يطالب مستخدمو أجهزة التواصل المعزِّز والبديل AAC من ذوي الاحتياجات الخاصة بتطوير هذه التقنيات. وتأتي هذه المطالب بهدف جعل الأجهزة أكثر تخصيصًا ومرونة.
كما يأمل المستخدمون في الحصول على أدوات تمنحهم قدرًا أكبر من الاستقلال وتسهّل إنجاز المهام اليومية.
جاء ذلك خلال لقاء جمع طلاب كلية National Star في جلوسترشير مع وفد من شركة Smartbox، وهي من أبرز الشركات العالمية المنتجة لهذه الأجهزة.
وخلال اللقاء، عرض الطلاب تجاربهم الشخصية.كما استعرضوا الصعوبات التقنية التي ما زالت تحدّ من استخدامهم اليومي للأجهزة.
الطالب إيد هولمز أكد أنه كان يكره جهازه في طفولته.لكنّه اليوم لا يستطيع الاستغناء عنه، واصفًا إياه بأنه «صوته الحقيقي». وقال هولمز إنه يشعر بـ«العراء» دون جهازه.
وأضاف أن الأمر يشبه انتزاع الأحبال الصوتية من الجسد. في المقابل، يرى أن تحسين عمر البطارية يمثل أولوية قصوى. كما يريد جهازًا يعمل طوال 24 ساعة دون توقف ليتمكن من التواصل بلا انقطاع.
بطء الأجهزة يمثل تحديًا يوميًا
تختلف أجهزة AAC باختلاف احتياجات مستخدميها.وغالبًا ما تعتمد على شاشة يتم عبرها اختيار الكلمات والعبارات لتحويلها إلى صوت اصطناعي.كما تُستخدم في تشغيل الحاسب والتطبيقات وحتى الأجهزة المنزلية.
من ناحية أخرى، عبّرت هانا هادلي المصابة بالشلل الدماغي عن حاجتها لمزيد من الاستقلالية.وتستخدم هادلي تقنية Eye Gaze المعتمدة على تتبع العين للتحكم في الجهاز.وقالت إنها تتمنى تطبيقًا يساعدها على ملء حوض الاستحمام بنفسها.
كما تحلم باستخدام جهازها لتطوير ألعاب ملاهٍ مكيّفة لذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي السياق ذاته، تشير إميلي هاريس، أخصائية النطق واللغة في كلية National Star، إلى أن بطء الأجهزة يمثل تحديًا حقيقيًا.
وتضيف: «إنها أجهزة صعبة وغالبًا ما تكون بطيئة. سد الفجوة بين سرعة الحديث الطبيعي وسرعتها سيُحدث فرقًا كبيرًا».
الذكاء الاصطناعي قد يغيّر مستقبل أجهزة AAC
يرى الخبراء أن التطور السريع في الذكاء الاصطناعي سيكون عنصرًا حاسمًا في تحسين هذه الأجهزة. كما يتوقعون أن يرفع من مستوى الاستقلالية وسرعة الاستجابة.
الرئيس التنفيذي لشركة Smartbox، دوجال هاوز، قال إن الذكاء الاصطناعي يمثل «قوة خير حقيقية».
وأضاف: «نستخدمه لتسريع التواصل من خلال تصحيح الكتابة واستخدام الاختصارات».كما أشار إلى تطوير تقنية لاستنساخ الأصوات لتقديم صوت يشبه صوت المستخدم ولهجته وشخصيته.
نماذج ملهمة في استخدام التكنولوجيا
ومن الأمثلة الملهمة تجربة آندي بيريجروف.فهو يستخدم تقنية تعتمد على تتبع نقطة مثبتة على النظارة للعزف على الجيتار.
كما يشارك في أمسيات Open Mic في جلوستر.
ويقول مسؤول دعمه ديف ستوكس إن التكنولوجيا مكّنته من دخول عالم الموسيقى رغم إعاقته.كما أضاف: «الجهاز يحول ما يفعله باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى صوت وغناء حقيقي، وهذا مذهل».
وفي ختام اللقاء، قالت كيت دانينج، الرئيسة التنفيذية للعمليات في شركة Talk To Me Technologies بالولايات المتحدة، إن ملاحظات المستخدمين تمنحهم دافعًا كبيرًا.
وأضافت: «لا نصنع الأتمتة لمجرد الأتمتة. نفكر في المستخدم النهائي دائمًا. ماذا يريد أن يقول؟ وما أفضل طريقة تمكّنه من قوله؟».
ويؤكد المشاركون أن المستقبل القريب سيشهد دمجًا أكبر بين الذكاء الاصطناعي وأجهزة AAC.كما سيؤدي ذلك إلى مزيد من الاستقلالية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.وفي الوقت نفسه، سيمنحهم قدرة أكبر على التعبير والمشاركة في مختلف مجالات الحياة.


.png)


















































