فجر رحيل الكابتن سمير الطنطاوي لاعب تنس الطاولة جلوس، بنادي العزيمة، موجة غضب واسعة داخل الأوساط الرياضية في مصر، خصوصا وأن الوفاة حدثت بسبب أزمة قلبية مفاجئة، خلال مشاركته في منافسات بطولة الجمهورية لتنس الطاولة للإعاقات الحركية، المقامة بمحافظة بورسعيد، وسط اتهامات للمسؤولين عن البطولة بعدم تجهيز الصالات وتهويتها بشكل جيد، إضافة إلى وصول سيارة الإسعاف بدون أجهزة إنعاش.
ورغم أنّ الوفاة كان يمكن اعتبارها حادثًا رياضيا وارد حدوثه لأسباب طبية، إلا الكواليس تكشف وجود إهمال جسيم، وغياب أبسط معايير السلامة داخل الصالة المغلقة، وهو ما فجّر غضب زملائه الذين أكدوا أن ما جرى لم يكن قضاءً وقدرًا فقط، بل نتيجة تراكمات من التجاهل الرسمي.
وفي تصريحات خاصة لـجسور، فتحت الكابتن فايزة محمود، كابتن فريق المنتخب المصري لتنس الطاولة جلوس، قلبها لتكشف تفاصيل ما حدث منذ الأيام الأولى للبطولة وحتى لحظة الفاجعة.

قالت فايزة محمود إن ما حدث للكابتن سمير لم يكن مجرد حادث مفاجئ، وإنما نتيجة تراكمات من الإهمال والتجاهل، مؤكدة أن الصالة كانت مغلقة والتكييفات مطفأة، رغم الحرارة العالية، ورغم مطالبتهم المدير التنفيذي بفتح التكييفات لم يتلقوا سوى ردود واهية وذرائع بأن الاتحاد لا يدفع.
وأضافت أنه في البطولة نفسها تم نقل لاعبين بالإسعاف بعد إصابتهم بإعياء شديد من الحر، ورغم المطالبات بالتدخل لم يحدث أي تغيير، حتى وقع ما كانوا يخشونه اليوم عندما سقط لاعب وتم نقله ثم علموا بوفاته، مؤكدة أن ما حدث أمر غير مقبول وأن صحة الرياضيين يجب أن تكون أهم من أي حسابات مالية.
وأشارت إلى أن سيارة الإسعاف التي حضرت لم تكن مجهزة بأي أجهزة إنعاش أو أدوات إسعاف أولية، موضحة أن هذا الأمر تتحمل مسؤوليته الإدارة بالكامل، وأنهم عندما واجهوا المدير التنفيذي أوصلوا الأمر لرئيس المباحث، وهناك اتهمهم المدير التنفيذي بأنهم أصحاب مصالح ووصفهم بأن المعاقين مرضى نفسيًا، وهو ما اعتبرته تصريحات مهينة وخطيرة لا يمكن السكوت عنها.
وأكدت أن الحمامات داخل الصالة غير مؤهلة لذوي الكراسي المتحركة، ما يضطر البعض إلى الزحف من أجل الدخول، وهو أمر يهدد صحة وسلامة الرياضيين ويعكس حجم الإهمال.
وشددت على أنهم لن يصمتوا، وأنهم سيتقدمون ببلاغات رسمية ضد المسؤولين بتهمة الإهمال والتقصير والتنمر، وأنهم سيتابعون القضية أمام النيابة ووزارتي الرياضة والصحة، وإذا لزم الأمر سيرفعونها إلى سيادة الرئيس، مؤكدة أن حق الكابتن سمير لن يضيع، وأنهم سيواصلون التحرك حتى تتحقق العدالة، داعية له بالرحمة والصبر لاسرته.