يوم إنهاء الاعتداء الجنسي على الأطفال هو مناسبة عالمية أعلنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 نوفمبر. ولهذا فاليوم بمثابة تتويج لحركة عالمية. والهدف هو رفع مستوى الوعي العام، وتوحيد الجهود لتثقيف المجتمع.
وأيضا هذا اليوم يسلط الضوء بشكل خاص على الأطفال الأكثر عرضة للخطر. فالأطفال ذوي الإعاقة يواجهون «هشاشة مضاعفة» تزيد من خطر تعرضهم للعنف والاستغلال. ولذلك فإن حمايتهم تتطلب استراتيجيات متخصصة تتجاوز التدابير العامة.
يوم إنهاء الاعتداء الجنسي على الأطفال
الأطفال ذوو الإعاقة، وخاصة الإعاقات الذهنية والحركية، هم الأكثر عرضة للاعتداء الجنسي. إن أسباب هذه الهشاشة المزدوجة متعددة ومتشابكة. وفقا للدراسات، فإن معدلات العنف الجنسي ضد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية تزيد بشكل ملحوظ مقارنة بالأشخاص العاديين. وعوامل الضعف الخاصة بهم تشمل صعوبة فهم النوايا الخبيثة أو التعبير عن الاعتداء. كما أن الإعاقة الحركية تحد من المقاومة الجسدية أو الهرب. والاعتماد على الآخرين في التنقل أو العناية الشخصية يزيد من فرص الاستغلال.

والإعاقة الحقيقية لا تكمن فقط في الضعف الجسدي أو الإدراكي. وإنما تكمن في الحواجز المجتمعية والنفسية التي تمنع الإبلاغ. فالطفل قد لا يتحدث خوفا من العقاب أو من فقدان المزايا. كما أن عدم إدراك الطفل أن الاعتداء الجنسي يسبب ضررا يزيد من صعوبة الإبلاغ. وعلى ذلك فإن هذا اليوم هو تذكير بضرورة تكييف استراتيجيات الحماية مع هذه التحديات.
استراتيجيات الوقاية من التوعية المبكرة للرقابة
حماية الأطفال ذوي الإعاقة تتطلب تطبيق استراتيجيات وقائية عملية ومكيفة. وهذه الإجراءات تبدأ من الأسرة وتمر بالمؤسسات التعليمية والجهات الحكومية. كما أن هذا اليوم العالمي يدعو إلى تعميم هذه الإجراءات.
يجب على الأهالي تنمية إحساس الطفل بتقدير الذات. كما أنه يجب تعليم أجزاء الجسم المحظورة باستخدام دمى أو صور. لهذا فإن إنشاء قنوات اتصال آمنة قد تبدو مثل إشارة سرية للإبلاغ عن الخطر أمر حيوي. كما أن مراقبة الدوائر الاجتماعية والتحقق من مقدمي الخدمات أمر ضروري. وكذلك يجب على المدارس والمؤسسات التعليمية تدريب الكوادر على كشف علامات الاعتداء. فإدراج برامج «اللمس الآمن/غير الآمن» في المناهج يعد جزءا أساسيا من الوقاية.
يوم إنهاء الاعتداء الجنسي على الأطفال و حتمية المساءلة والعدالة
القانون لا يعتد بموافقة الأطفال والمراهقين تحت سن الثامنة عشرة على الاعتداء الجنسي. والتشريعات الحديثة تعتبر الإعاقة الذهنية أو الجسدية ظرف تشديد في جرائم الاعتداءات الجنسية. إن هذا يضع مسؤولية مضاعفة على عاتق الجهات الحكومية.
يوم إنهاء الاعتداء الجنسي على الأطفال هو دعوة لتطوير برامج إيواء عاجل لضحايا الاعتداء من ذوي الإعاقة. كما أنها دعوة لتكوين فرق شرطة متخصصة في التعامل مع هذه الفئة. إن تعميم لغة الإشارة في أقسام الشرطة أمر ضروري لضمان وصول الشكاوى. حسب موقع منظمة الأمم المتحدة على الإنترنت.
طالع: حراس يتحولون إلى جلادين.. تشريح الحالة النفسية للمعتدين على ذوي الإعاقة
ويمكن القول إن الاستجابة الفورية بعد وقوع الاعتداء حاسمة. فلا يجب الاغتسال أو تغيير الملابس قبل الفحص الطبي لحفظ الأدلة. كما أن طلب الدعم النفسي فورا وتوثيق كل التفاصيل أمر أساسي. وحتمية محاسبة الجناة هي هدف هذا اليوم العالمي.
وهذا اليوم يمثل التزاما عالميا لا يتوقف عند الوعي. وحماية الأطفال ذوي الإعاقة تتطلب تحولا ثقافيا ومؤسسيا. كما أن الوقاية تبدأ من منزل آمن وأسرة داعمة. وأيضا تتطلب نظاما قانونيا يضمن العدالة وسبل الانتصاف للناجين.
لهذا كله فإن يوم إنهاء الاعتداء الجنسي على الأطفال هو تذكير بأن الاستثمار في حماية الأطفال هو استثمار في مستقبل المجتمعات. إن الحماية هي واجب أخلاقي وقانوني واقتصادي.


.png)


















































