في صباح يوم الاثنين 12 يونيو 2023 الساعة الثامنة والنصف صباحا، تبدّلت حياة الطفل صهيب إلى الأبد، فبينما كانت عائلته النازحة تحتمي في أحد منازل حي التفاح بمدينة غزة، استهدف القصف الإسرائيلي المنزل مباشرة، ليُصاب صهيب، الذي لم يكن قد تجاوز عامه الثالث، إصابة بالغة أدت إلى بتر ساقه اليمنى فوق الركبة.
الأب الذي يحاول أن يخفي جرحه العميق خلف كلمات الرضا، يتحدث لجسور عن مأساته وطفله، قائلاً: الحمد لله على كل شيء، ابني أصيب إصابة مباشرة وتم بتر ساقه اليمنى فوق الركبة.
مضيفا”نفسي ابني يرجع يمشي كما كان، صهيب وقت الإصابة كان عمره 3 سنوات فقط، وفي 30 يوليو صار عمره 4 سنوات، كل شوي بيحكيلي يا بابا نفسي أمشي زي إخواتي وأصير ألعب، الكلام هذا بيكسر قلبي كأب ولكن لا نقول إلا الحمد لله”.
لم تتوقف رحلة الألم عند البتر، فقد اضطر صهيب لإجراء عمليتين جراحيتين بسبب نمو العظم في ساقه، لكن حالته الصحية والنفسية تزداد سوءًا وسط ظروف الحرب والحصار.
يقول الأب:”أنا نفسي ابني يطلع زي باقي الأطفال وياخد حقه في العلاج بالخارج، من فترة طويلة عملوا له تحويلة للسفر، لكن كل مرة بروح أراجع بيحكولي بس يفتح المعبر، ورغم خروج الكثير من الأطفال للعلاج فى دول أوروبية وعربية، إلا أن إبني لا يزال حبيس إصابته”
ويتابع بصوت يختلط فيه اليأس بالرجاء “أنا بناشد كل إنسان حر، وكل شعوب العالم، كل الضمائر الحية، ساندوا ابني صهيب من أجل الخروج للعلاج حتى يعود للمشي على ساقية مرة أخري، نفسي أشوفه يكبر مثل باقي الأطفال، للأسف طفولة ابني راحت، لكن أملي يطلع يتعالج ويرجع يمشي.
تقرير الأطباء حسب كلام الأب يقول إنه يحتاج لرعاية صحية وجو آمن بعيدا عن القصف، وإلى الدعم النفسي أيضآ، فحالة صهيب النفسية للأسف متدهورة للغاية.
الأب المكلوم أكلق نداءً أخيرًا من قلب محاصر:”أمانة أوصلوا صوت ابني، إحنا بنموت… أقسم بالله بنموت”
قصة صهيب ليست مجرد قصة طفل فقد ساقه في القصف بل هي حكاية آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين حُرموا من أبسط حقوقهم في اللعب والأمان والطفولة، وبعد إصابتهم حرموا من الحق في العلاج.