أجرتها ناشطة مصرية.. عملية تطويل عظم الجمجمة ثورة في إعادة بناء الوجوه

أجرتها ناشطة مصرية.. عملية تطويل عظم الجمجمة ثورة في إعادة بناء الوجوه

المحرر: محمود الغول - مصر
إسراء أحمد تخضع للعلاج بالجهاز

سلّطت حالة الناشطة المصرية إسراء أحمد، المعروفة بلقب «أم روح حلوة»، الضوء على تقنية «تطويل العظم بالتشتيت» ودورها الفعّال في علاج التشوهات القحفية الوجهية المعقدة.

تمثل حالة الناشطة المصرية إسراء أحمد،  مثالاً بارزاً على التعقيدات والتحديات التي تواجه جراحة ترميم تشوهات عظام الجمجمة الخلقية، إذ خضعت إسراء مؤخراً، حسب ما نشرته في فيسبوك، لعملية جراحية باستخدام جهاز يسمى «Bone Distractor»، وهو ما سلط الضوء على تقنية جراحية متقدمة تُعرف باسم تطويل العظم بالتشتيت (Distraction Osteogenesis – DO).

وُلدت إسراء بتشوهات خلقية معقدة تشمل الشفة الأرنبية، وتفاقماً في نمو الوجه والجمجمة (عين واحدة)، مما يشير الى ارتباط حالتها بإحدى متلازمات القحف الوجهي المعقدة(تشوهات عظم الجمجمة) ، وتتطلب معالجة مثل هذه الحالات رحلة علاجية مستمرة ومكثفة، وقد خضعت المريضة لأكثر من 10 عمليات جراحية سابقة.

أكدت إسراء أن الدافع الأساسي للجراحة لم يكن تجميلياً بحتاً، بل كان بهدف علاجي ووظيفي، وهو ما يتوافق تماماً مع الاستطبابات السريرية لتقنية DO في الحالات التي تعاني من نقص نمو شديد في منتصف الوجه (Midface Hypoplasia).

الآلية البيولوجية لخلق عظم جديد

تعتمد تقنية تطويل العظم بالتشتيت على قدرة الجسم الطبيعية على التئام العظام، ولكن بطريقة موجهة ومتحكم بها لزيادة طول العظم، تعود الجذور التاريخية لهذه التقنية الى الجراح الروسي غابرييل إليزروف، وتعتمد على المبادئ البيولوجية التالية:

القطع المتحكم به: يتم إجراء قطع جراحي دقيق في العظم المستهدف (Osteotomy)، مع الحفاظ على الأنسجة الرخوة المحيطة.

تكوين الكالس: بعد فترة قصيرة تسمى الكمون (Latency Period)، يتطور نسيج كالس ليفي (Fibrous Callus) في موقع القطع.

الشد التدريجي: بدلاً من تثبيت العظم ليشفى الكسر، يتم تطبيق حركة ميكانيكية متعمدة وتدريجية، عادة بمعدل 1 ملم يومياً، لشد هذا الكالس الليفي ببطء. هذا الشد الميكانيكي يحفز نمو عظم جديد قوي ومُوعَّى بالدم في الفراغ الناتج.

اختيار معدل الشد اليومي بدقة يضمن أن يكون نمو العظم الجديد متوازناً مع قدرة الأنسجة الرخوة (الجلد والأوعية الدموية والأعصاب) على التكيف والتمدد، والنتيجة النهائية هي تطويل العظم المستهدف وتكوين عظم جديد قوي ومقاوم للانتكاس.

طالع: تنقية الأجنة تفتح باب الأمل.. هل يمكن منع الإعاقة قبل الولادة؟ 

طالع: متلازمة «الرجل الحجري».. مرض نادر يحول الجسد إلى تمثال بشري

تحسين التنفس والرؤية

يُعتبر DO الخيار العلاجي المفضل عندما تتطلب الحالة إزاحات هيكلية كبيرة تفوق قدرة الجراحة التقليدية على تحقيقها.

وتتركز المؤشرات السريرية على تحسين عدة وظائف حيوية:

تحرير مجرى التنفس: الهدف الوظيفي الأكثر أهمية هو علاج انسداد مجرى التنفس العلوي (Airway Obstruction) الناتج عن نقص نمو الفك السفلي او منتصف الوجه، وعن طريق تحريك الهيكل العظمي الى الأمام، يتم سحب قاعدة اللسان والأنسجة المحيطة بها، مما يفتح مجرى التنفس.

هذه الفائدة الحيوية أكدت عليها المريضة إسراء أحمد، مشيرة الى أنها تفرق «جداً في جودة الحياة عموماً».

