ميراث الحرب.. آلاف المعاقين في غزة يواجهون المجهول 

ميراث الحرب.. آلاف المعاقين في غزة يواجهون المجهول 

المحرر: سماح ممدوح حسن- غزة

على وقع القصف المستمر، ينهض آلاف الجرحى في قطاع غزة من بين الركام، مثقلين بإعاقات دائمة، سترافقهم مدى الحياة، في مشهد يعكس مأساة إنسانية لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023.

قصص تختصر فصول المأساة

وبحسب التقرير الذى نشره المركز الفلسطيني للإعلام، فإن المصور الصحفي سامي شحادة الذي بُترت ساقه أثناء توثيقه القصف على مخيم النصيرات تحولت رحلته المهنية إلى معركة يومية مع الألم وإعادة التأهيل. يقول”رأيت ساقي مبتورة أمام عيني ومع ذلك حاولت أن أوقف النزيف بحزامي حتى لا أفقد حياتي”واليوم يواجه شحادة تحديًا جديدًا وهو التكيف مع واقع الإعاقة والبحث عن أمل في الاستمرار.

أما لاعب كرة القدم الشاب إبراهيم العرجات 27 عامًا من رفح، فقد وجد نفسه حبيس سرير تحت خيمة في خان يونس بعد إصابته بثلاث رصاصات أطلقها قناص إسرائيلي. كان يركض خلف الكرة يومًا ما، لكنه الآن ينتظر كرسيًا متحركًا ليتمكن من التحرك. يقول بحسرة”حياتي توقفت فجأة. كنت أصنع الأهداف، واليوم لا أستطيع السير خطوة واحدة”.

أرقام صادمة

المعطيات التي وثقها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تكشف حجم الكارثة:

  • أكثر من21 ألف إصابة جديدة بالإعاقة الدائمة أو المؤقتة خلال أقل من عامين.
  • ما لا يقل عن 8700 حالة إعاقة دائمة، بينها 4800 بتر و1200 شلل و1200 فقدان بصر.
  • تقديرات بأن نحو 1000 طفل فقدوا ساقًا واحدة أو كلتيهما أي بمعدل 10 أطفال يوميًا.

هذه الأرقام رفعت نسبة ذوي الإعاقة في غزة إلى 3.4%  من إجمالي السكان، وهو رقم مرشح للزيادة في ظل استمرار العدوان.

نظام صحي منهك

يواجه القطاع الصحي في غزة ضغوطًا غير مسبوقة مع تدمير المستشفيات ونقص الأدوية والمعدات، ما دفع الأطباء إلى ابتكار أطراف صناعية بدائية محلية الصنع كحل مؤقت. لكن غياب برامج إعادة التأهيل والدعم النفسي يجعل رحلة المصابين أكثر قسوة خاصة الأطفال والنساء.

ويؤكد مختصون أن فقدان الأطراف لا يقتصر على الألم الجسدي، بل يترك ندوبًا نفسية عميقة ويهدد قدرة المصابين على العودة إلى التعليم أو العمل أو ممارسة حياة طبيعية.

مستقبل غامض

إلى جانب التحديات الطبية، يواجه ذوي الإعاقة في غزة عقبات اجتماعية واقتصادية متزايدة: من صعوبة الوصول إلى المرافق العامة إلى التمييز في سوق العمل، ما يجعل حياتهم أقرب إلى صراع يومي من أجل البقاء.

ورغم ذلك، تبرز قصص كثيرة عن قدرة المصابين على الصمود بدعم من أسرهم والمجتمع المحلي، غير أن غياب الدعم الدولي الكافي واستمرار الحصار الإسرائيلي، يجعل مستقبل عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين بالإعاقة في غزة غامضًا ومفتوحًا على مزيد من المعاناة.

المقالة السابقة
فريدة.. طفلة مصرية حرمتها «ريت» من الكلام والمشي واللعب
المقالة التالية
مصر واليابان توقعان اتفاقًا لدعم تعليم ذوي الإعاقة

وسوم

أصحاب الهمم (43) أمثال الحويلة (387) إعلان عمان برلين (391) اتفاقية الإعاقة (528) الإعاقة (73) الاستدامة (737) التحالف الدولي للإعاقة (744) التشريعات الوطنية (532) التعاون العربي (402) التعليم (37) التعليم الدامج (38) التمكين الاقتصادي (51) التنمية الاجتماعية (734) التنمية المستدامة. (48) التوظيف (33) التوظيف الدامج (695) الدمج الاجتماعي (604) الدمج المجتمعي (107) الذكاء الاصطناعي (56) العدالة الاجتماعية (52) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (394) الكويت (56) المجتمع المدني (732) الولايات المتحدة (47) تكافؤ الفرص (727) تمكين (40) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (496) حقوق الإنسان (58) حقوق ذوي الإعاقة (68) دليل الكويت للإعاقة 2025 (367) ذوو الإعاقة (90) ذوو الاحتياجات الخاصة. (705) ذوي الإعاقة (263) ذوي الهمم (41) ريادة الأعمال (380) سياسات الدمج (718) شركاء لتوظيفهم (375) قمة الدوحة 2025 (367) كود البناء (366) لغة الإشارة (40) مؤتمر الأمم المتحدة (329) مجتمع شامل (726) مدرب لغة الإشارة (578) مصر (32) منظمة الصحة العالمية (597)