أقام أطفال وشباب مصابون بالتوحد في جنوب ويلز بالمملكة المتحدة، معرضًا للتصوير الفوتوغرافي يهدف إلى تغيير المواقف السلبية تجاه التوحد.
المعرض الذي يحمل عنوان “لكنّك لا تبدو مصابًا بالتوحد” يضم بورتريهات لعدد من البالغين والأطفال من ذوي التنوع العصبي.
تقول جايد ويست من جمعية “Rewild Play” الخيرية في نيوبورت إن الأطفال ذوي التنوع العصبي “يتلقون رسائل سلبية مفادها أنهم لا يستطيعون” لكن المعرض يسعى إلى تغيير هذه الذهنية.
أخبرت جوليا 29 عامًا وهي أم متفرغة، الجمعية أنها أرادت مواجهة الوصمة المرتبطة بالتوحد، أما روزي 20 عامًا، وهي موسيقية، فقالت إنها شعرت ب”الارتياح” بعدما شُخّصت بالتوحد منذ عامين.
أما ليام 15 عامًا فقد عبّر عن فخره لظهور صورته في المعرض، موضحًا أنه أراد المشاركة كرد فعل على الطريقة التي يتعامل بها الناس معه حين يخبرهم بأنه مصاب بالتوحد، يقول: في كثير من الأوقات يتحدثون معك وكأنك لست ذكيًا مثلهم، أو كأنك لا تستطيع القيام بما يقومون به، عادةً ما يكون الرد: “يا للأسف، بطريقة متعالية”.
وأضاف ليام أن الدعم الذي تلقاه من الجمعية ساعده على “\تقبّل حقيقة أنه مصاب بالتوحد، وهو لا يزال على قائمة الانتظار للحصول على التشخيص الرسمي، لكن المتخصصين أبلغوه بأنه يُظهر سمات مرتبطة بالتوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD
من جانبه، قال ماكنزي 16 عامًا، إن تصويره للمعرض وإجراء مقابلات مع المشاركين ساعده على فهم “الجوانب المختلفة للتوحد”، وكان قد شُخّص بالتوحد في سن الثامنة لكنه واجه مواقف سلبية، مضيفًا:”الأمر مزعج حقًا عندما يعاملك الناس كما لو أنك أقل شأنًا”.
الجمعية الخيرية “Rewild Play” تعمل مع مجموعة من الأطفال والشباب من ذوي الإعاقات أو صعوبات التعلم، وتدعم نحو 300 أسرة. توضح جايد أن فكرة المعرض انطلقت من محادثة مع ابنتها جعلتها تدرك الحاجة إلى تمثيل إيجابي، جايد نفسها شُخّصت باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHDفي سن الثانية والأربعين، ولا تزال على قائمة الانتظار لتشخيص التوحد.
وتصف جايد نفسها وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 45 عامًا بأنها “ثرثارة” وأن القوالب النمطية تجعل الناس لا يفهمون تشخيصي، فيقولون لي لا يمكن أن تكوني مصابة بالتوحد.
صورتها أيضًا عُرضت ضمن المعرض في محاولة لمواجهة “سوء الفهم” وأضافت: ما زلت لا أُفصح عن الأمر طوعًا لأنني أعلم أنني سأتعرّض للحكم، ربما هناك جزء مني كان يريد هذا التمثيل الإيجابي لنفسي أيضًا”.
صوفيا 13 عامًا، التي تعشق الموسيقى، شاركت في المعرض من أجل رفع الوعي، أما ماكنزي 16 عامًا، فأكد أن ثقته بنفسه قد تحسنت بفضل دعم الجمعية، ورغم أن كلًا من ليام وماكنزي اعترفا بأنهما شعرا بعدم الارتياح لظهورهما في المشروع، فإنهما كانا مقتنعَين بضرورة أن يكونا جزءًا من التغيير في نظرة الناس.
قال ليام: الأمر صعب جدًا حين تكون وجهات النظر سلبية معظم الوقت، بينما أضاف ماكنزي: الناس يظنون أن التوحد يعني فقط أنك تعاني بشدة، وهذا مزعج للغاية، لأن الأشخاص المصابين بالتوحد يمكنهم الإنجاز، وكثيرون ممن صنعوا أشياء عظيمة كانوا مصابين بالتوحد.