ياسمين حسان .. زهرة مصرية تحدت الإعاقة وألهمت العالم في البرازيل

ياسمين حسان هي العنوان الأبرز للإرادة المصرية في المحافل الدولية اليوم. إذ شاركت البطلة الشابة في فعاليات عالمية كبرى مؤخرا. وقد جاء ذلك بتمثيلها للمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في البرازيل. فيما تعد قصة صعودها من طالبة إعلام إلى متحدثة أممية ملهمة. حيث تسطر ياسمين بحروف من نور فصلا جديدا في كتاب التحدي.

علاوة على ذلك، تمثل قصتها دليلا حيا على قدرة ذوي الهمم. هي لم تكتفِ بالنجاح المحلي بل طرقت أبواب العالمية. لذلك، أصبح اسمها مقترنا بالإنجازات غير المسبوقة. تتابع وسائل الإعلام بشغف رحلتها المميزة في مختلف المجالات.

ياسمين حسان سفيرة المناخ

شاركت ياسمين حسان في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP30). هذا الحدث العالمي الهام استضافته البرازيل في الآونة الأخيرة. وناقشت ياسمين قضايا حيوية تهم العالم بأسره خلال الجلسات. وكان حضورها لافتا ومؤثرا وسط الوفود الدولية المشاركة. حسب الصفحة الرسمية للمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في فيسبوك.

تحديدا، ركزت مشاركتها على ملف «السياحة الخضراء والدمج الاجتماعي». حيث يعد هذا الملف من أهم محاور التنمية المستدامة حاليا. لذلك، طرحت ياسمين رؤى متميزة حول كيفية دمج ذوي الإعاقة. وهي ترى أن السياحة الميسرة حق للجميع دون استثناء.

إضافة إلى ذلك، يعكس وجودها في هذا المحفل ثقة الدولة. واختارتها القيادة السياسية لتكون واجهة لمصر في الخارج. كما كانت مشاركتها رسالة قوية حول حقوق ذوي الإعاقة عالميا. وأيضا هي أثبتت أن الإعاقة لا تمنع المساهمة في قضايا الكوكب.

سفيرة للأمم المتحدة لمبادرة «شباب بلد»

اختيرت ياسمين حسان سفيرة للأمم المتحدة لمبادرة «شباب بلد». وهذه المبادرة تهدف إلى تمكين الشباب في مختلف المجالات. يعتبر هذا الاختيار تتويجا لجهودها المستمرة في العمل العام. لذا، فهي تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه جيلها.

من ناحية أخرى، تعمل ياسمين من خلال هذا المنصب على نشر الوعي. وهي تركز على أهمية التعليم والتدريب لذوي الإعاقة. تسعى ياسمين لفتح آفاق جديدة أمام الشباب المصري الطموح. كما تشجعهم على المشاركة الفعالة في تنمية مجتمعاتهم المحلية.

ياسمين حسان ليست مجرد متحدثة بارعة في المؤتمرات. هي بطلة رياضية من الطراز الأول في رياضة السباحة. حققت أرقاما قياسية على المستوى الوطني والدولي لسنوات. فقد حصدت أكثر من 80 ميدالية متنوعة في بطولات مختلفة.

إضافة إلى ذلك، هي لاعبة أساسية في منتخب مصر للسباحة. يتبع هذا المنتخب للاتحاد المصري للإعاقات الذهنية العريق. ورفعت ياسمين علم مصر في محافل رياضية دولية عديدة. كان آخرها تحقيق ميداليات ذهبية في البطولة الدولية لعام 2024.

طالع: بطلة من مصر..رحاب رضوان تتحدى الإعاقة وتصنع المجد

تجمع ياسمين بين التفوق الرياضي والتحصيل الأكاديمي المتميز. بسبب ذلك، أصبحت أيقونة للنجاح المتكامل في عيون الجميع. هي تتدرب لساعات طويلة يوميا للحفاظ على لياقتها البدنية. كما تلتزم بنظام غذائي ورياضي صارم لتحقيق البطولات.

ياسمين حسان هي طالبة متميزة في كلية اللغة والإعلام. فهي تدرس في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. كما أنها اختارت هذا التخصص الصعب لتثبت قدرتها على التواصل. وهذا يؤكد أن الإعاقة لم تكن عائقا أمام تفوقها الأكاديمي.

علاوة على ذلك، تتحدث ياسمين ثلاث لغات بطلاقة تامة. فهي تتقن العربية والإنجليزية والألمانية قراءة وكتابة. ساعدتها هذه المهارة اللغوية في التواصل مع الثقافات المختلفة. ولذلك، كانت خير سفير لمصر في المؤتمرات الدولية المتعددة. حسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات على الإنترنت.

الحلم المشروع للياسمين

تحلم ياسمين حسان بأن تكون مذيعة مشهورة مستقبلا. فهي تعمل بجد واجتهاد لتحقيق هذا الحلم المشروع. حيث مكنتها دراستها للإعلام من التعبير عن قضايا ذوي الهمم. كما أنها تستخدم مهاراتها الإعلامية لنقل صوتهم إلى العالم.

نالت ياسمين حسان إشادات واسعة من أساتذتها في الجامعة. مثلما أشاد رئيس الأكاديمية العربية بتفوقها الرياضي والدراسي الملحوظ. ولهذا يعتبرها الجميع نموذجا للطالب المثالي والمجتهد في دراسته. لذا، يتم تكريمها باستمرار في المحافل الجامعية المختلفة.

