نسمة يحيى.. أول مصرية تحترف تصميم الأزياء لقصار القامة

نسمة يحيى.. أول مصرية تحترف تصميم الأزياء لقصار القامة

المحرر: سماح ممدوح حسن - مصر

تجاوزت كل الصعاب التي واجهتها في مجتمع لا يحترم الاختلاف، بل يراه مادة للسخرية والتنمر، لتجد نفسها أمام مشكلة أخرى تعكس ثقافة المجتمع بشكل فاضح، وتجاهل حق المختلف – عمدا أو دون قصد – في أن يجد  ملابس تناسبه”.

هذه خلاصة تجربة نسمة يحيى، الفتاة المصرية قصيرة القامة، التي قرر ت امتصاص الصدمة، وتحويلها لدافع لا يحل فقط مشكلتها الدائمة في البحث عن ملابس تناسب جسدها الضئيل، ولكنها قررت أن تحل مشكلة كل قصار القامة، في رحلة البحث عن الملابس، بفكرة جعلتها إحدى الملهمات لذوي الإعاقة في مصر والوطن العربي، فهي أول مصممة أزياء لقصار القامة، وتحلم بأن تكون صاحبة علامة تجارية خاصة بها لملابس الأقزام.

في حديثها لجسور  تقول:  «بدأت رحلتي بدافع شخصي جدًا لأنني قصيرة قامة وعانيت كتير جدًا من التنمر وصعوبة في أن أجد ملابس تناسبني سواء في المحلات الشبابية أو الأطفال، التصميم لم يكن مناسبا لسني إطلاقا»

تضيف: «كنت ألجأ لتعديل الملابس عند الترزي أو اضطر لارتداء ملابس غير مريحة، ومن هنا ولدت الفكرة، وقررت أن أنشئ براند متخصص لأحجام وأطوال قصار القامة بتصميم يناسب أعمارهم، لأننا موجودين في المجتمع ولسنا أقل استحقاقًا للأناقة»

تصميمات مختلفة تناسب قصار القامة

 

تعترف نسمة أنها واجهت تشكيكا من الآخرين في البداية، تؤكد: « في البداية واجهت استغرابا كبيرا، بعض الناس رأت أن الفكرة غريبة، وآخرين شككوا فى نجاح الفكرة بالأساس، لكن أنا مؤمنة أن أي فكرة جديدة تحتاج إرادة وصبر، وعند عرض أول مجموعة ردود الأفعال كانت كافية لتثبت أن الفكرة ليست فقط مطلوبة لكن ضرورية».

نسمة لا تعتبر الموضة ترفًا لطبقة، بل مسألة عدالة واعتراف بوجود فئات مهملة.

تستطرد: « أري أن الموضة ليست حكر على مقاس أو طول معين لأن دور الأزياء الكبيرة لديها مسؤولية فتح خط إنتاج مخصص لقصار القامة، مثلما لديهم خطوط انتاج لملابس الأطفال أو المقاسات الكبيرة، ونحن فئة لها وجود وتجاهلها ليس عدلا».

وكعادة كل أصحاب الأفكار الجديدة، فالطريق لم يخلُ من تحديات عملية ونفسية، وعن أكبر التحديات تقول: «أكبر تحدي كان الصورة المعتادة عن أن قصار القامة ليس لهم علاقة بالموضة، هذا بالإضافة إلى أن الدعم المادي الذى توفر لها كان محدود جدا».

نسمة ترتدى أحد تصميماتها

 

التحدي الأصعب بالنسبة لها،كان  اثبات أن«قصيرة القامة» يمكن أن تكون مصدر  إلهام في عالم الأزياء، هكذا كانت المعركة مزدوجة، كسر الصور النمطية، وجذب موارد وآرء تؤمن بالمشروع.

وعن ملامح خطوط الموضة في انتاجها تقول: «إلهامي يأتي من حياتي اليومية وتجاربي، لأني استمد أفكاري من المعاناة اللي أواجهها في اختيار الملابس، والتعامل مع المجتمع، أنا لا أقيد ابداعي أبدا، فكما أصمم ملابس لقصار القامة أستطيع تصميم ملابس للجميع، لكن قصار القامة سوف يظلوا دائمًا خطي وهدفي الأساسي».

وحول ما إذا كانت تعتبر تصميم  أزياء قصار القامة مصدرا للدخل أم هواية، ترد: «تصميم الأزياء بالنسبالي رسالة قبل أن تكون مهنة ووسيلة لبناء ثقة وكسر صورة نمطية أحاطنا بها المجتمع ومن تجربتي تعلمت أن الجمال ليس مقاسا أو طولا، الجمال الحقيقي هو التميز أن يجد كل إنسان ملابس تعكس روحه».

وعن علاقتها بالإعلام ودوره في تغطية شؤون ذوي الإعاقة بشكل عام، وتغطية مشروعها بشكل خاص، تقول: «في البداية كان هناك تركيز على غرابة الفكرة لكن مع تكرار اللقاءات، بدأت اعتبر الإعلام شريك مهم في نشر فكرتي، هذا التحول ساهم في جعل القضية أكثر وضوحًا وقبولًا لدى الجمهور».

نسمة ترتدى أحد الفساتين من تصميمها

 

وعن أحلامها الخاصة، تقول نسمة: «أحلم بإنشاء براند عالمي مخصص لقصار القامة وإقامة عروض أزياء في عواصم مختلفة حول العالم، أيضا أتمني أن أتعاون مع دور أزياء كبرى حتى أستطيع الوصول بهذه القضية لأبعد مدى ممكن».

قصة نسمة يحيى ليست مجرد حكاية ملهمة قررت ان تخلق لنفسها قصة نجاح للتحقق والتمكين لها ولغيرها، بل شهادة أن الحاجة والكرامة يمكن أن  يحولا الحجارة إلى سلالم للوصول إلى قمة النجاح.

المقالة السابقة
محافظة الأحساء تشيد بجهود مركز ذكاء الطفل لدعم «ذوي الإعاقة»
المقالة التالية
اتفاقية لإطلاق النسخة الثانية من برنامج «مسارات الفن والإعاقة» بالأردن

وسوم

أمثال الحويلة (397) إعلان عمان برلين (461) اتفاقية الإعاقة (608) الإعاقة (142) الاستدامة (1100) التحالف الدولي للإعاقة (1073) التشريعات الوطنية (845) التعاون العربي (515) التعليم (83) التعليم الدامج (65) التمكين الاقتصادي (90) التنمية الاجتماعية (1095) التنمية المستدامة. (84) التوظيف (64) التوظيف الدامج (828) الدامج (56) الدمج الاجتماعي (637) الدمج المجتمعي (163) الذكاء الاصطناعي (86) العدالة الاجتماعية (73) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (509) الكويت (86) المجتمع المدني (1077) الولايات المتحدة (63) تكافؤ الفرص (1070) تمكين (87) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (527) حقوق الإنسان (76) حقوق ذوي الإعاقة (95) دليل الكويت للإعاقة 2025 (373) ذوو الإعاقة (156) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1038) ذوي الإعاقة (528) ذوي الهمم (58) ريادة الأعمال (396) سياسات الدمج (1058) شركاء لتوظيفهم (386) قمة الدوحة 2025 (650) كود البناء (450) لغة الإشارة (72) مؤتمر الأمم المتحدة (342) مجتمع شامل (1065) مدرب لغة الإشارة (640) مصر (84) منظمة الصحة العالمية (663)