30 % من نساء العالم يُصبن بهشاشة العظام بعد سن الخمسين

30 % من نساء العالم يُصبن بهشاشة العظام بعد سن الخمسين

المحرر: ماهر أبو رماد
هشاشة العظام

مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة والخطيرة، إذ يُصيب نحو 30% من النساء بعد سن الخمسين، و10% من الرجال بعد هذا العمر، ويؤدي هذا المرض إلى تدهور في كثافة العظام وقوتها، مما يُعرض المصاب لخطر الكسور بسهولة.

يحمل اليوم العالمي لهشاشة العظام 2025 شعار: “قُل لا للعظام الهشة”، وذلك بهدف كسر حالة الصمت حول صحة العظام،
من خلال دعوة الناس من مختلف الأعمار إلى تقدير عظامهم وحمايتها.

ووفقًا للإحصاءات الرسمية تعاني واحدة من كل ثلاث نساء، ورجل من كل خمسة رجال، ممن تجاوزوا سن الخمسين، من كسر ناتج عن هشاشة العظام، حيث تصبح العظام في هذه الحالة ضعيفة وهشة للغاية، حتى إن السقوط الطفيف، أو الصدمات الخفيفة، أو العطاس، أو الحركات المفاجئة قد يؤدي إلى كسور خطيرة.

وقد تكون هذه الكسور مهددة للحياة، كما قد تُسبب آلامًا شديدة وعجزًا دائمًا طويل الأمد، التخوف الأكبر أن هذا المرض من أكثر الأمراض المزمنة غير المكتشفة، خصوصًا لأنه غالبًا لا يُشخّص إلا بعد وقوع أول كسر هش.

مصر.. ربع النساء مصابات بالهشاشة

في مصر، كشفت دراسة نُشرت في مجلة “المجلة المصرية لأمراض الروماتيزم والتأهيل (ERAR – Springer) عام 2022 أن نسبة الإصابة بين النساء تبلغ 28.4٪، وبين الرجال تبلغ 21.9٪.

بينما تصل نسبة الإصابة بما قبل الهشاشة (Osteopenia) إلى 53.9٪ لدى النساء، و26٪ لدى الرجال، وتعد هذه الأرقام دليلاً على مدى تفشّي المرض محليًا، وتشير إلى ضرورة التدخل المبكر.

هشاشة العظام… اللص الصامت

يُعرف مرض هشاشة العظام بانخفاض كثافة العظم وتدهور بنيته المجهرية، مما يجعله أكثر عرضة للكسور حتى تحت ضغوط خفيفة أو أثناء أنشطة يومية بسيطة، ويُشار إليه غالبًا بأنه “اللّصّ الصامت” لأنه غالبًا لا يُظهِر أعراضًا واضحة إلا عند حدوث الكسر.

عوامل الخطر… بين الوراثة ونمط الحياة

تنقسم عوامل الخطر إلى نوعين:

أ‑ عوامل غير قابلة للتغيير، وهى:

  • التقدّم في السنّ.
  • الجنس الأنثوي.
  • التاريخ العائلي للمرض.

ب‑ عوامل مكتسبة قابلة للتعديل:

  • نقص الكالسيوم أو فيتامين
  • قلّة النشاط البدني.
  • التدخين.
  • الاستخدام الطويل لأدوية الكورتيزون.
  • أمراض مزمنة تؤثر على العظام.

وتشير الدراسات إلى أن العوامل الوراثية قد تفسّر حتى من 46٪ إلى 90٪ من التفاوتات في كثافة العظم، ما يوضح أن هشاشة العظام نتيجة لتفاعل معقّد بين الجينات والبيئة.

دعوات مصرية إلى الفحص المبكر بعد سن الخمسين

أوصت الجمعيات الطبية في مصر، وعلى رأسها الأكاديمية المصرية لصحة العظام، ببدء تقييم خطر الكسور لمن تجاوزوا سن الـ50 عامًا، خاصة النساء، وذلك باستخدام أدوات معتمدة مثل “FRAX”

كما شدّدت التوصيات (2024) على إدخال برامج وقائية تشمل: تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين D، وممارسة تمارين المقاومة والتوازن، والإقلاع عن التدخين، والمتابعة المنتظمة لكثافة العظام.