في نفس السياق، تشارك ياسمين في الأنشطة الطلابية بفاعلية. فهي لا تنعزل عن زملائها بل تتفاعل معهم بإيجابية. يرى زملاؤها فيها مثالا للإصرار والعزيمة القوية. كما أنها تساعد زملاءها في فهم بعض المواد الدراسية.

دور المجلس القومي في رحلة ياسمين

يلعب المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة دورا محوريا. اختار المجلس ياسمين حسان لتكون صوته القوي في الخارج. يأتي هذا الاختيار ضمن استراتيجية المجلس لتمكين الشباب. يهدف المجلس إلى تصدير نماذج ناجحة للمجتمع الدولي.

علاوة على ذلك، يسعى المجلس لتقديم صورة حقيقية عن مصر. كان دعم ياسمين خطوة استراتيجية لتغيير الصورة النمطية. أثبت المجلس من خلالها أن مصر تمتلك كفاءات نادرة. لذلك، يحرص المجلس على إشراكها في كافة الفعاليات الكبرى.

نتيجة لذلك، أصبح لتمكين ذوي الإعاقة وجه مشرق ومعروف. وتساهم ياسمين في صياغة توصيات المؤتمرات التي تشارك فيها. هي تنقل خبرات الدول الأخرى إلى المجلس القومي. بالمثل، تنقل التجربة المصرية الرائدة إلى دول العالم.

يعتبر تمكين ياسمين حسان جزءا أصيلا من رؤية مصر 2030. تهدف الرؤية إلى بناء مجتمع عادل ومتكاتف ومندمج. يحظى ذوو الهمم باهتمام غير مسبوق في هذه الرؤية. لذا، تجد ياسمين الدعم الكامل من كافة مؤسسات الدولة.

كما شاركت ياسمين في احتفالية «قادرون باختلاف» الشهيرة. وقفت أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي وتحدثت بثقة. كانت تلك اللحظة فارقة في مسيرتها وشهرتها الواسعة. حيث أكد الرئيس دعمه الكامل لها ولأقرانها من الأبطال.

 ياسمين حسان وتحدي المستحيل

تؤمن ياسمين حسان بشعار «لا مستحيل» أمام القادرين باختلاف. هي تردد هذه العبارة في كل محفل تشارك فيه. تحولت كلماتها إلى مصدر إلهام للملايين حول العالم. لذلك، يتابع الكثيرون أخبارها بشغف واهتمام كبيرين.

من ناحية أخرى، أثبتت أن الإعاقة الذهنية ليست حاجزا. تجاوزت ياسمين كل التوقعات التي رسمها البعض لها. هي تفوقت في مجالات يعجز عنها الكثير من الأصحاء. بسبب ذلك، أصبحت رمزا لقوة الإرادة البشرية التي لا تقهر.

تعمل ياسمين على تغيير نظرة المجتمع للإعاقة. فهي تدعو إلى دمج حقيقي وفعال في كافة المجالات. ترفض التعامل مع ذوي الإعاقة بشفقة أو إحسان. بل تطالب بحقوقهم المشروعة في التعليم والعمل والحياة.

أصبحت قصة ياسمين حسان مادة دسمة للإعلام المحلي. تتسابق القنوات الفضائية والصحف لإجراء حوارات مطولة معها. كما اهتمت وسائل الإعلام الدولية بتغطية إنجازاتها في البرازيل. يرى الإعلاميون فيها متحدثة لبقة ومثقفة وواعية.

في الواقع، تنجح ياسمين في توصيل رسالتها بوضوح وبساطة. هي تستخدم لغة قريبة من القلب والعقل معا. لذا، تحظى مقابلاتها بنسب مشاهدة وتفاعل عالية جدا. ساهم الإعلام في تسليط الضوء على قضيتها بشكل كبير.

طموحات وأحلام الياسمين

عبرت ياسمين حسان عن أمنيتها الكبرى لمستقبل مصر. هي تحلم باستضافة مصر لبطولة الألعاب العالمية قريبا. تتمنى أن تقام البطولة في العاصمة الإدارية الجديدة. حيث ترى أن مصر مؤهلة تماما لتنظيم مثل هذه الأحداث. وفق ما صرحت لوسائل إعلام محلية عقب تكريم رئاسي في مارس 2024.

إضافة إلى ذلك، تخطط ياسمين لاستكمال دراساتها العليا في الإعلام. هي تطمح للحصول على الماجستير والدكتوراه في تخصصها. كما تسعى لتأسيس مؤسسة خيرية لدعم الأبطال الرياضيين. تهدف المؤسسة لرعاية المواهب من ذوي الإعاقة الذهنية.

في الختام، تمثل ياسمين حسان جيلا جديدا من الشباب. هي نموذج للشاب المصري القادر على صنع التغيير. إن ما حققته حتى الآن هو مجرد بداية فقط. ينتظرها مستقبل واعد وحافل بمزيد من الإنجازات الكبرى.

بناء على ما سبق، ستظل ياسمين أيقونة للتحدي والإصرار. قصتها ستظل دليلا حيا على أن الإرادة تصنع المعجزات. هي فخر لمصر وللوطن العربي وللعالم أجمع. أخيرا، نتمنى لها كل التوفيق في رحلتها الملهمة والمشرفة.