Skip to content

أستراليا تعتمد برنامج دعم جديد لتقليص نفقات التأمين الوطني للإعاقة

أستراليا تعتمد برنامج دعم جديد لتقليص نفقات التأمين الوطني للإعاقة

أستراليا – جسور – فاطمة الزهراء بدوي 

تسعى الحكومة الأسترالية إلى تقليص التوسع المتزايد في نفقات “برنامج التأمين الوطني للإعاقة” (NDIS)، عبر الترويج لنموذج جديد من الخدمات المجتمعية يُعرف باسم “الدعم التأسيسي” (Foundational Supports)، رغم عدم وضوح تفاصيله حتى الآن. لكن مشروعات محلية، مثل “مشروع هانتر للصم المكفوفين”، تقدم تصورًا عمليًا لما قد يبدو عليه هذا النموذج في المستقبل.

في عام 2015، أسس جيكس تروران-لاكاييف Truran-Lakaev، وهو رجل أصم وكفيف، مجموعة صغيرة في مدينة نيوكاسل بولاية نيو ساوث ويلز، لأشخاص يعانون من فقدان السمع والبصر. 

بدأت المجموعة كمساحة اجتماعية بسيطة، لكنها تحولت مع الوقت إلى مركز حيوي للتواصل والتعليم والمناصرة. خلال جائحة كورونا، لعب المشروع دورًا محوريًا في إيصال المعلومات للأعضاء الذين لم يكن بمقدورهم متابعة التليفزيون أو الراديو أو قراءة الترجمة الفورية، نظرًا لصعوباتهم المزدوجة في السمع والبصر.

يعتمد أعضاء المجموعة على لغة الإشارة اللمسية، حيث يضع الصم المكفوفون أيديهم فوق أيدي المترجمين ليتابعوا الإشارات. كما تستضيف المجموعة ورشًا تثقيفية مع جهات حكومية وخدمية مثل الدفاع المدني والقطاع الصحي. هذه اللقاءات تتيح للموظفين التعرف على احتياجات فئة لم يتفاعلوا معها من قبل، مما يعزز الفهم المتبادل.

تراهن الحكومة الاتحادية على أن انتشار نماذج مشابهة قد يساعد في تقليل الضغط على NDIS، الذي يُتوقع أن تصل تكلفته هذا العام إلى 48 مليار دولار. وتهدف الحكومة إلى خفض معدل نمو البرنامج من 20% إلى 8% سنويًا، عبر تحويل بعض الخدمات إلى مبادرات محلية. الدعم التأسيسي، المقترح في مراجعة البرنامج عام 2023، سيُمَوَّل مناصفة بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، لكن الاتفاقات النهائية لم تُوقَّع بعد.

تركز المرحلة الأولى من الدعم التأسيسي على تعزيز الروابط الاجتماعية وتوفير المعلومات، بينما تهدف المرحلة التالية إلى دعم أكبر وأكثر استهدافًا، خاصةً لفئات مثل الأطفال المصابين باضطرابات تطور طفيفة، أو أصحاب الإعاقات النفسية الذين لا يحصلون على دعم حاليًا.

حذرت مديرة منظمة “التوعية بالتوحد في أستراليا”، نيكول روجرسون، من غموض الرؤية الحالية، مشيرة إلى أن أسرًا كثيرة تشعر بالقلق من احتمال فقدان خدماتهم المعتمدة على NDIS. داعية أيضًا إلى التخطيط الدقيق وعدم التسرع؛ لضمان فاعلية هذه البرامج وعدم تحويلها إلى مصدر تمويل غير منضبط للقطاع غير الربحي.

في المقابل، يواصل “مشروع هانتر” توسعه، ويجد صدى واسعًا بين المنضمين الجدد. ميليسا هندرسون، إحدى الأعضاء، قالت إن انضمامها ساعدها في التصالح مع فقدان حاستي السمع والبصر، وكسَر عزلة كانت تخشاها. ويأمل المؤسس أن يستمر المشروع في تقديم الدعم والمناصرة، بل وأن يسهم في تغيير نظرة المجتمع للأشخاص الصم المكفوفين.

المقالة السابقة
مصر.. “التضامن” توفر 4 آلاف جهازًا تعويضيًا لذوي الإعاقة بالمحافظات
المقالة التالية
السعودية أمجاد أسعد.. الإعاقة لم تكسر إرادتي ورأيت العالم بصوت صديقتى سمر