتياجات الخاصة، لا ننسى مَن ساعدنا ودعمنا. فأنا طالما قلت الإعاقة ليست ضعفاً وإنما هي طاقة».

معادلة الدعم

تؤكد ميار أن دعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج وعي وصبر:«الناس ممكن تدعم بالرعاية والصبر والمحاولة والتوعية. فقد ذكرت في الكتاب: رعاية + محاولة + صبر + توعية = دعم وتقدير».

وتختم ميار حديثها بأمنية مؤثرة:«أتمنى إن لو الكتاب أفاد القراء، وأن يكون مادة مُقررة على الصفوف المدرسية كتوعية للطلاب، لأن هذا هو المكان الذى نبع منه التنمر عليَّ في الماضي».

وتضيف بابتسامة أمل: «أفكر في كتاب آخر، لكن إلهامي لا يساعدني حالياً، لكن قريباً سأكون متواجدة بإذن الله. أنا أحببت تجربة التجربة والكتابةعن عالم أبطال ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنهم يستحقوا ذلك، لكن لن أفكر في نفس المجال مرة أخرى، سأجرب مجالات جديد، لقد أحببت التجربة».

المقالة السابقة
د. فؤاد شهاب يكتب: مريم.. حين يتكلم الصمت وتُعاد كتابة الرواية
المقالة التالية
مصر.. «القومي للإعاقة» يثمن تفعيل التسجيل التلقائي لذوي الهمم بالتأمين الصحي الشامل

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)