تحسين الوظيفة المدارية: في حالات نقص نمو منتصف الوجه، يؤدي هذا الإجراء إلى تقديم العظام المحيطة بالعين (Midface Advancement)، مما يصحح انحسار المدار ويخفف الضغط، ويساعد العينين على الاستقرار، ويحسن الرؤية في بعض الحالات.

توسيع الجمجمة: يُطبق DO لتوسيع سعة الجمجمة (Cranial Volume) وتخفيف ارتفاع الضغط داخل الجمجمة الناتج عن التحام دروز الجمجمة المبكر (Craniosynostosis)، مما يمنع المضاعفات العصبية الخطيرة.

تتطلب العملية بروتوكولاً زمنياً صارماً يتضمن مراحل الكمون والتطويل والتصلب، وتتميز بتقليلها الكبير لزمن الإقامة في المستشفى، حيث يقضي المريض فترة التفعيل والتصلب (وهي الأطول) في المنزل.

لماذا يفضل التدخل المبكر؟

قالت إسراء أحمد  إن التدخل الجراحي لو تم في سن أصغر، وقت النمو، «كانت النتيجة هتكون أفضل بكتير، ممكن توصل لدرجة التماثل الطبيعي».

هذا الطرح مدعوم بأسس بيولوجية راسخة، حيث يتمتع الأطفال بمعدلات شفاء وقدرة على تكوين عظم جديد أعلى بكثير من البالغين.

مرونة الأنسجة، ففي سن النمو، تكون الأنسجة الرخوة المحيطة أكثر مرونة واستجابة للشد، مما يسمح بحدوث الإزاحات الكبيرة بسهولة أكبر ويقلل من خطر الانتكاس.

نتائج مستدامة، لأن التدخل المبكر يسمح بدمج العظم الجديد مع أنماط النمو الوجهي الطبيعية، مما يزيد من احتمالية تحقيق تماثل أقرب إلى الطبيعي.

على النقيض يواجه البالغون زيادة في زمن التصلب، ومقاومة أكبر من الأنسجة الرخوة، مما يزيد من خطر الانتكاس ويطيل فترة العلاج.

توضح تجربة إسراء أحمد القيمة الوظيفية والترميمية لتقنية تطويل العظم بالتشتيت، خاصة في علاج التشوهات القحفية الوجهية المعقدة،وأثبت أن استخدام جهاز Bone Distractor لتحقيق تقديم كبير لعظام منتصف الوجه لم يحقق تصحيحاً هيكلياً فحسب، بل حقق تحسينات وظيفية حيوية تتعلق بفتح مجرى التنفس وتعزيز استقرار العيون.

تتطلب حالات القحف الوجهي المعقدة فريقاً طبياً متكاملاً، ورعاية لاحقة صارمة، للحد من المضاعفات مثل العدوى حول دبابيس التثبيت، أو الانتكاس، وتظل التوصية الأبرز هي تعزيز الكشف والتدخل المبكر لضمان أفضل النتائج الوظيفية والتجميلية المستدامة، محولةً بذلك التحديات الجسدية الكبرى إلى انتصارات علمية وإنسانية.

المقالة السابقة
مصر تعرض في لبنان تجربتها في رعاية كبار السن وذوي الإعاقة
المقالة التالية
مصر تحقق 13 ميدالية في منافسات بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي

وسوم

أمثال الحويلة (432) إعلان عمان برلين (508) اتفاقية الإعاقة (652) الإعاقة (148) الاستدامة (1151) التحالف الدولي للإعاقة (1123) التشريعات الوطنية (895) التعاون العربي (565) التعليم (87) التعليم الدامج (66) التمكين الاقتصادي (95) التنمية الاجتماعية (1145) التنمية المستدامة. (94) التوظيف (69) التوظيف الدامج (875) الدامج (60) الدمج الاجتماعي (680) الدمج المجتمعي (169) الذكاء الاصطناعي (90) العدالة الاجتماعية (79) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (556) الكويت (96) المجتمع المدني (1126) الولايات المتحدة (66) تكافؤ الفرص (1117) تمكين (94) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (564) حقوق الإنسان (83) حقوق ذوي الإعاقة (99) دليل الكويت للإعاقة 2025 (408) ذوو الإعاقة (163) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1079) ذوي الإعاقة (560) ذوي الهمم (61) ريادة الأعمال (435) سياسات الدمج (1103) شركاء لتوظيفهم (425) قمة الدوحة 2025 (693) كود البناء (493) لغة الإشارة (76) مؤتمر الأمم المتحدة (382) مجتمع شامل (1113) مدرب لغة الإشارة (682) مصر (106) منظمة الصحة العالمية (706)