حملة تحذر من إهمال رعاية مريض الهشاشة

وبمناسبة اليوم العالمي لهشاشة العظام، الي يحل اليوم 20 أكتوبر، انطلقت حملة تحت شعار “هذا غير مقبول”، لتسليط الضوء على الأزمة المستمرة في تشخيص وعلاج هذا المرض الصامت.

رغم أن المرض يُؤثّر على أكثر من 500 مليون شخص عالمياً، تُشير البيانات إلى أن ما يصل إلى 80٪ من المرضى الذين يتعرّضون لكسور هشاشة العظام لا يتلقّون تقييمًا أو علاجًا مناسبًا.

نتائج مدمّرة وفجوة علاجية مقلقة

يؤدّي هذا الإهمال إلى عواقب صحّية واقتصادية وخيمة، تشمل آلامًا مزمنة، وإعاقات حركية، وفقدان الاستقلالية، وزيادة خطر الإصابة بكسور مستقبلية، وارتفاع معدلات الوفاة المبكرة، وخصوصًا بعد كسور الورك.

دعوة عالمية لاتخاذ إجراءات عاجلة

تدعو الحملة لعام 2025 جميع الأطراف المعنية – من مقدّمي الرعاية الصحية إلى صناع القرار وإلى الأفراد إلى تكثيف برامج الفحص المبكر والتوعية، واعتماد خدمات ربط الكسور (Fracture Liaison Services – FLS)وتسهيل الوصول إلى العلاج الدوائي والوقائي، وتفكيك المفاهيم الخاطئة عن هشاشة العظام، واعتماد خطة متكاملة لصحة العظام على جميع مراحل الحياة.

وفي ظل وجود أدوات تشخيص فعّالة وعلاجات مثبتة، تعتبر الحملة أن الاستمرار في تجاهل هشاشة العظام أمرًا “غير مقبول” على الإطلاق.

ومع تزايد عدد كبار السنّ وتنامي معدّلات الكسور، تُشير المؤشرات إلى أن هشاشة العظام يجب أن تتحوّل إلى أولوية صحّية وطنية وعالمية تبدأ من الوقاية المبكّرة، وصولًا إلى الرعاية طويلة الأمد بعد حدوث الكسور.

المقالة السابقة
كيفية استخراج بطاقة الخدمات المتكاملة للمعاقين في مصر… وما هي فوائدها؟
المقالة التالية
أميرة موناكو تكرّم ميراي كالميس مؤسسة رياضات ذوي الإعاقة|صور

وسوم

أمثال الحويلة (489) إعلان عمان برلين (570) اتفاقية الإعاقة (726) الإعاقة (160) الاستدامة (1224) التحالف الدولي للإعاقة (1196) التشريعات الوطنية (968) التعاون العربي (638) التعليم (97) التعليم الدامج (70) التمكين الاقتصادي (103) التنمية الاجتماعية (1215) التنمية المستدامة. (102) التوظيف (75) التوظيف الدامج (938) الدامج (68) الدمج الاجتماعي (749) الدمج المجتمعي (181) الذكاء الاصطناعي (98) العدالة الاجتماعية (85) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (622) الكويت (107) المجتمع المدني (1191) الولايات المتحدة (71) تكافؤ الفرص (1185) تمكين (102) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (628) حقوق الإنسان (92) حقوق ذوي الإعاقة (105) دليل الكويت للإعاقة 2025 (471) ذوو الإعاقة (176) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1139) ذوي الإعاقة (605) ذوي الهمم (66) ريادة الأعمال (503) سياسات الدمج (1169) شركاء لتوظيفهم (492) قمة الدوحة 2025 (756) كود البناء (556) لغة الإشارة (81) مؤتمر الأمم المتحدة (449) مجتمع شامل (1180) مدرب لغة الإشارة (749) مصر (136) منظمة الصحة العالمية (774)